في الوقت الذي يشهد البلاد تحولا نحسبه جذريا في شتى المناحي , يطل علينا
المتملقون و الانتهازيون من جديد و كعادتهم بثوب المرحلة . ما دعاني لهذه
المقدمة البسيطة هو المقال الذي أورده الدكتور عبد الرحمن دوسة في موقع
سودانيز اون لاين بتاريخ 11/7/2005م بعنوان هنيئا للسودان الجديد بالدكتور جون
قرنق نائبا أول للرئيس , مهنئا الدكتور جون قرنق بتوليه منصب نائب الرئيس ,
واصفا إياه بالبطل الذي أشرقت شمس الحرية بقدومه , معتذرا لعدم استطاعته
المشاركة في لجنة استقبال قرنق لسفره إلى الولايات المتحدة . للذين لا يعرفون
الدكتور عبد الرحمن دوسة , هو احد كوادر حزب الآمة ربما في الصف الثاني بعد
عائلة المهدي و قد شغل مناصب عديدة في ديمقراطية الإمام الصادق المهدي الاخيره
أبرزها تقلد منصب وزير بولاية دارفور الكبرى .
إذن أين المفارقة و التملق ؟ !!!!!!!!!!!
المفارقة و التملق يظهر جليا في تهنئته قرنق لتقلده المنصب الجديد ...... فبدلا
عن ذلك , كان الأولى أن يعتذر الدكتور دوسة لشعب الجنوب و قرنق و شعب السودان
عامة عن المجازر التي ارتكبت في عهد حكومة الصادق المهدي و التي كان وزيرا
فيها ....... حيث ارتكبت مجزرة الضعين الشهيرة و التي راح ضحيتها مواطنون عزل
أبرياء فروا بأرواحهم من جحيم الحرب و احتموا بحكومة المهنئ و الوزير حينها
........... و كان الأولى أن يعتذر الدكتور دوسة لشعب دارفور لما يجري له اليوم
جراء تسليح بعض القبائل العربية في عهد حكومته و دعمها لما يعرف بالتجمع العربي
عام 1987م و الكثير من المواقف المخزية في حق الشعب السوداني .
الشجاعة سيدي الدكتور دوسة تكمن في الاعتراف بالخطأ و الاعتذار , ليس بالهرولة
بالتهنئة و سياسة أنا موجود يا دكتور قرنق , فلا اعتقد من حارب اثنين و عشرين
عاما تفوت على فطنته هكذا سلوك .