السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رسالة الى السيد الصادق المهدي (الترابي مارق للربا والتلاف): بقلم د/عمر عبدالعزيز المؤيد /أديس أبابا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/15/2005 12:43 م

رسالة الى السيد الصادق المهدي (الترابي مارق للربا والتلاف):

يخطيء كل من يعتقد أن أفراد الشعب السوداني متعاطفين مع حسن الترابي في مأزقه الحالي الذي يمر به مع تلاميذه الذين باعوه في سوق النخاسة. لقد وقف السيد الصادق المهدي في طليعة مستقبلي حسن الترابي عند عودة الأخير الى منزله مفرجا عنه من قبل أبنائه العاقين, الذين لم يراعوا الخبز والملح وسنوات الغش والخداع المشترك بينهم والتي قضوها عابثين بآمال ومصير الشعب الحبيب الذي لقي على أيديهم من الذل والمهانة ما يشيب شعر الطفل الرضيع. لانفهم ما مغزى أن يضع السيد الصادق نفسه في مثل هكذا موقف يجر عليه سخط أبناء الشعب. ان نكسات واخفاقات الصادق المتكررة أثناء توليه رئاسة الوزراء يمكن للشعب أن يغفرها وينساها له مادام قادما على ظهر صندوق انتخابي وذلك بخلاف الترابي الذي جبن حتى أن يأتي على ظهر الدبابة فأوعز الى البشير أن اذهب الى القصر رئيسا وأرسلني الى السجن حبيسا وذلك بغرض معروف ألا وهو البراءة التامة في حالة فشل انقلاب عمر البشير في الثلاثين من يونيو عام تسعة وثمانين.

ان السيد الصادق المهدي يدخل في تحالف مع شيطان غير مأمون الغدر ومن غير المخفي ان أي سياسي يعرف تماما ان الدخول في تحالف مع الترابي هو تحالف خاسر لامحالة فما من نقاط سيكسبها الصادق كنتيجة لهذا التحالف. بل على العكس سيخسر المزيد والمزيد. ومن الواضح جدا كذلك أن الترابي ليس لديه مايخسره, فهو فاقد السلطة وفاقد التمويل وفاقد الشعبية وفاقد للأطروحة السياسية أو للنظرة المستقبلية لتسيير تنظيمه , وعليه فان الترابي الم يكسب فلن يخسر بأي حال من الأحوال لأنه وصل الى مرحلة التشبع من الخسارة, فلماذا تتم مساعدة حسن الترابي للنهوض من وهدته التي أوكسه فيها تلاميذه قبل غيرهم. هل قدم الترابي السبت لكي يجد الأحد أمامه؟

ومن الواضح حتى أن معارضة الصادق المهدي لاتفاقية السلام وان كانت تبدو منطقية في جزء يسير منها أو على الأقل ان لم تبدو منطقية فان اي محلل قد يلتمس فيها شيئا من المعقولية التي بموجبها قد يبرر للصادق موقفه في اطار الرأي والرأي الآخر الا أنها عندما تقترن بمعارضة الترابي وجناح المؤتمر الشعبي تفقد مصداقيتها بالكلية.

في بدايتها ضيقت الجبهة الاسلامية على الصادق المهدي الخناق حاله في ذلك حال الكثير من الناشطين السياسيين من الأحزاب المختلفة. ولكن التضييق على الصادق المهدي كان قد وجد زخما اعلاميا ودعائيا كبيرا وذلك بسبب كون الصادق المهدي هو رئيس الوزراء بالاضافة طبعا الى موقعه في كيان الأنصار, غير أن مايكنه الترابي من ضغينة وكراهية للصادق المهدي هو أمر لايختلف عليه اثنان فالترابي يرى في الصادق رجلا محظوظا بسبب انتمائه الى أسرة الامام محمد أحمد , وأنه ماكان ليظفر بهذا الموقع لو لم يكن ذا انتماء الى هذا البيت. وبالعكس فالترابي يرى في نفسه مجاهدا ومكافحا بنى مجده من لاشيء كما يعتقد فهو ابن اسرة دون المتوسطة اجتهد وحصل حتى وصل الى ماهو عليه من زعامة لتيار الاسلام السياسي السوداني.

ولكن التحليل يثبت أن الترابي لم يكن ليصل الى ماهوعليه الان لولا فشل النخب السودانية في حكم البلاد وادارة دفة شئونها حزما وسياسية وكياسة.

ان ازدهار التيار السياسي الاسلامي بدأ تحديدا منذ سيتينيات القرن الماضي , كرد فعل طبيعي على المد الشيوعي الذي تمثل في السودان في الحزب الشيوعي السوداني, وكلا التنظيمين سواء الاسلامي أو الشيوعي ربطته بأطراف خارجية الكثير من العلاقات. ودخل كلا الطرفان في سباق مع الآخر كنت قد أشرت اليه في مقال سابق , وكان الانتصار الأول والأخير من نصيب الحزب الشيوعي السوداني والذي جاء على شكل انقلاب عسكري في الخامس والعشرين من مايو بقيادة العقيد الركن وقتها جعفر محمد النميري والذي عين بابكر النور الاشتراكي المعروف رئيسا للوزراء في بدايات أيام حكمه. قبل أن ينقلب عليهم اثر انقلاب المرحوم هاشم العطا.ويقوم باستئصال شأفتهم بطريقة دموية وعنيفة فراح ضحية ذلك عبدالخالق المحجوب والشفيع وبابكر حمدنا الله من العسكريين وغيرهم كثر نسأل الله لهم الرحمة فهم في ذمة الله سبحانه وتعالى.

وبذلك لعبت الظروف في صالح حسن الترابي الذي أخلي له المجال لكي يمارس ما يريد فمايو لم تكن لتشكل أي خطر عليه مهما طال بقاؤها في الحكم طالما أنها ارتبطت بشخصية رجل واحد الا وهو الأبله جعفر النميري. فبدأ الترابي في لملمة صفوفه على أقل من مهله وبوية وتؤدة.

أما الأحزاب الأخرى فللاسف الشديد لم تكن لترقى الى مستوى الأحداث , فقد توفي الزعيم الخالد اسماعيل الأزهري عليه من الله تعالى الرحمة والمغفرة , وخلت الساحة من محمد أحمد المحجوب.

في عهد حسن الترابي كانت تهتدون تلك العملية التي خرج بها الصادق من البلاد , ونفهم أن الانسان قد يهرب من القمع أو ان الانسان يخرج وينفر من المكان الذي يطارده فيه رجالات الأمن. ونفهم أن اسم تهتدون قد يكون موجها الى حسن الترابي ومن معه من الكيزان بأن هذه العملية يجب أن تكون جرسا لدق ناقوس الخطر أملا منكم في العودة الى جادة الصواب. ولكن وبالمتابعة سنجد هناك تفلحون ألا وهي عودة الصادق الى السودان بعد ذلك. والسؤال هنا تفلحون في ماذا وكيف ؟ أم انها مجرد عبارات فقط. الأكيد وماهو فوق مستوى الشبهات أن تهتدون وتفلحون وتزغردون وترقصون وتغنون لم ولن تفيد الشعب السوداني مادام أن التعليم والدواء غير متوفر .

لقد اعترف عمر أحمد الطيب نائب الديكتاتور نميري بأن عودة الصادق المهدي اثر مصالحة بورتسودان الشهيرة قد لعبت أكبر الأثر في ضرب واضعاف المعارضة السودانية التي كان يقودها المرحوم حسين الهندي.

والسؤال مالذي جناه الشعب من المصالحة بين الصادق المهدي والنميري؟

ان الجواب هو أن هذه المصالحة وتبعاتها مهدت للترابي الالتحاق بالنظام والعمل من خلاله كطابور خامس لأضعافه, وكنتيجة مباشرة للحاق الترابي بنظام مايو كانت قوانين سبتمبر التي شوهت واساءت الى الاسلام والسودان.

التحق الصادق عند خروجه من السودان بالتجمع ومالبث أن خرج منه. وخروج الصادق أو دخوله في التجمع أمر خاص به هو ونحن نحترم قراره في اطار الحرية والديمقراطية, ولكن سؤالنا عن ذلك يأتي من كون الصادق شخصية عامة, فمالذي جناه الصادق بخروجه من التجمع؟

غير أنه وعلى صعيد تاريخه السياسي الطويل لم يقدم الصادق المهدي مايشفع له للأسف الشديد في أن يصبح الشخص المفضل لدى النخبة السودانية, فالفشل وكثرة الكلام كانا وعلى الدوام مصاحبين له في حله وترحاله. والمتتبع لتصريحات الصادق المهدي الآن يمكن له أن يرى أنها تقريبا نفس التصريحات التي كانت تصدر من سيادته قبل عشرين عاما , ان الشيء الوحيد الجديد هو المصطلحات التي يضيفها الى كلامه وبالعودة الى زمن بعيد مضى نجد أن السيد الصادق الذي أحمل له كل الاحترام والتوقير كشخصية ولكن لا أجد أبدا في اطروحاته مايجذبني كسوداني يعيش في القرن الحادي والعشرين. وبالعودة نقول ان الشيء الوحيد الجديد هي المصطلحات التي بدأها في السيتينيات بمصطلح السندكالية....ونهاية في التسعينيات وما تلاها بالديمقراطية المستدامة ومؤتمر الحوار الوطني الجامع.

ان الشيء الذي يمكن أن نتفق عليه بالاجماع أنه لا السندكالية ولا الديمقراطية ولا هلم جرا ..قد أرخصت سعر رغيف الخبز للمواطن.

أرجو صادقا من الصادق المهدي ألا يكون تحالفه مع الترابي كمثل باقي خطواته السابقة التي لامعنى ولاتفسير لها.

ونقول الحقيقة اذا قلنا أن معظم أو كل الانجازات على قلتها التي شهدها السودان كانت في زمن الأنظمة العسكرية بدأ بالمرحوم ابراهيم عبود طيب الله ثراه, الرجل الذي أضاعه الشعب ثم ضاع وراؤه. الرجل الذي كانت الصحيفة الرسمية في عهده تصدر وشعارها يتألق (احكموا علينا بأعمالنا), ثم حتى في عهد المسخ النميري .

السيد رئيس الوزراء السابق نرجو منك أن تفسحوا الفرصة أمام الوجو الشابة في حزبكم لتأخذ مكانها الطبيعي فلقد مللنا من طلتكم علينا مايربو على الأربعين عاما لم نر فيها شيئا ولكنا سمعنا كل شيء . كلام في كلام على كلام من فوقه كلام ومن تحته كلام من يمينه كلام وعلى شماله كلام ومصطلحات لا تسمن ولاتغني من جوع.

كما نرجو أن نرى حضرتك مساعدا ومستشارا قريبا من زعيم شاب فتي لحزب الأمة , تعطيه من خبراتك مايساعده على تحديث الحزب وتطويره وفقا لأسس عصرية حديثة ترقي بالتنظيم لتنفيذ وتطبيق خططه وأطروحاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية, دفعا لعجلة تنمية توليت دفتها عدة مرات ولكنها للأسف لم تدر قط.

سيدي رئيس الوزراء السابق ان توقيع اتفاقية مع المؤتمر الشعبي كان أمرا قمة في اللامعقولية, فالسودانيون يعرفون أن أفراد المؤتمر الشعبي هم أنفسهم لايؤمنون بالديمقراطية لكي يدافعوا عنها, وحتى عندما كانت الديمقراطية سائدة كانوا أكبر من سعى في خرابها ومن ثم الانقلاب عليها.

ان السودانيون يفضلون باتا (ماركة الأحذية الشهيرة) ولكنهم لايفضلون الشعبي وأفراد الشعبي.

فضلا سيدي رئيس الوزراء السابق الموقر أخلي طرفك من أي التزام مع الترابي وزمرته فانهم لاأمان لهم, ولنقللها وبكل وضوح ان اتفاقك مع الترابي في كف وعلاقتك مع الشعب السوداني في كف آخر.

سيدي رئيس الوزراء ان كل اخفاقاتك على كثرتها قد تكون مغفورة من أبناء الشعب دام أن الشعب هو الذي أتى بك الى سدة الحكم فان أخطأت وكثيرا ماكان ذلك فالشعب قد يغفر, ولكن أن تضع يدك في يد شخص كالترابي بعد الذي فعله مع الشعب فاسمح لي بأنك قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء. وان خيرنا بين الشعب السوداني والصادق المهدي فسنقولها وبكل وضوح الى الجحيم أيها الصادق. فأرجو من سيادتك ألا تضطرنا الى قول كلمة كهذه فأنت عندنا أكبر من ذلك بكثير, رغم اختلافاتنا السياسية الكبيرة مع سيادتك.

سيدي رئيس الوزراء السابق , لو كان علي عثمان وغيره من أفراد السلطة يعلمون أن الترابي يشكل خطرا عليهم لما فكوا عنه الاقامة الجبرية, ان السلطة تعي أن اي حزب أو تنظيم سياسي يتحالف مع الصادق المهدي سيكون خاسرا لامحالة وقد يكون هذا هو سبب اخراجه من المعتقل. ان حزب الأمة كان هو المستهدف الأول من اخراج الترابي فقد كان تقريبا هو أكبر تنظيم سياسي بقي في حل من أي اتفاقيات مع السلطات, وبالتالي سيكون مصدر ازعاج كبير لها بتياره العريض كثاني أكبر الأحزاب السودانية.

سيدي رئيس الوزراء مع كل الاحترام والمراعاة لعلاقات المصاهرة بينك وبين حسن الترابي والتي هي بغير شك لم ولن تكون موضع نقاش هنا فهذه أمور عائلية وليست موضع أخذ ورد على الاطلاق خصوصا بيننا كسودانيين نحترم مثل هذه القيم ونقر بقدسيتها . غير أن هناك اعتقاد كبير أن مثل هذه العلاقة هي التي سلعدت الترابي على ابرام مثل هكذا اتفاق مع حزب الأمة.

سيدي رئيس الوزراء السابق ان الترابي انسان خرج من سجنه للربا والتلاف ليس الا.

متع الله الجميع بالصحة

د/عمر عبدالعزيز المؤيد /أديس أبابا.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved