الحمد لله الذى جعل محنه امتحانا للبصائر , وإختبارا
للسرائر ؛ الحمد لله الذي حكم لنفسه بالبقاء , و ختم علي
خلقه بالفناء و وجعل لكل اجل إنقضاء, و لكل مهل انتهاء
,تبارك ذو الفضل و الانعام . و إنا لله و إنا إليه
راجعون
فإن اولي من اعتصم بالصبر فى النوائب اذا نابت , و
الروائب اذا رابت , الخطوب اذا هجمت , و الرزايا اذا
دهمت . من كان الي الله تعالى راجعا ؛ قال تعالى ( و بشر
الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا
إليه راجعون ) سورة البقرة
.
الهم أرحم الفقيد الشهيد معاوية و أسكنه فسيح جناتك
لهو عبدك الذي عرفناه و خبرناه في انه اول من يعتصم
بالصبر في النوائب اذا نابت , و الروائب اذا رابت , و
الخطوب اذا هجمت و و الرزايا اذا دهمت.
إذ لديه الاصول راسية ؛ و الفروع سامية ؛ و الهمم عالية؛
و القيم غالية؛ و النفوس تقية ؛ والصدور نقية ؛ و العصم
قوية و الذمم وفية؛ و المقامات و المواقف عظيمة , أوفت
المحاسن بتكاثرها ؛ و جلت المفاخر بتكاملها.
محاسن لأشهر من ان توصف , لهي غرة لائحة في وجه الزمان,
شبيهة بالشمس في انتشارها و أشراقها, و السماء في
اظلالها و اطباقها .فما اجد من ذوي لسان قائل ؛ و نظر
عادل ؛ و عقل ثاقب ؛ و رأي صائب , إلا وهو شاهد بها
شهادة العلم الصريح ,و اليقين الصحيح. و لم تزل بفضل
الله عليك , و تفضيله اياك , العاقل الاريب, والعالم
الاديب , الذي يعرف من الفروق , ما يفصل به بين الحقوق .
اشد الأخوان فقدا و اعظمهم رزءا و أقواهم عقدا و أوفاهم
عهدا و أمنهم غيبا و أسلمهم صدرا و أصرخهم عند
الاستصراخ و انهضهم عند الاستنهاض و انصرهم عند
الاستنصار.
لو كان الجزع يرد مفقودا او يعيد مقبورا او يقبض يد
المنون عن تسلطها و يحول بينها و بين تبسطها . لكان
الفاعل له معذورا و العالق به متبوعا . لكنه فى باب
العناء , ادخل منه في باب الغناء ,ثم يبقى بعد ذلك فوت
الثواب , المقرون بحسن الصبر و العزاء .
فإن اولي من اعتصم بالصبر فى النوائب اذا نابت , و
الروائب اذا رابت , الخطوب اذا هجمت , و الرزايا اذا
دهمت . من كان الي الله تعالى راجعا ؛ قال تعالى ( و بشر
الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا
إليه راجعون ) سورة البقرة .
هم رجال راسلوا يسألون السلام و يلتمسون الصلح ,
فأعطوا الأمان وأولوا الأحسان و عادة النفرة ألفة و
الفرقة خلطة , و المنازعة موادعة و العداوة مودة ,
واميتت الحقود و أزيلت الضغائن , وأجتمعا فى مجالس الأنس
, بعد مواطن البلأس .حمدوا الله على ما فرج من الغمة
ورفع من الفتنة و دفع من المحنة و كٌشف من الخطر و حقن
من الدماء سكن من الدهماء , حمدا يؤدي الحق في أوضح
طرائقه و علي اكمل شرائطه و يقتضي مزيد الرحمة علي احسن
ما وعد و أفضل ما ضمن بمنه و قدرته .
د.عصام الدين محمود حسن
الدنمارك
[email protected]
،،،،،،،،،،،،،ــــــــــــــ
بتصرف ـ غرر البلاقة