السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بعد خمسين عام ..السودان ذات الأربعة أرجل يقف على رجلين بقلم / شريف آل ذهب

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/16/2005 10:22 م

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد خمسين عام ..السودان ذات الأربعة أرجل يقف على رجلين


بقلم / شريف آل ذهب


بدايةً اتوجه بالتهنئةالخالصة لشعب جنوب السودان على النصر المؤزر الذى تحقق لهم عبر قائدهم الدكتور جون قرن ورفاقه فى الحركة الشعبية ، وهو ثمرة نضال طويل امّتد زُهاء الخمسين عاماً عبر ثوراتٍ متواصلة نقض خلالها أهل الشمال كثيراً من المواثيق والعهود إذ كلما توصلوا الى حلٍ سرعان مانقضوه قبل ان يجف مداده ، وآمل صادقاً أن يكون الجميع قد إستوعب الدرس وتكون هذه الاتفاقية خاتمة الاتفاقيات بين الشمال والجنوب .

ولعله بدخول الدكتور جون القصر الجمهورى نائباًاول لرئيس جمهورية السودان نائباً حقيقياَ يتمتع بكامل الصلاحيات وليس صورياً كحال اسلافه السابقين ، وما تضمنته إتفاقية السلام من بنود تخص حكم اهل الجنوب لانفسهم بانفسهم مع كامل كوتتهم من التنمية فضلاً عن التمثيل الجيد لهم فى الحكومة المركزية .فبهذه المكاسب يكون السودان ذات الأربع أرجل (شمال ،جنوب، شرق وغرب ) قد اصبح الآن يقف على رجلين وتبدو على الشاكلين نتوءات الرجلين الآخرين بارزتين باندفاعٍ شديد ربما نشاهدهما فىالقريب العاجل قويتان إذا لم ينحرفا عن المسار كما تبدو من تحركات إحداهما من الناحية الغربية ، أسأل الله أن يصلح قوامها .

إن السودان هذا العملاق قد ظلّ حبيس الجرة منذ استقلاله فى 1955 م ولم يشأ من آلت إليهم مقاليد الحكم وهم جميعهم يمثلون قومية واحدة أن يفكروا مجرد تفكير فى أن يوصلوه إلى عنق الجرة فضلاً عن إخراجه من الجرة ليرى النور بين مصافى الدول بما تذخر به أرضه من خيرات باطناً وظاهراً ، فظل يتأخر تنموياً فى كل المجالات عام بعد عام من سيئ إلى أسوأ وامتد الحال ليشمل الإنسان وجوداً كان ،خُلقاً كان حتى إنحدر أسفل سافلين . وكأنى بى لا ارى سودانياً يحمل الخُلق السودانى الأصيل المتعارف عليه إلا شيخاً كهلاً أقعده العمر عن مخالطة العوام أو مغترباً ابعدته ظروف الإغتراب ، ثم إمتد الأمر ليشمل الأرض حتى أضحى القُطر بكامله مهدداً بالانقسام إلى اربع دول بعدد الإتاتجاهات الأربعة .

ولم يشأ من هم على سدة الحكم فى الخرطوم أن يلتمسوا مخرجاً حقيقياً ينقذ البلاد والعباد من المآزق التى أدخلوها فيه ، بل أستمرأوا الأمر ليتخذوا من ضعف الشعب قوةً لهم فجعلوا البلاد مزرعة كبيرة لهم يجربون فيها كل ما يخطر ببالهم من صنوف التجارب النباتية والحيوانية حتى أفسدوا خلق الله الحسن فهلك الحرث والنسل وهم فى غيهم يعمهون ، حتى إذا ما أُفيقُوا من سُكرهم وجدوا العالم كله محاطٌ بهم يستنكر ما إقترفوها من جرائم شنيعة بحق شعب ووطن فى حجم قارة ، وبدأت تلوح فى الأفق أنوار الحرية لهذا الشعب المكبل المغلوب على أمره وفى الإتجاه الآخر ظُلمة سجون المحاكم الدولية على مجرمى جرائم التطهير العرقى ، فلم يجدوا من بُدّ إلا الإستسلام فجمعوا فىعجالة ما بحوزتهم من أموال طائلة غنموها من معركة الجهاد الطويلة مع هذا السودان العنيد والله وحده يعلم هل أودعوها بنوك الكفار من بلاد الغرب كما يحلو لهم أم واروها تحت التراب حتى إذا ما بلغ هذا الشعب يوماً رشده وذهب عنه هذا السلطان الجائرإستخرج كنزه من تحت الرخام . وشمل تقسيم الغنائم ايضاً العدد الهائل من الشركات الوهمية والحقيقية التى خصصوها ولا أقول خصخصوها وشتان ما بينهما ، ولعّل آخر كنز تم الفراغ من إستخراجه هو ما سُمىّ بمشروع سندس الزراعى الذى تم إفتتاحه مؤخراً بعد أن ذاق من غامر فى شراء قطعة أرض صغيرة هناك الويل من رسوم وأتاوات لا حصر لها تنتهى بنزع ملكية .

هذا ما كان من شأن السودان كقُطر ، وشأن الجنوب كإقليم ناضل ردحاً من الزمان حتى تحققت مكاسبه ودخل قائدها القصر الجمهورى فاتحاً ليجلس فى مقعد الرئيس الحقيقى للنظام وإن كان متدثراً بثوب النائب بينما الأمر كله من شأن الحكم فىيده ، ولم يشأ الدكتور المناضل أن يجرد الرجل من مكتبه وداره وإكتفى بالأول رأفةً بحاله وبحال القوارير الثلاث والأثاث المنزلى الفاخر المجلوب من أرقى موبيليات بلاد الطليان ..؟ أن يصيبه الخدش والتلف فهو أوهن ما يكون من خشب كحال صاحبه بإختلاف بسيط فى مواضع الكلِم من تقديم الهاء وتأخير الواو . ويبقىشأن الشرق والغرب فأما الأول فأمره أهون من الثانى عطفاً على التناغم والتلاحم الذى يسود بين طرفى أقطاب الثورة هناك فيما أضحى يسمى بجبهة الشرق ونأمل لهم من خلال هذا التناغم أن يسرعوا الخطى بقضيتهم حتى ينالوا حقوقهم كاملة غير منقوصة ، وأما الثانى فقدره أن يصله كل شئ آخراً حتى الشمس تذهب لتغرب من هناك لذلك وكما هو منهجى دائماً أن أدعو أبناءه للتوحد حتى يستفيدُوا مما يأتيهم أخيراً من ضوء الشمس ولو كان مصفراً فوقت العصر قصير ولكن المغرب أقصر ، وأن نُسرع بقضيتنا عصراً أفضل من أن نبقيها بخلافاتنا إلى المغرب لأن المغرب حتماً سيدخلنا فى ظُلمة العِشاء حيث التيه هناك أو ربما لانتظار غدٍ يكون أمسنا خيراً منه آمل صادقاً إستيعاب الدرس منذ الآن …: نواصل بعون الله .



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved