السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

التحول الديمقراطي ……والتحول من الثورة إلى الدولة بقلم/ تاور ميرغني علي – القاهرة – مدينة نصر

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/15/2005 10:28 م

التحول الديمقراطي ……والتحول من الثورة إلى الدولة

بقلم/ تاور ميرغني علي – القاهرة – مدينة نصر e-mail:[email protected]

ماذا تعني جملة أو عبارة التحول الديمقراطي ؟

أولا: ماذا تعني كلمة التحول ؟ تعني التحول من غير الممكن إلى الممكن والتحول من الممكن إلى غير الممكن عبر آليات منطقية لتشكيل الحكم الرشيد وتتطابق مع الحركة الطبيعية للتاريخ….والتي ستؤدي حتما إلى قيام شكل من أشكال الحكم له توازنه في السلطة المطلقة والتحرر الإقليمي، الاقتصادي ، الاجتماعي ، الثقافي وهو أيضا يعني التغير في شكل الحكم ونظام الحكم .

ثانيا: ماذا يعني الديمقراطية؟ الديمقراطية هي كلمة مركبة من كلمتين لاتينيتين وهما (ديمو)(demo)) ويعني الشعب و(كراسي) (craci)ويعني الحكم أي " حكم الشعب" فالديموقراطية بمفهومها السياسي تعني التعددية السياسية والديمقراطية تعني أيضا اتخاذ الأسس والنظم والقواعد السليمة لاتخاذ القرار في الاختيار والترشيح والتصويت لأغلبية الأصوات مع احترام رأي الأقلية ، واحترام الرأي والرأي الآخر.

فالديمقراطية تعني الوضوح ، الصراحة الشفافية ، وإزالة الجهوية ، وقد نالت الديمقراطية والأنظمة التعددية تقديرا سياسيا من منطلق انه يؤسس إلى حكم الشعب للشعب وبالشعب ، وقد ظهرت فجأة إلى حد ما وكسبت أصواتا مرحبة بها في كثير من البقاع في وقت واحد أفريقيا "تونس ، الجزائر، ساحل العاج، بنين،الجابون، جنوب أفريقيا، وإلى حد ما في زائير والكونغو والنيجر وأثيوبيا " أما في أمريكا اللاتينية فقد أخذت تشق طريقها نحو الدول التي كانت تعيش صراعات مسلحة وفكرية وأيديولوجية والتي ظلت شعوبها تنادي بإعادة البناء وبناءها ديمقراطيا من خلال التحول الديمقراطي في حقبة الثمانينيات والتسعينيات والتي اصبح اكبر متحول فيها أوروبيا الاتحاد السوفيتي السابق ثم تلتها دول منظومة (الكوميكون)((comicoun وحلف وارسو " يوغسلافيا ، بولندا ، المجر ، تشيكوسلوفاكيا، رومانيا" والتي قامت بتدعيم الديمقراطية فيها بعد أن تخلصت من مخالب قبضة الدب الروسي المتشددة، إذ كانت تري "أن الديمقراطية هو حصنا ضد الفوضوية" طالما أن الديمقراطية يجب أن تؤدي إلى نوع من الالتقاء في منتصف الطريق فيما بين الشركاء الذين كثيرا ما تتناقض مصالحهم ، وإيجاد ما يسمح باحترام حرية الآخرين فكريا، دينيا، ثقافيا، اقتصاديا، واجتماعيا لإيجاد جو من الثقة بين السياسيين والمحكومين ، وذلك بتوضيح قيم الديمقراطية ، فالديمقراطية تعني أولا قبل كل شئ القدرة الحقيقية للمحكومين علي اختيار أو رفض اختيار أولئك الذين يحكمونهم بأساليب فاسدة أو بأساليب سليمة وعلي فترات منتظمة ، وتدعيم الديمقراطية عندما يحرر المجتمع نفسه من الأوهام والزيف التي نشرها (ديما جوجيو) الحكم المطلق المستبد ويرفض كل بدائل بدرجة انه لا يستطيع أن يتصور إمكانية وجود نظام آخر يكون المثل الأعلى لمثل هذا المجتمع في أن يتقبل وجهة النظر التي عبر عنها "كولا فسكي " بان كل النماذج التي يمكن تصورها للحرية يجب أن تأخذ في اعتبارها حقيقة أن القيم الإنسانية هي قيم محدودة في حد ذاتها وأننا عادة نعطي الأولوية لبعضها فقط علي حساب الآخر.

أن القرن العشرين هو فترة الثورات وحركات التحرر القومية التي استخدمت كلمات "جان جاك رو سو" الذي نادي ب " الإرادة العامة" فهذه الحركات التحررية بدأت بأعمال لينين ، الثورة الفرنسية وقدمت انتصار ماوتسي تونج ، وانتشار حركات المقاومة ضد الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية واستمرت في النضج في الفترات التالية مع ازدهار الروح القومية أو الحركات الدينية أو النظم في أمريكا اللاتينية وأفريقيا واسيا والعالم العربي ومن خلال القرن العشرين القرن الذي يبلغ عمره 72 عاما والذي بدأ في عام 1917م في "بتر وجراد"سابقا "بطرسبيرج" حاليا وانتهي في عام 1989م في سور برلين تنكر التخطيط الأساسي الديمقراطية وتواري جانبا بواسطة التخطيط الاساسي للثورة وهو النداء لتحرر القوي الاجتماعية والقومية الذي بتطابق مع الحركة الطبيعية للتاريخ.

يقظة المفهوم الديمقراطي
أن مجال حركة الاختيار السياسية لا يمكن أن يوجد طالما أن وجود المناخ العام أو بمعني اشمل المجتمع السياسي لم يتعرف عليه ، فالانعزال الشخصي وتفتت المجتمع وضعف الاتصال بين الطبقات الاجتماعية هي عائق لا يمكن قصرها بالنسبة للديمقراطية ويصبح ذلك واضحا جدا عند حرمان بعض المواطنين من حقوقهم المدنية "الدولة الشمولية التوجه" ولا يوجد أهمية للحديث عن الديمقراطية بينما العبودية منتشرة والتميز العنصري اصبح أساسا له ، والمعني المزدوج لاستغلال المجتمع السياسي ليس منطقه للاتصال بين المصالح الخاصة والحكومية ، لان المؤسسات السياسية المحرومة من كل من التمثيل والمسئولية في خطر كبير من أن تصبح مجرد دمية سياسية و"اراجوسة" يتراقص بها الحاكم كيفما شاء ومتي ما شاء (كالاتحاد الاشتراكي في عهد الرئيس نميري) حيث تخسر شرعيتها بسرعة وكما هو الحال في المجلس الوطني الذي يضم في عضويته كل أعضاء المؤتمر الوطني وبقية أحزاب التوالي قابعة تلعب دور (الكومبارس) يتلاعب به النظام الحاكم كيفما شاء لتمرير كافة القوانين التي تبيح له وتجيز له المواد لقهر الشعب وترويضه ثم تركيعة ( جوع كلبك يتبعك).
هذا هو البعد الحقيقي للديمقراطية ولا يمكن أن توجد لو أن الأفراد ينتمون فقط إلى عالم خاص أو علي العكس عندما يكونون خاضعين لسلطان الدولة المطلقة حتى ولو كانت هذه الدولة تضمن لهم عوائد مادية وسكن مريح وسيارات فارهة وتسليف طويل الأجل دون فوائد تذكر كل همها إغداق شعوبها بالمال وتوفير سبل الرفاهية لإلهاء شعوبها بعيدا عن السلطة وبريقها أو مجرد التفكير والتطلع إلى بلاط الحكم يوما.
هناك تغيرات مثيرة للاهتمام حدثت في كل من نيكاراجوا والمكسيك في مرحلة ما قبل الثورة وكانت نيكاراجوا أول نظام ثوري في أمريكا اللاتينية تجري انتخابات قومية نجم عنها عددا من الأحزاب السياسية ، وفي عام 1984م تنافست الأحزاب التقليدية كالحزب الليبرالي والمحافظ وعدد من الأحزاب الصغيرة تنافسوا مع حزب أل (( FSLN وحصلوا علي 35% من مجموع الأصوات.

وفي 1990م استطاع حزب أل (UNO ) وهو ائتلاف من 14 حزبا من المعارضين للساندونيستا استطاعوا هزيمة الساندونيستا التي احترمت إرادة الناخبين.

أن أنظار المحللين المهتمين بالتحولات الديمقراطية ينظرون إلى السودان بحالته هذه بارتياب شديد خاصة (الطوباويين) أما الصقور وفي محاولة فهمهم للمستقبل السياسي للسودان فهم يرون هناك غموضا في وضوح المهددات الديمقراطية التي ستتحول بها دولة مثل السودان ولفهم هذين الرؤيتين وللخروج بعبارات اقل غموضا بقدر الإمكان ، فقد قررت اتخاذ مدخل واسع مباشر وثمة رؤية جزئية اكثر تحديدا تركز علي جانب واحد من العملية التحويلية للديمقراطية وفي زمن بعينه أو حقبة انتهت ، وهذه الرؤية يمكن الاهتداء بها أو الاقتباس منها ، وان تكون اكثر دقة من بعض الجوانب ولكن ذلك المدخل يميل إلى الإغراق بكم هائل من التفاصيل والتحليلات المختلفة التي تظهر استثناءات وضاحة من النسق السياسي التنظيمي الذي نحاول بسطه وتبسيطه،

والي المقال القادم


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved