السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الطيب مصطفي ووهم دولة العروبة في السودان بقلم: سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/14/2005 10:01 ص

لقد بدأ الدكتور جون قرنق عهده الجديد بمقولة في غاية الاهمية وهي ( أن العمل في القصر الجمهوري اصعب من العمل في الغابة ) ، وله الحق في قول ذلك وهو الذي دخل وغي الحرب وعرفها وعرفته ولكنه لأول مرة يواجه معركة السلام التي تتطلب صبرا طويلا وحسا يقظا يقيه شر مطبات الطريق الطويل ، وطلب جون قرنق من أعضاء حزب المؤتمر الوطني في احدي اللقاءت الكف عن الهتافات السياسية والتي تذكره بالماضي الذي نبذه الجميع ، وسوف يواجه الدكتور جون صعوبة كبيرة في التعامل مع تركيبة حزب المؤتمر الوطني الذي ألف المراوغة والكيد السياسي ، فاذا لم يرحم هذا التنظيم شيخ الحركة الاسلامية وأودعه السجن لمدة تزيد عن سنة من غير محاكمة فمن غير المستبعد ان يفعلوا نفس الشئ مع الدكتور جون قرنق اذا سنحت لهم الفرصة بذلك ، وسيحاولون بشتي السبل زرع بذور الفتنة والخلاف بين أبناء الاقليم الجنوبي فقرنق بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني لا يزال هو غريم الامس الذي قارعهم بالسلاح وتسبب في اجهاض مشروعهم الحضاري لحكم السودان ، فاذا كانت للحرب لورداتها وبعض المستفيدين من وضعها فالسلام ايضا بعض لورداته وبعض المتضررين من حدوثه ، وقد رفضت كل من الحركة وحزب المؤتمر الوطني قبول أي طرف في مداولات الدستور المؤقت لا يؤمن باتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين ، ونتيجة لهذه الفرضية أحتفظ حزب المؤتمر الوطني باثنين وخمسين مقعدا ورفض ضم حزب الامة الي هذه التشكيلة لأن زعيمه السيد /الصادق المهدي قد تحفظ علي بعض بنود اتفاقية السلام ، وبتصويت حزب المؤتمر الوطني بالاجماع علي الدستور الانتقالي الجديد أصبح من الاستحالة عليهم الرجوع الي الخلف ونبش صفحات الماضي القديمة ، انهم بهذه الصفة الاجماعية قد وافقوا علي صيغة حكم السودان الجديد الذي ينبذ فيه الجميع حكم الطوائف المذهبية والعودة الي عمود المواطنة كاساس متين يربط الحاكم بالمحكومين عن طريق دستور يوفر الحرية للجميع ، يجب أن تنتهي التفرقة وترفع المظالم ويغيب الغبن والضيم عن حياتنا السياسية ، ولكن شراكة حزب المؤتمر وتصويته بالاجماع علي اتفافية نيفاشا والدستور الانتقالي لا تعني ان السلام قد تحقق كلية وان أثمال الحرب قد بليت ، ان الحرب انتهت عسكريا ولكنها بدأت علي المستوي السياسي ، واتضح ان بعض الافخاذ في قبيلة المؤتمر الوطني كان لها بعض التحفظات الكيبرة علي اتفاقية السلام ، وهذه التحفظات وصلت الي حد وصف قبيلة الدينكا التي ينحدر منها جون قرنق بأنها قبيلة مهاجرة قدمت الي السودان قبل 400 سنة من دولة اثيوبيا ، وهذا الحديث منسوب الي رئيس لجنة تشخيص النظام اية الله الطيب مصطفي خال المشير البشير والوزير (الخالد ) في هيئة الاتصالات السودانية ، ونحن نعلم الظروف الاجتماعية والعلاقة الاسرية التي تربط المشير بخاله الطيب مصطفي ولكن بر الاقارب يجب أن لا يكون فوق المواثيق والعهود ، وحديث الطيب مصطفي لا يصب في مجري السلام ويفرد صوتا نشازا لا ينسجم مع اصوات أوركسترا السلام التي تعزف نشيد الوحدة والاخاء ونبذ شعارات حرب داحس والغبراء ، ولا أدري لماذا يبقي هذا الرجل في هذا المنصب الحساس وهو يعادي الجميع ويبشر بين الفينة والاخري بشعارات الحرب القديمة وينكر اتفاقية السلام ويري أنها قسمة ( ضيزي ) أعطت قرنق ما لا يستحق ، ان الطيب مصطفي يتكلم باسم اسرته وقبيلته وبحديثه الممجوج عن العروبة الزائلة في السودان لا يعبر بوجهة نظره عن الجميع ، فاذا اراد الطيب مصطفي أن ينال من الحركة الشعبيه فعليه أن لا يستعمل منابر الدولة ويحرض الجميع علي اتفاقية السلام وعليه استعمال منابر المساجد المجانية في العاصمة الخرطوم ليحث المصلين علي ضرورة خوض الحرب الجديدة، وعلي الحركة الشعبية اذا أرادت تكملة مشوار السلام أن تقف موقفا حاسما من أراء الطيب مصطفي وتطالب بتجريده من منصب مدير الهيئة العامة للاتصالات لأن ارائه المتطرفة قد تضر الجميع وتعيدنا الي المربع الاول في دنيا الحرب والقتال .

في عام 1995 حضر الطيب مصطفي تدشين حفل افتتاح الفضائية السودانية وطلب منه أن يلقي كلمة الافتتاح ، وفوجئ الحضور بالطيب مصطفي وهو يسجد أمام عدسة التصوير في حركة درامية غريبة وبكي حتي امتلأت عيناه بالدموع وأعتذر عن القاء الكلمة لأن العبرة قد خنقته وطارت من فؤاده الكلمات التي تعبر عن الموقف الكبير ، وانقذ الوزير سبدرات الموقف وقام من بين الحضور والقي كلمة زعم أن الطيب مصطفي أطلعه عليها قبل ساعة ليقرأها نيابة عنه أمام الحضور في حالة عدم مقدرته ( الطيب مصطفي ) علي قولها في المنصب ، فقال سبدرات (( الانقاذ تبشركم برسولها الجديد وهو الفضائية السودانية والتي سوف تنشر المشروع الحضاري في كافة أرجاء العالم الاسلامي ونقول أيضا لاعضاء تجمع الفنادق في القاهرة ان هذا ( الرسول ) سوف يدخل عليكم من نوافذ الفنادق التي انتم تقيمون فيها في الخارج وتضمرون من بين جدرانها الشر لهذا الوطن فلا مهرب لكم اليوم فنحن خلفكم في كل مكان تقيمون فيه )) أنتهي حديث سبدرات المنسوب الي الطيب مصطفي .وهذا الرجل المملوء بالهلوسة قد أقدم علي خطوة جريئة تحدي فيها ارادة الجميع عندما حجب صفحة من موقع سودانيز أون لاينز ، وزعم ان هذه الخطوة تشجع علي حفظ ثقافة ابناء السودان من تلف المواقع الالكترونية ، أنه الان يتحكم في ثقافتنا ويدلنا علي موارد الخير والشر وينتقي لنا البضاعة الفكرية التي تناسب أذواقنا وكأن كل أبناء السودان لم يبلغوا الحلم أو ينالوا حظا من تعليم الشيخ الطيب مصطفي ، وهو بذلك يضرب مثلا بنموذج الدولة المتنفذة داخل الدولة المترهلة ، وقد أعتمد في قرار الحجب علي وشاية رخيصة من أحد صغار الصحفيين وعمم أمر الحجب علي الفور ، والطيب مصطفي عدو للثقافة والحرية والانسان وبقاؤه في السلطة وهو يمسك بمقص الرقيب الالكتروني يدلل أن السلطة لم تنفك من أسر حربها القديمة مع الجميع ، فقبل عام ايضا أقدم الطيب مصطفي علي فعل نفس الشئ مع موقع سوادنيو أون لاينز ، والفضاء الالكتروني ممتلئ بالمواد الجنسية التي تحرك الغريزة ولكن الطيب مصطفي لا يري الا سودانيز أو لاينز فهو بذلك لا يقصد تلك القصه لتي نشرها الاستاذ محسن خالد ولكنه يقصد وأد الحرية وهي في المهد ، أنه يقصد المقالات السياسية التي تهاجم نظام العروبة والاسلام في السودان ، أنه يخشي كتابات عمر المؤيد وعبد الغني بريش ود.عبد الماجد ومصطفي ابو جاز ومحمد الحسن محمد عثمان ومحمد فضل المولي ، انه يقصد هذه الكوكبة المتلالئة في سماء الصحافة الالكترونية والتي أعطت القارئ في خارج السودان وداخله الانطباع ان حواء السودانية لا زالت تنجب من يقف في وجه الجور والطغيان ، وان القلم السوداني لا زال بخير ويسكب المداد من أجل التنوير والمناداة بقيم الحرية ، وقد أطلق الطيب مصطفي الرصاصة الاولي فيا تري متي يطلق الرصاصة الثانية ليقتل حصان السلام .

ونحن أن السلام سوف يهدد باطلالاته مراكز النفوذ القديمة ، وليس مستغربا أن تصدر فتوي من بعض موظفي حزب المؤتمر الوطني في الدولة يهاجمون فيها الحركة الشعبية ويحرمون الانتماء الي صفوفها ، كما حرمت الفتوي تأجير المكاتب لها أو نشر دعايتها في اجهزة الاعلام والصحف ، والحقيقة الغائبة عن هولاء الشيوخ الاجلاء ان الحركة الشعبية ليست تنظيما قادما من الخارج بل هي اتت الي الداخل بناء علي اتفاق اقرته الدولة المسلمة اذا صح هذا التعبير ، وكان من باب أولي ان يواجهوا الحاكم وهو المشير البشير بفتواهم الرشيدة قبل مهاجمة الحركة ، ولماذا كانت هذه ( الفتوي ) حبيسة خواطرهم طوال هذا التاريخ ولم ينشروها الا بعد وصول الدكتور قرنق الي الخرطوم ، وهولاء الاشخاص الذين اصدروا هذه الفتوي هم من المتضررين من السلام وهم الان يسعون في محاولة يائسة الي استعادة نفوذهم القديم ، ولقد هالهم الحشد الاسطوري الذي استقبل الدكتور قرنق في الخرطوم كما صعب عليهم رؤية العديد من أبناء الشمال وهم ينضمون للحركة الشعبية في لفتة بارعة يؤكدون فيها وقفتهم مع المشروع السياسي الذي تبشر به الحركة الشعبية ، وهذه العودة الميمونة هي تأكيد لهزيمة المشروع القمعي الذي حكم أبناء السودان بالحديد والنار طوال ستة عشر عاما، وعلي هولاء الشيوخ ان يقودوا حربهم الجديدة بأنفسهم اذا أرادوا ذلك ويكفي الاسر السودانية ما وجدته من تمزق وحرمان عاشته طوال سنين حرب الجنوب ، لا أحد يريد العودة الي الوراء


سارة عيسي


[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved