يسرد بيان مجلس الأمناء الخطوات التي تمت نحو معالجة مشكلة انتخابات اتحاد طلاب الجامعة، ويروي بالتفصيل الاجتماعات التي تمت مع مسؤولي مكتب الطلاب بالمؤتمر الوطني والذي طالب فيه هؤلاء الممثلون بتأجيل الانتخابات "وإلا فأنهم لا يستطيعون ضمان تصرفات طلابهم"..!
ثم ينتقل وفد محترم من مجلس الأمناء يضم مجموعة من خيرة علماء البلاد ورموز مجتمعها " عون الشريف قاسم، بشير عبادي، عمر شمينا، صالح عبد الرحمن يعقوب، مدير الجامعة" ليلتقي البروفيسور إبراهيم أحمد عمر الأمين العام للمؤتمر الوطني فيكرر البروف نفس المطلب بتأجيل الانتخابات ...."وإلا فإنهم لا يستطيعون ضمان تصرفات طلابهم"!
"عصر نفس اليوم قامت مجموعة من الأشخاص كانت على ظهر ثلاث عربات لا تحمل لوحات مرورية (!!!!) ويحملون بنادق كلاشنكوف وبجانبهم حوالي مائة شخص باقتحام الجامعة وضرب الطلاب وتدمير وحرق مباني الجامعة...الخ"
يبدو ترتيب الأحداث هنا منطقيا: اعتراض على بعض الإجراءات، طلب تأجيل ، لجنة الانتخابات ترفض التأجيل وتطلب من المتضرر اللجوء للقضاء، يرفض ويقول إنه "لا يضمن تصرفات طلابه.." وفي هذا تهديد واضح يفهمه المتكلمون بكل لغات الدنيا ثم تقع الواقعة.
ثم نأتي للبيان الذي نشره مكتب الطلاب في حزب المؤتمر الوطني في صحف اليوم محاولا التنصل من المسؤولية، لكنه في نفس الوقت لا يحمل أي إدانة للعنف ..ولا ينكره. ويسمي ما حدث بأنه "أحداث مؤسفة" وهو ليس كذلك.
ما حدث هو اعتداء مدبر ومخطط سبقته عبارات وتهديدات واضحة ويكشف عن عقلية شمولية تستبطن العنف وترى فيه مدخلا لحل الخلافات مع الفصائل الأخرى، وهي عقلية تجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا مما هو آتي.
يا سادتي في المؤتمر الوطني ، طلابا وبروفيسورات: المرحلة القادمة لا بد أن تختلف عن ما سبقها، وإذا ما صدقت النوايا والاتفاقات المعلنة فإن كل الأجهزة والمؤسسات النقابية ستجرى فيها الانتخابات في جو مختلف وظروف مغايرة، وألف باء الديمقراطية وحسن قراءة الأوضاع يقول أنكم ستفقدون 90% من هذه المقاعد في ظل أي انتخابات ديمقراطية مفتوحة. فهل أنتم مستعدون؟ أم سيكون تصرفكم فيها كلها بمثلما حدث في جامعة أمدرمان الأهلية..؟
--------------------------------------------------------------------------------