ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
العقيد /قرنق لا يحمل معه حلولا سحرية إلى الخرطوم وعلى الجميع العمل معه لتفويت الفرصة على أعداء وحدة السودان بقلم عبدالغني بريش/ الولايات المتحدة
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 7/17/2005 3:16 م
بسم الله الرحمن الرحيم------------- العقيد /قرنق لا يحمل معه حلولا سحرية إلى الخرطوم وعلى الجميع العمل معه لتفويت الفرصة على أعداء وحدة السودان/ عبدالغني بريش/ الولايات المتحدة بعد كر وفر،ولف وصر،وجد وجهد،وشد وجذب،وصل اخيرا العقيد الدكتور/ جونق قرنق دي مابيور الجمعة 7-8-2005 الى العاصمة السودانية الخرطوم بعد غياب عنها لأكثر من عشرين عاما ومعه خمسمائة من رفاقه الأبرار الشرفاء الذين ناضلوا وكافحوا وصبروا معه طيلة هذه المدة، وكان في إستقبالهم الجموع الملايينية من جماهير شعبنا الذي جاء من كل فج عميق للقاء الدكتور والترحيب به ومعه انصاره حماة الحق والحرية،ولأول مرة في تأريخ سوداننا الحديث والقديم بل في الوطن العربي كله يستقبل زعيم وقائد بهذه الحرارة وبهذا العدد الخيالي من البشر،كان ذلك فعلا حدثا تاريخيا فريدا---- لكن بعض حثالة العربان أغمي عليهم عندما رأووا الحجم الحقيقي للدكتور قرنق يوم"الجمعة الملايينية" واعتبروا وصول العقيد الى الخرطوم هزيمة لمنابرهم العنصرية التي تحاول يائسة ترقيع العروبة التي أكلتها الديدان وغضب المظلومين وضحايا العربان،وذهب بهم القول الى ان وجود قرنق في القصر الجمهوري يعرض الإسلام واخلاق اهل السودان الى خطر 0 كان اكثر الجموع الملاينية الحاشدة في الساحة الخضراء هم من اهل الشمال الذين لا تختلف ظروفهم عن ظروف اهالي مدينة توريت ونمولي وكادقلي وزالنجي وقيسان-----الخ خرجوا جميعا لاستقبال قرنق ورفاقه، فرحوا وهللوا كثيرا،ولمّا لا فقد تعب الشعب السوداني من قادة الشمال الذين لا يحملون في جعبتهم سوى مخدرات من نوع قوي يعطونها للشعب كل مرة حتى اصبحوا مدمنين لها 0انهم يريدون علاجا شافيا لمرضهم هذا،لهذا خرجوا بالملايين لإستقبال المناضل العقيد الدكتور/قرنق 0 أما ساسة مايسمى بالمؤتمر الوطني شركاء الحركة الشعبية في السلطة والثروة فقد تباهوا ايضا كثيرا بهذا الحدث في وسائل اعلامهم والتي تطبل وتزمر على الطالعة والنازلة،والبايخة والهايفة،وبمناسبة وبدون مناسبة،فمن المؤسف حقا انه مازال البعض يحبو على عتبات محو الأمية السياسية البدائية هذه، والتي أزالها العالم من قاموسه المتداول،وقد اعتبر اهل الانقاذ ذلك الحدث نصرا عظيما لثورتهم المزعومة ،لكن تلفقت وسائل الاعلام الغربية هذا الخبر لكن ليس بالطريقة الهستيرية الاعلامية التي يتحلى بها الاعلام السوداني واعتبارها نصرا مؤزرا وفتحا مؤثرا،ولكن بطريقة اخرى تقول انظروا اين هم العربان السودانيون في السلم البشري،مازالوا يعتبرون احتلال شخصية جنوبية منصب نائب اول لرئيس الجمهورية نصرا تاريخيا وفتحا مبينا،في الوقت الذي ينظر العالم المتقدم الى الفوارق اللونية والجنسية بالشك والريبة 0 لا شك ان يوم وصول قرنق الى الخرطوم كان يوما تاريخيا عاشته الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية في السودان بعد المعارضة التاريخية بين اصحاب الحق والباطل الذين يسيطرون على الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية والاعلامية في عموم السودان المسكون بالغيبيات والاشباح،والذين كانوا لهم دور مهم في شد وجذب الحياة السودانية بشكل عام للوراء،وابقائها بعيدة عن التقدم والتطور في ظل ثورة المعلومات التقانة والفضاء،وكان لابد من تحقيق هذا الاختراق الملحوظ بوصول العقيد الدكتور قرنق الى العاصمة البدائية الخرطوم 0 كان على هذا الشعب ان يخرج بالملايين لاستقبال العقيد قرنق،لان قدامى القادة واحزابهم الطائفية استعملوا اصواتهم وقدراتهم البلاغية الخارقة وضجيجهم،وصخبهم،ونضالهم الدامي في وسائل الاعلام ،وتلوا معلقاتهم الطويلة التي تنعس،دون جدوى تذكر ودون اختراق في اي من المجالات،بل كانت اصواتهم دائما مصدر قلق وازعاج واصابة بالفالج والجلطات للكثير من البؤساء،واسكات دائم للكثير من الاصوات المنادية بالحريات ،وكانت كل نوبة من الصباح تظهر حجم التقهقر ومرارة الهزائم التي لحقتهم،ولم تفلح كل اعجازاتهم البيانية والصوتية في المسيرات الشعبية ،ومؤتمراتهم واحتفالاتهم المفبركة ،وهتافاتهم المدوية في الساحات الوطنية في هزيمة المجاعة والفقر والتصحر وتوفير المياه والكهرباء لأكثر من عشرين مليون سوداني 0 ان هذه المسيرات الجماهيرية التي خرجت لاستقبال الدكتور/قرنق من حقها ان تفعل كذلك تناشد وتعلق آمالها على العقيد/ قرنق ليخرجهم من الظلام الى النور ويجد حلولا لمشاكل السودان المعقدة ،كمناضل قضى اكثر من عشرين عاما يقود حركة لم تنجو وتخلو من مشاكل ومصائب ومتاعب وانشقاقات ومؤامرات كان للشماليين اليد العليا فيها،ورغم ذلك استطاع ان يصمد ويدخل الخرطوم كزعيم قومي وحدوي 0 العقيد/قرنق بالطبع لم يكن مبسوطا لانه كما قال "هناك الكثيرthere are too much works to be done في القصر الجمهوري" والطرق كلها أشواك حادة وقاتلة،فمثلا هناك منبر الشمال البغيض الذي يتزعمه رجل القرن الحجري الرجعي الحاقد" الطيب مصطفى" الذي لا ينظر الى السودان على انه بلد لجميع القوميات والاعراق والديانات، بل يراه على انه بلد للحذلقة العربانية الحالمة واليائسة واصحاب عقدة العروبة والرعاع الشماليين 0 ان محاولات هذا المنبر الغرض منها هو اضعاف دور قائد الحركة العقيد/جونق قرنق كزعيم قومي وحدوي مؤثر،واعادة تفكيك الحركة بتشكيكها في هويتها القومية ،كما ان هذا المنبر يجد بين ظهرانينا من يعاونه بسوء نية او حسن نية،وعن جهل او عن قصد،وسيستغل هذا المنبر السرطاني أخطاء وغفلة الحركة أحيانا ليغذي مؤامراته ضد العقيد/ الدكتور جونق قرنق كنائب اول لرئيس الجمهورية،والأخطاء دائماً تفرش الطرق للمؤامرات 0 وهناك الميليشيات الجنوبية التي احتضنتها حكومة البشير سابقا لاستخدامها كورقة ضغط ضد الحركة الشعبية والتي فقدت الامتيازات التي كانت تتمتع بها بموجب التوقيع على اتفاقية السلام السودانية،ودستور المرحلة الانتقالية وهم يرفضون ان يعيشوا بدون هذه الامتيازات،وهناك الجماعات الجنوبية التي كانت توالي الانقاذ اي "احزاب الموالاة" وهناك الموظفين الجنوبيين الذين كانوا يحملون الأختام الحكومية الرسمية في جيوبهم اين ما ذهبوا بدون ان تستهدفهم الحكومة قانونيا، وهناك شخصيات جنوبية أخرى استفادت من الانقاذ والذين كانوا لا يظهرون الآ اخر الشهر لاستلام مرتباتهم ومواهيهم ------ ،وهم جميعا لا يرغبون المغادرة وترك كل شئ لنائب الرئيس ورئيس الجنوب العقيد/ قرنق ---------- ضف الى كل هذه الجماعات الانتهازية المنتشرة،بعض الجماعات الاسلامية الشمالية التي تعتبر الجنوبيين مجموعات نصرانية صليبية سيشكلون خطورة على الثقافة العربية الاسلامية ،اذا اصبحت الحركة الشعبية تنظيما سياسيا قوميا باجندة وطنية واضحة ،وبرامج قابل للتنفيذ،ولا يستغرب المرء ان تمتلئ الساحات العامة والميادين والملاعب الكروية المختلفة وقاعات الجامعات وفصول المدارس،ومكاتب الموظفين العموميين،وثكنات الجيش،وكشلانق البوليس،---الخ بالمنشورات التي تحرم التصويت لحزب الدكتور/ قرنق وتكفير كل مسلم يقدم على هذه الخطوة،ومن غير الغريب ايضا ان تخرج فتاوى تدعم ذلك،وتمتلئ المساجد باصحاب الذقون الابيض والملون وتسمع الخطب المنبرية التي تحظر الإنضمام الى حزب قرنق ،ولا تستغرب كمان ان تظهر بعض الآيات القرآنية من حيث لا يدري الجميع وتُحرّ ف معانيها،ويعطى لها تفاسير تبرر أفعال وأعمال هؤلاء المهووسون الدينيون 0 ان الجميع يجب ان يفهم ان التقسيم على أي اساس كان لن يفيد أي جماعة او طائفة ،بل انه سيعطي الفرصة للقوى المتربصة لتلتهم الجميع بعد ان تجر الكل على حدا الى منحدرات لا رجعة فيها 0 و اننا نعتقد انه من الضروري ايجاد الصياغات الكفيلة بصيانة الوحدة مع احترام التنوع في اطارها،ولا اعتقد اننا نريد ان نعيش تجربة الصومال،وقد اظهرت المسيرات الملايينية التي خرجت لإستقبال العقيد/قرنق انها تستطيع ان تلتف حول الهوية السودانية،ومع ذلك فإن المحاولات مستمرة بل قد تتضاعف لكي يتوه ذلك الهدف في ضباب الألاعيب والمؤمرات 0 ان على القوى السودانية المحبة للسلام والوحدة واحرارها الإلتفاف حول الدكتور/قرنق ليتمكن من بناء مستقبل زاهر لوطن واحد،لديه كل امكانيات التقدم والقدرة للحفاظ على بناء شامخ تستظل تحت سقفه كل التيارات ،بعيدا عن غوايات الخارج ،وعن اطماع الطامعيين ،وعن مزالق الزلل التي تؤدي الى الفناء------------------ والسلام[email protected]