السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هيئة علماء السودان وفتاوي اخر زمن بقلم ابوالقاسم ابراهيم الحاج

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/18/2005 9:42 ص

هيئة علماء السودان وفتاوي اخر زمن

نحن شعب متدين يعشق الدين الى ابعد حدود حتى انك اذا وصلت الى البلاد من الوهلة الاولى ورايت كيف يلتف الناس حول الشيوخ الذين يديرون حلقاتهم في الهواء الطلق حيث شمس الحامية تحرق الرؤوس ومع ذالك الناس تقف بوقار للاستماع الى الاحاديث النبوية ,والى المادحين الذين يمدحون الرسول وهم يتراقصون مع ايقاعات النوبة التى تصم الاذان , فهذا الشعب الطيب كان ولا زال متدينا بفطرته لا يحتاج الى افتاءات ذات مخذى سياسي ,فتجار الدين بطبعهم وجدو الاراضية صالحة لبذر افكارهم المريضة فمنهم من حول الصراع السياسيى في جنوب السودان الى صراع ديني استشهادي ووزع بنات الحور يسارا ويميا , ويخيل الين انك تعيش في عهد الفتوحات الاسلامية الاولى وبعض ان انفض المولد تم الغاء هذه الفتاوي بجرة قلم ,واصبح من ماتوا او بالاحرى من قتلوا في هذه المعارك ليس بمجاهدين ! وهكذا راح اخواننا (شمار في مرقة) , ثم تعاظمت الامور ووصلت البلاد الى بداية مرحلة سلام حقيقي مع نفسها ولكن تجار الدين رفضوا ان يتركو هذه الفترة الانتقالية تمر بسلام وبداو في وضع المتاريس الدينية فاطلت هذه الافتئات مرة اخرى ,وكما هو ومعروف منذ القدم منذ ان خلق الله الانسان لا يوجد شي سيطر على البني ادم منذ الازل مثل الدين فخرجت فتوى هيئة العلماء التى تحرم الانضمام الى الحركة الشعبية لانها تطالب بعلمنة الدولة وهذا حرام في الشريعة الاسلامية ويجب على المسلمون عدم الانضمام اليها على حد قولهم ......الخ.

هذه الفتاوي القديمة وغيرها من الافتئات التى باتت تصدر كل يوم من يدعون علما اصبحت تؤرق كاهل العقيدة فهم لا يمثلون الى انفسهم او التنظيم الذين ينتمون اليه و كنت اتنمى لوقفل هذا الباب نهائيا(باب الافتئات ) من قبل لانه اتحاح لاصحاب الافكار المريضة بتمرير فتاويهم وافكارهم الى هذا الشعب الطيب والى كل الشعوب المتدينة ( افكار سيد قطب ومن قبله المولدي ).عليه اولا اين كان هولا المشائخ الذين يفتون الان عندما قام الجنجويد بقتل وابادة اهلنا في دارفور اليسوا بمسلمين؟ لماذا لم يصدرو فتواهم هذه ويحرموا ما تقوم به هذه المليشيات من ابادة شعب مسلم ومسحه من الوجود؟ ولماذا هذه الانتقاءة هل هناك في الدين (خيار وفقوس)! نحن شعب دارفور من اكثر شعوب السودان حبا للدين وللتدين بحكم الفطرة ولكن حبنا هذا للدين لم يشفع لنا ,فقد ارتكب هولاء الجنجويد في اهلنا مالم تفعله اسرائيل في فلسطين وكان من المفترض ان يكونوا مسلمين مثلنا ابشع انواع القتل والاغتصاب والتهجير وجعلوا اهلنا يعيشون في المعسكرات التى اقامها لنا هولا النصاري العلمانيين لمساعدتهم لسد رمقهم , فاين اولئك الافتائيون من هذه الازمة؟ , لماذا لم نرى اي مجهود قاموا به ولو على سبيل حث هولاء الجنجويد بعدم ارتكاب مثل هذا الاعمال انها منافية للدين ولو حتى عن طريق الدعاء فالتزموا الصمت طيلة هذه المدة والان بعد توقيع اتفاقية السلام وبدات البلاد في العد التنازلي لانها الحرب وتشيكل حكومة وطنية تجمع كل الون الطيف السياسي السودانياطلت علينا هذه الوجوه بفتاويهم المغرضة التى تدعوا الى الفتنة والشتات وكان ماحدث بالبلاد وما سوف يحدث لها مستقبلا لا يكفي .عموما انا شخصيا لا اعتقد نحن كشعب دارفور معنين بهذه الفتاوي لا ولن نلتفت اليها بل الان اتضحت لنا الرؤية اكثرواكثر فهولاء القوم وعقليتهم في التعامل مع قضايا السودان بطرق منتقاة , فهي فتاوي حتما سوف تذهب كغيرها في مهب الريح كتلك التى حولت الحرب في جنوب السودان الى حرب استشهادية و توزع فيها حور الجنان وفجاة انقلبت الموازين وطارت بنات الحور الى الجنان واصبح منذ ذالك التاريخ كل من قتل فهو ليس بشهيد.

خلاصة الامر ان توقيع اتفاقية السلام وانتها اطول حرب في القارة يعني هذا ايذانا ببلوغ فجر جيد في هذا القطر واستبشر الناس خير ا في جو مفعم بالحرية وسيادة القانون وكفالة حقوق المواطن لكل اهل السودان بقض النظر عن انتمائتهم ومعتقداتهم فهم سودانيون ومن حقهم ان يمثلوا بلادهم ولكن هولاء المطرفون ابت نفوسهم الا ان يفسدو فرحة اهل السودان باستصدار هذه الفتوى التى هي غير معقولة لامضمونا ولا توقيتا الهدف منها فقط هو اثارة الفتنة التى ما فتئت وانطفت وليعش هذا القطر في صراع دائم الى ان ينزل السيد المسيح .

فاليحذر اهل السودان كلهم واخص بالذات اهل دارفور لما لهم من خلفية دينية بالانتباه الى هولاء القوم. حسب اعتقاديى ان هذه الافكار ليست من الدين, الله سبحان وتعالى يقول في كتابه (انك لن تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء )وايضا (فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر)صدق الله العظيم فامثال هولاء المتطرفون لا هم لهم سوى اثارة النعرات والفتن فارجو ان ينتبه الشعب السودانى جيدا لهذا الافكار الهدامة وان يراغبوا جيد سلوكيات هولاء العلماء فمسجد الجرافة واحداث الحارة الرابعة ليست ببعيد عن الاذهان.

التطرف اصبح افة العقيدة فكثير من الاعمال ترتكب باسم العقيدة في هذا العصر المليء بالتناقضات فاذا اراد شعب السودان ان يحافظ على وحدته وسلامة اراضيه حتى تمر هذه المرحلة الخطرة من تاريخ البلاد بسلام لابد من لجم وخرس هذه الاصوات لان السموم التى تنفثها اخطر من لسعات الثعابين, وهي اهون علينا من ضياع امة كاملة بسبب افكار مستوردة يصعب تطبقها. اللهم فاشهد اني قد بلغت.

ابوالقاسم ابراهيم الحاج



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved