![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
من من أفراد الشعب السوداني لم يتأثر بانقلاب 30 يونيو، ومن من أفراد شعبنا لم يرى حسن عبدالله الترابي وظهوره على شاشة التلفزيونات بذلك المظهر البغيض المألوف والعيون الغاضبة والضحكات الإستفزازية والكلمات المسمومة التي باتت مقدمة ترويجية لأي عمل تخويني يأتي بعدها،انها نفس العبارات المقززة، والمظهر المقرف ،والذقن كالجبنة في الفول،والرسائل القاتلة، ولم يخيب الظن ،وكان انقلاب 30 يونيو 1989 الذي دبره وخططه ورعاه شخصيا، وكانت النتيجة الإطاحة بالنظام الذي اختاره الشعب السوداني وهو التعددية الحزبية عام 1986 وإلغاء دستور وقوانين المرحلة الحزبية ،ومنع أنشطة كل الأحزاب السودانية وتصفية كل المعارضين لحزبه وزج ببعضهم السجون وهرب بعضهم خارج الوطن، وكان السيد الصادق المهدي حليف الترابي اليوم من السياسيين الذين هربوا خارج الوطن وهو يرتدي ملابس نسائية "فستان وثوب نسائي"
إنه نفس الترابي الذي صادق وأجاز ووافق على فتاوى تلاميذه من علماء الجبهة الإسلامية بإعلان الجهاد على المحاربين الجنوبيين وجبال النوبة والنيل الأزرق وتجنيد طلاب المدارس والجامعات بالقوة وإعتبار كل من يموت في ميدان المعركة شهيداً "تحت عنوان الدفاع عن الوطن والعقيدة"
انه نفس الترابي عندما سئل بعد خلافه مع البشير عن مصير وحكم الآلآف من الشباب الذين ماتوا في ميدان المعركة، قائلاً إنهم "فطايس" لأنهم لم يستوفوا شروط "الشهادة" و لام تلاميذه على ذلك 0
أليس غريبا استمرار هذه الشخصية كثيرة الجدل متقلبة المزاج في الحياة السياسية؟ شخصية لا تعرف سوى الخلاص ممن يخالفونه الرأي بالتخوين او بانقلاب عسكري 0
كان الأمل ان يتم التصدي لهذا التحالف المستفذ لمشاعر الشعب السوداني بالرفض والتنديد الشعبي والمسيرات الجماهيرية لكن------------ انها جولة جديدة مع الوجوه العابسة وتلك الألسن القبيحة والنفوس المريضة والقلوب الميتة والعقول المتحجرة التي لا تعر أي اهتمام لمطالب الشعب،ولا تعرف سوى النفاق والاكاذيب والتضليل، الى متى يستمر هذا الشعب تحاصره هذه الشخصيات عديمة الفائدة والنفع والخير،الى متى يكتب علينا ان وطننا يبقى مختطفا بإسم المهدي 0
ان هذا التحالف العجوز ذات الزوايا والخلفيات الطائفية والأرجل الارهابية والأجنحة الإسلاماوية سينهار حتما لأن الشعب السوداني اليوم لديه كل الوسائل لمعرفة الحقائق وتعرية المنافقين والكذابين الذين يتاجرون باسم الشعب-----------
انهما أي الصادق& الترابي يطالبان بنظام ديمقراطي حزبي تعددي ،لكنهم على المستوى التطبيقي والعملي فشلا فشلاً مريعا في ترجمة هذا النظام من قبل والتعاطي والتعامل الكريم والنزيه مع الشعب الرازح تحت نير إمبراطورية المجاعة والتخلف والتصحر،ورثوا كل شئ لكنهم لم يستطيعوا ترجمة معاني واساليب الحكم الديمقراطي الحقيقي بين الشعب،وظلت روح الطائفية عن الصادق هو المعيار في نظرته للأخرين ،وكان الدين مجرد غطاء وواجهة مرور للسيدين في فرض استبدادهم على الاخرين،وظلت النظرة للشعب السوداني نظرة ملؤها الشكوك والريبة والاحتقار والإهمال التام لتنمية البلاد وتطوره وتقدمه وازدهاره وحيث شحة المياه في بلاد تعج بالانهار وخصوبة الأراضي والمياه المطرية،وتجميد المشاريع التنموية في البلاد،وفرض عملية التجهيل الإجباري والأُمية،وفرض الثقافة العربية ومحاربة الثقافات الافريقية المحلية ،أضف ذلك تسليح بعض القبائل ضد أخريات لأغراض حزبية طائفية ضيقة 0
ان سياسة النفاق والشعارات الجوفاء التي يرفعها هذا التحالف كفيلة بفضح السيدين لان ليس هناك من له ضمير يقدم على هذه الخطوة الغريبة او يصدق ما يحدث ،كعادتهما يحاولان تزويق وتزيين المواقف،والالتفاف على الحقائق والضحك على الشعب،وذهبت توقعاتهم المبالغ بها افاقا رحبة وغير منظور حول تغييرات تاريخية منتظرة بتحالفهما الشيطاني 0
لقد كان واضحا منذ البداية عقلية واسلوب هذا التحالف " المسيلمي" في التعامل مع المواضيع والملفات الساخنة بالطرق الالتفافية وان التغييرات التي يتحدث عنها السيدان لا تلامس حدود المشاكل والمعضلات الموروثة بل تدغدغها فقط،لانه كان بإمكان الرجلين فعل شئ ما عندما كانا في الحكم لأكثر من مرة لكنهما عجزا 0
بعد خروج الترابي من سجنه أول شئ قام به هو " انتقاده لدستور المرحلة الإنتقالية " هذا الدستور الذي أصبح بموجبه غير المسلم نائبا اول لرئيس الجمهورية ومنح غير العربان وزرات سيادية كالخارجية مثلا -----------
ان انتقاد الترابي للدستور الانتقالي يذكرنا بتناقضات د-الترابي إبان اجتماعات لجنة الدستور في نهاية الستينيات عندما جابهه النائب /المرحوم موسى المبارك بسؤال حول النص الدستوري القائل بان يكون رأس الدولة مسلما،وان كان هذا النص يعني مشاركة غير المسلمين في انتخابه، أجاب الترابي وبطريقة التفافية بقوله" ليس ما يمنع فالدولة تعتبر المسلمين وغير المسلمين مواطنين" وانبرى له النائب فيليب عباس غبوش متسائلا هل من حق المواطن غير المسلم ان يكون رئيسا للدولة ؟فدار من بعد الحوار التالي :
الترابي -الجواب واضح ياسيدي الرئيس فهناك شروط اهلية اخرى كالعمر والعدالة ،وان يكون غير مرتكب جريمة،والجنسية وما الى مثل هذه الشروط القانونية
الرئيس - السيد غبوش يكرر السؤال ثانيا"" وواضح ان الرئيس قد فطن الى ان الاجابة لا تمت الى السؤال بصلة""
غبوش - سؤالي ياسيدي الرئيس هو نفس السؤال "فهل من الممكن ان يختار رجلا غير مسلم ليكون رئيسا للدولة" فقال الترابي لا--
هذا هو الترابي يا اهلنا واساليبه الالتوائية،وفي عام 1986 عندما التقى كل الاحزاب وممثليها الحركة الشعبية رفض هو وحزبه مقابلة الدكتور قرنق ووصفه بالنصراني وعميل اسرائيلي،هو نفس الترابي اليوم يمجد قرنق ويقول ان علاقة الشعبي مع الحركة الشعبية استراتيجية وقوية 0
اما عميد سلك الفاشلين العرب والافارقة السيد الصادق المهدي فإنه لا يتردد دقيقة واحدة ان يتحالف مع أي قوى في الارض لان يكون هو رئيسا لهم انها الانانية انه مستعد ان يتحالف مع السيد ارئيل شاروون والشيخ اسامة بن لادن وابومصعب الزرقاوي اذا كان الامر يؤدي الى تنصيبه رئيسا للدولة وحاكما على السودان ،انه تحالف الشياطين فتجنبوه -------------------- والسلام [email protected]