مر السودان بأحداث جسام تمثلت في استيلاء الإسلاميين علي الحكم الديمقراطي في السودان بحجة عدم الاستقرار , وبعد ذلك توالت المصائب والمحن بالشعب السوداني وتمثلت في القمع والتجويع والترهيب , والصالح العام والتشريد والتخويف وبأسم الإسلام , فأعلن الجهاد علي الجنوب الحبيب وكذلك الشمال فاستباحو الحرمات ونسفو الأمن والاستقرار , ومر المرحلة الأولي ومتسما بطور التمكين وذلك بتولي المواليين للنظام واستحواذهم علي كل مقاليد الحياة والرفاهية وكل موارد البلاد فتدهور الاقتصاد السوداني ووصل إلى الحضيض وصاحب ذلك تردي في الحياة المعيشية للمواطن من صحة وتعليم وسبل العيش .
بعد ذلك انتقلت النظرية الإنقاذية آلي مرحلة التطلع آلي أبعد من حكم السودان وذلك بالتدخل في شئون دول الجوار والمساهمة في تغيير بعض الأنظمة علي سبيل المثال ( النظام الأثيوبي والتشادي ) ومن ثم تأجيج الصراع في يوغندا بين جيش الرب والحكومة اليوغندية والذهاب أبعد من ذلك للتدخل في الصراعات العربية في مصر والجزائر وإيواء زعيم تنظيم القاعدة ( أسامة بن لادن) وبعض الحركات الإرهابية الأخر وفتح المجالات الاقتصادية لها.
ظهرت بوادر الصراع في السلطة ما بين القصر والجهاز التشريعي والمتمثل في رئيس الجمهورية وزعيم الإسلاميين في السودان ( حسن الترابي ) وانتهاء لصالح الأول وأزاحه الثاني من دست الحكم , أنتقل الصراع بعد ذلك آلي مدة صعب معه التحكم فيه فأصدقاء الأمس هم أعداء اليوم الي جانب عدم وجود قبول للنظام من كل الدول حتى الجيران.
أصبح السودان يشكل خطر حقيقي لكل دول العالم من خلال استيلاء النظام الإسلامي الإنقاذي علي أخطر موقع إستراتيجي بحيث يمكن أن يؤثر علي كل العالم مجتمع , وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أحست الولايات المتحدة بخطورة بعض الدول ذات الفكر المتشدد مثل السودان ورأت من الضرورة تغيير هذه الأنظمة , وحسب الأولوية فبدأت بطالبان مروراً بالعراق ومن ثم السودان , الصراعات الداخلية في سد الحكم الإنقاذي واهتمام القيادات الحاكمة في السودان بالاستثمارات والفساد المالي والإداري والعبث ومحاولة إظهار القوة للمواطن المغلوب علي أمره , وتم تقسيم السودان آلي إقطاعيات موزعة حسب درجة الولاء متاح آلي من حاز علي إقطاعية أن يفعل ما يحلو له كيفما شاء ودون أي سؤال , فأهملت الولايات وتدنت أبسط الظروف المعيشية لمواطني الولايات آو الأقاليم و انتشرت الأمراض والعوذ والفقر والجريمة وتم احتواء قبائل علي صالح أخر , وفئات علي الآخر .
اتجهت الولايات المتحدة آلي استعمال سياسة العصا مع السودان واستطاعت أن تتوصل آلي أتفاق مع الحركة الشعبية أوقفت الحرب بذلك في الجنوب بعد ربع قرن من الزمان ولكن هل حلت المشكلة بأكملها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
توجعت القبائل الأفريقية في دار فور من فظاظة القبائل العربية والسلطات الواسعة التي منحت لها من قبل النظام وجارت بالشكوى إلى المسؤليين ولكن لم يجدوا أذان صاغية , وكانت الإجابات مغضبة تمثلت أن الحوار مع من يحمل السلاح , مع زيادات الضربات إلى القبائل الشاكية مما أدي آلي تفجر الوضع الإنساني ودعت الضرورة إلى اللجوء إلى حمل السلاح فظهرت مشكل دار فور تلوح في الأفق وبدل اللجوء آلي حل المشكلة وديين فوض رئيس الجمهورية الجيش والقوات الموالية للحكومة الي فرض الهيبة بقوة السلاح فاستخدمت الطائرات في أباده العديد من القري والمنازل ومحو مجتمعات بأثرها من الوجود وتحت أشراف المسؤليين في الدولة, في الجانب الآخر توحدت القبائل الزنجية في مواجهه النظام وقبائل الجنجويد وقوات الدفاع الشعبي إلى جانب أن الجيش السوداني معظم عناصره من دار فور وأشتد الصراع وتزايدت نسبة النزوح والوفيات , مما أجبر المجتمع الدولي للتدخل وبقوة لحل هذه المشكلة , ففي بادئ الأمر أوضحت الجماعات الحاكمة أن تلك الجماعات التي تقاتل في دار فور هي مجموعة قطاع طرق ليس أكثر وعندما أزداد الضغط الخارجي قالت بأنه صراع ما بين القبائل الرعوية والزراعية ورفضت في بادئ الآمر للجلوس والتفاوض مع هذه الجماعات , وعندما مورست الضغوطات الخارجية , قبلت الجلوس والتفاوض لكن بشروط ولكن بمرور الأيام وتكشف الحقيقة للعالم الخارجي رضخ الإنقاذيين للجلوس والتفاوض ودون شروط , ولكن هل يمحي التفاوض من مررات ما قاموا به.
للإجابة عن ذلك لابد من التعمق في الأيدلوجية الإنقاذية , والتي تنظر إلى المواطنين نظرة عداء والي مجتمع دار فور الذي ساند في بادئ الآمر الحكومة ولكن وجد منها الصد والردود إذاً الحل يكمن في إزالة الغبن أولاً ورد المظالم ثانياً , والأولى لا تتم إلى بمحاكمة مرتكبي الجرائم في دار فور وتحت أشراف محكمة العدل الدولية.
كما ظهرت صراع الشرق إلى جانب العديد من الصراعات الأخري التي يتم التعتيم عليها أعلامين وفي تلك الظروف وبالنظر إلى الاتفاق الموقع بقين الحكومة والحركة الشعبية في نيفاشا والنظرة القدسية له وتشبث الحفنة المتبقية من الإنقاذيين به , والدستور الجديد والذي أجحف في حق المواطن المغلوب علي أمره , وحضور الدكتور/ جون قرنق قائد الحركة الشعبية نائباً للرئيس و الشراكة ما بين الحركة والإسلاميين .
هل تحقق الحركة طموحات وأمال الشعب السوداني المسحوق وتبني سوداناً جديد آم تنجرف وراء أضواء الحكم وتكوين شراكه ذكية مع المؤتمر الوطني وترك المجتمع السوداني يواصل في معاناته وأخذ حقوقه بيده ورفع السلاح في وجه الشريكين الجديدين الذين لم يتركوا حرية اختيار نواب البرلمان الممثلين للشعب للشعب , آو أن ينفجر السودان وتشرزم إلى قطع صغيرة يصعب السيطرة عليها ولا ينفع الندم بعد ذلك.
ومن خلال المعطيات السابقة فالمتسبب الأولي في تلك المشاكل هم الإسلاميين ( الجبهة الإسلامية) بشقيها الشعبي والوطني ولا بد من اعتماد مبدأ المحاسبة ومن ثم الدخول في السودان الجديد.
والله الوفق
17/7/2005م
__________________________________________________