السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

من يقف وراء دعاة الفتنة من علماء السوء وفتواهم المفخخة؟ بقلم / بدر الدين أبو القاسم محمد أحمد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/18/2005 9:39 ص

من يقف وراء دعاة الفتنة من علماء السوء وفتواهم المفخخة؟

بقلم / بدر الدين أبو القاسم محمد أحمد

أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، اللهم أجعلها حجاباً وستراً بيننا ، نحن المسلمون في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وبين أولئك الذين كفرونا أو حكموا علينا بالردة. فأنت وحدك عالم الغيب ، و ما في تخفي الصدور. فهؤلاء قد أفتوا وهم يجهلون قيمة التعايش السلمي بين الأديان داخل مؤسسة الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وكيف أن الرفيق المسيحي يحث رفيقه المسلم وينبهه متى حان وقت الصلاة ويعينه علي تأديتها في ميقاتها ، وكذلك المسلم لا يضيره أن يشارك أخاه المسيحي بالذهاب معه إلي الكنيسة ويشاركه فرحته في واحدة من مناسباته الدينية. ولا يعرف أمثال هؤلاء أننا نفتتح معظم اجتماعاتنا ونختمها بدعاء للمسلمين وصلاة للمسيحيين. ويجهل هؤلاء أيضاً أن الحركة الشعبية لتحرير السودان لم تقم أصلاً بغرض مناصرة دين ما علي حساب دين آخر ، بل نادت بالمساواة والعدالة الاجتماعية لكل أهل السودان بصرف النظر عن الدين أو العرق أو اللون....الخ. وباختصار ليس لدينا صراع ديني في الحركة الشعبية لتحرير السودان كما يتوهم أمثال هؤلاء.

لا أود مناقشة الأمر من الناحية الدينية الصرفة، فقد أوفى أستاذنا العزيز المخضرم الدكتور عمر القراي الموضوع من هذه الناحية كفايته في مقاله بعنوان" علماء السوء ووعاظ السلاطين" المنشور بصحيفة سودانايل الإلكترونية في الثالث عشر من الشهر الجاري. وأود أن أشير فقط هنا وأقول لدعاة الفتنة أن قلبي مستريح وعقلي مطمئن وأنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان بوقوفي إلي جانب الحق الذي لا أخشى فيه لومة لائم، ومناصرة العدل والمساواة والبعد كل البعد عن الظلمة والظالمين ومن شايعهم من المنافقين الذين استباحوا دماء الأبرياء وأفتوا بغير علم بجوب الجهاد ضد إخوة لنا لا لشيء إلا أنهم رفضوا ذلنا وظلمنا واضطهادنا ، صحيح أن ذلك قد تم علي أيدي بعض ساستنا وقياداتنا ولكن بما أننا سكتنا تعاطفاً أو خوفاً من بطشهم ، نكون قد شاركنا بدرجات متفاوتة إلا من رحم ربي والساكت عن الحق شيطان أخرص ومعاملتنا لهم كأناس من الدرجة الثانية إلا أن يسلموا ضاربين بعرض الحائط قول الله تعالي" لا إكراه في الدين" ، هم أهل هذا البلد الأصليين حتى لو قضت حركة التاريخ بأنهم جاءوا مثلنا ولكن ، أليس صاحب الدار من يسكنها أولاً. ولو كانوا ينظرون إلي الأمور كما نحن اليوم وينطلقون من نفس القيم والرؤى لما بقي عربي أو مسلم واحد في السودان. للأسف دعاة السوء يقدمون المثل السيئ عن العقيدة الإسلامية وهم يظنون أنهم يفعلون خيرا ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، ضعف الطالب والمطلوب ونقول لهم أين أنتم من حديث الرسول الكريم "بشروا ولا تنفروا" ، وأنهم لو كانوا يفقهون لرحبوا بالسلام وبالحركة الشعبية لتحرير السودان ففي هذا لو نظروا بعيد المدى لأدركوا أن للدين الإسلامي مصلحة كبيرة وفرصة عظيمة أن يقدم أهله أنفسهم بطريقة معتدلة بعيدا عن التطرف مما يجعل الطريق ممهدا أمام من ارتضاه دينا له ويريد الدخول فيه. أما أنا وأمثالي ، الذين قبلنا هذا الخط السياسي ، يبعث علي الطمأنينة في نفوسنا الحديث الشريف" استفت قلبك واستفت نفسك ثلاث مرات، البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك" أخرجه أحمد والدارمي.

جاءت هذه الفتوى الآثمة في هذا التوقيت بالذات لتقطع الطريق أمام المواطن السوداني المسلم ، والمد الشبابي المتطلع نحو مستقبل زاهرمن الانخراط في صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان ،وأفزعهم ما رأوا يوم الجمعة المباركة ، الاستقبال المهيب من برلمان المهمشين للدكتور جون قرنق دي مبيور. وحز في نفوسهم أيضاً الترحيب الحار من زملائنا كتاب النت عبر سودانايل وسودانيزاون لاين وسودان جم وغيرها من الصحف الألكترونية الحرة التي لا يطالها مقص الرقيب، فكل حر فيما يقول تأكيدا لمبدأ حرية الرأي والمسئولية الفردية. وأن الحركة الشعبية الحصان المرشح لكسب الرهان التنافسي في المستقبل القريب عندما يحل موعد الانتخابات الحرة في السنة الرابعة من الفترة الانتقالية، بعد أن جرب الناس كل ألوان الطيف السياسي في السودان، وكانت النتيجة وهذا ما يقوله علماء السياسة العبرة بالنتائج " سودان يتزيل قائمة الدول وحاله كحال فريقنا القومي لكرة القدم ملطشة ، ستة أهداف من الجارة مصر ولم يتحدث احد عن فتح باب للتحقيق أو مسئول رياضي رفيع يتحمل المسئولية ويتقدم استقالته". وغرض دعاة السوء من هذه الفتوى تحقيق أهداف سياسية ، وهذا أمر لا يحتاج إلي برهان.

مما يمهد طرح هذا السؤال من هم هؤلاء الدعاة ولأي تيار سياسي ينتمون ؟، فنحن لسنا مغفلين ، أهم تابعون للتيار الإسلامي وهذه نفسها " خشم بيوت" أم تابعون لأنصار السنة المحمدية التي أخرجت لنا من عباءتها " السلفية الجهادية" ، الساعية بجد لتحقيق أجندة سياسية أم تابعون لطائفة ما من المتصوفة، متحالفة مع حزب سياسي ما. فخروجهم في هذا التوقيت الدقيق وفتواهم المفخخة يعزز لدينا ما ذهبنا إليه في تحليلنا بان الغرض سياسي بحت.
ونقول لخصومنا من السياسيين الذين يخشون من تمدد الحركة الشعبية لتحرير السودان داخل المجتمع السوداني وهي تحقق النجاح تلو النجاح ، وأن قيادتها الرشيدة ممثلة في شخص الدكتور جون قرنق دي مبيور الذي يمتلك من القدرات التي تؤهله أن يقود السودان إلي بر الأمان ويخرجه من المحنة التي قذفه فيها للأسف أناس تشدقوا ولا يزالون يتشدقون باسم الدين الإسلامي ، ولا يضيرهم أن يتلونوا بألوان شتى ، نقول لهم اتقوا الله في أنفسكم وارحموها من صنوف الأذى تندما وحسرة يرحمكم من في السماء.

كما أود الإشارة إلي أن وعي الإنسان السوداني بلغ درجة من النضوج تؤهله أن يفرق بين الغث والسمين علي الرغم مما تعرض له من حرمان وتهميش وبطش وقد ساهمت هذه المعاناة في زيادة الوعي وبات الناس لا يسلمون أمرهم وقيادتهم لأناس فاشلين ، يئسوا من الحياة وجل همهم البحث عن الشقاق والفرقة ، وبطولات وهمية هم أول ضحاياها. وثقتنا كبيرة من أن شعبنا سوف يفوت الفرصة علي هؤلاء وسوف يرد عليهم بأن الأمل والطموح مع السلام ودعاة وصناع السلام ، وأن بلادنا أمامها اليوم فرصة ذهبية تاريخية للنهوض من كبوتها، قل أن يجود الزمان بمثلها ، بمشاركة الجميع ، بهدف واحد ، تحقيق التنمية المتوازنة لكل مناطق السودان. فرصة تحمل أمل الوحدة علي أسس جديدة لسودان جديد يتعايش فيه أهله علي قدم المساواة ولنا في جمهورية الهند عبرة وعظة.
ونأمل من خصومنا السياسيين البعد عن مثل هذه المسرحيات الهزيلة والفتاوى المضرة بالعمل السياسي ، واعتماد مباديء التنافس السياسي الشريف القائم علي حرية الاختيار. بهذا فقط نجنب بلادنا العودة من جديد إلي مربع الحرب الدامي ، ومن الدخول في معارك جانبية طاحنة علي نمط أركان النقاش في جامعاتنا السودانية ، البعيدة تماماً عن أخلاق الممارسة السياسية الهادفة والنقد البناء. والتي يمكن أن تتحول في أي لحظة إلي غابة تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة مما يعرض حياة طلاب أبرياء للخطر.
خلاصة الأمر أن علي الواقفين خلف هذه الترهات وعي الدرس قبل فوات الأوان. وليعلموا أن السودان الجديد واقع لا محالة ، وقد دفع أكثر من مليونين من أبناء السودان الشرفاء ثمناً لذلك أرواحاً ودماء زكية غالية ، وأننا لن نسمح بعد اليوم لكائن من كان جرنا إلي الوراء مرة أخرى ، أو يحاول تحت أي مسمي تهديد حياة قياداتنا من الحركة الشعبية لتحرير السودان. وأناشد الذين يسعون لتطبيق مفهوم " الحيطة القصيرة" مغلبين نظرتهم الاستعلائية ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان ، أن يكفوا عن ذلك علي الفور. ورسالة أوجهها إلي كل مسلم معتدل بأخذ زمام المبادرة والحضور بقوة في الساحة أياً كانت دينية أو سياسية أو غيرها. وأعتقد أن واحدة من الأخطاء التي ارتكبت في الماضي ولا تزال ، هي ترك المجال والفرصة لأمثال هؤلاء التحدث باسم الدين وباسم الغالبية الصامتة من المسلمين المعتدلين وتفسير الأمور خدمة لأهدافهم وأغراضهم الخبيثة.

معاً من أجل سودان جديد


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved