الحويتو رب الناس وابن قُصيّ
سهران منو رايغ في موايقي حِصيّ
خدو وسيم وديسو معمعم النُصيّ
قوامو قوام جنيبة وعينو ظبية صيّ
في البيت الأول يستجير أبو سن بالخالق وحده على ظلم محبوبته، بعد أن أذاقته الويل والسهر (رايغ في موايقي حصي) والموايق هي العيون و(رايغ ، حصي ) أي يتحرك فيها الحصىّ فيسبب ألماً إضافياً مع السهر.
والبيت الثاني فيرى المحبوبة بأنها أسيلة الخد، و(ديسو) أي شعره يلتف بوسطه و(يعمعمه)، في إشارة ذكية الى طول الشعر لدرجة أنها يمكن ان تلفه حول خصرها وهذه لفتة جميلة، وقوامها قوام الخيل الحرة (الجنيبة) وعيونها أشبه بعيون ظبي (الصي) وهو (الخلا).
الودّر يقيني وقلّ صبري الحي
جمالو جمال مقاطع ذوق وظُرف ومُحيّ
دغِمة الجمرو في الأكباد مولع حي
عينيّ نيلة المُزنة الصبيبة ضُحيّ
حسبما فهمت من هذين البيتين أن الشاعر يقصد: (ودّر) أي أضاع (يقيني) المقصود بها الطمأنينة و(يقّن) أي أرتاح واستقر على حال ، و(قّل) هنا تعني قلل، وهي كلمة تواترت كثيراً في الشعر الشعبي، في البيت الثاني يقول : الحسرة والحزن (الغبن) كالجمر المتقد في الكبد، ودموعه كالسحابة التي تنهمر بغزارة في الضحى وأظن أن سحابة الضحى معروفة بغزارتها واستمرارها أطول فترة ممكنة،
بلابل الدوح بكن قصدن يكابرن لي
لامن عرفن السبب أب سواراً ليّ
فيهن واحدة قالت في السهاد شن لي
قت ليها الوداع سقيدي خلي عليّ
فيرى بكاء البلابل كأنها تحدياً لهمومه وأحزانه ، عندما تيقنت إن الشاعر يعاني فراق وهجر حبيبته (أب سواراً لي) أي التي يحيط سوارها بساقها ويلتوي بها بإحكام كناية عن امتلائها، واستنطق إحداهن بأن قالت أنها لم تعرف السهاد (شن لي؟- سؤال استنكاري أي ماذا عانيت مما عانى منه الشاعر؟)، فأجابها بأنه قادر على معاناته وصابر على مصابه بقوله (خلي علي) أي أنني (كفيل به)،
قبل الأربع القم بيها ماش ود تي
رايق مخي فايق تب ألم ما بيّ
فراق سيد الجمال عاشقي المفدّع وني
منع النوم يعودِن، يا نديم، عينيّ
قبل الأربع أي في طفولته عندما كان يحبو (ود تي) كان هادئ البال لا يشكو ألماً، ولكن فراق معشوقته البضة الجسم (مفدّع ونيّ) أطار النوم من جفونه ، لاحظ التلاعب بتقديم وتأخير المفردات في مهارة عجيبة في البيت (منع النوم ... ) وأصل البيت : يا نديمي، ذلك الفراق منع النوم ان يعود عيني.