![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
asasas dasdasdas الأخت العزيزة الأستاذة / سارة عيسي
مع خالص الشكر والتقدير
ع.م الرياض
--------------------------------------------------------------------------------
Express yourself instantly with MSN Messenger! MSN Messenger Download today it's FREE! عاد قرنق وهربت سارة --- هل انتهت المهمة
بعد وقفة على الرصيف ...هل نستحق أن نطمع في صحافة مسؤولة.
لك منى السلام، أعرفك أنك لستِ صحفية محترفة، ولكنى أدرك تماما انك كتابة مقال
رائع يستند على مرجعية صحفية، وأحسبك واحدة بين قلة في زماننا هذا ممن يجيدون
كتابة المقال الصحفي، وبحكم أنى من المتابعين لكتابتك فقد لاحظت انقطاعك طوال
المدة الماضية، حيث أنى كنت مشتاقا لكلماتك ومقالاتك الدسمة ولكن للأسف، توارت
الكلمات فجأة، يا ترى هل جف المداد أم نفد الكلام، ويقنى انه غير ذلك، وربما
تكون تلك ساعة توقف لقرأة الواقع الجديد بمتغيراته، وربما يكون في الأمر شئ من
حتى ، ترى هل عودة قرنق غير جديرة بان يتناولها يراعك بشئ من التحليل والدراسة
كما كنت تفعلين مع الآخرين من الرموز ، أم ان مقام الرجل أكبر من هذا؟
لا أشك أختى العزيزة في مقدراتك، التى تجعل من مقالاتك زينة ومفخرة لكل موقع
اخباري أو صحيفة، ولو انى كنت واحدا من مسؤولي تلك الصحف البائرة لما ترددت
لحظة في دعوتك لتصبحي كاتبة تفرد لها الصفحات والصفحات، لا سيما وان صحفنا لا
تحمل من الصحافة غير الاسم ، ومن المهنة رجال فشلوا في مهنتهم الحقيقة، وبقدرة
قادر أصبح ساعي البريد صحفي وتبعه المزارع والصيدلي ولم يتبقي أن ينضم للمهنة
سواء (أصحاب المهن الهامشية)، حتى صارت الصحافة مهنة لمن لا مهنة له.
ولهذا كانت صحافتنا ضعيفة كضعف القائمين على أمرها، لا دور لها في حياة الوطن
، فهي في فترة ما بعد الاستعمار كانت صحافة سجع أدبي ، وفي فترة مايو كانت
صحافة ( أين تسهر هذا المساء ) وتزيين أمر السلطان، وفي الديمقراطية الثالثة
كانت صحافة تهتم بتحقيق مصالح أصحابها ولا شأن لها بمصالح العباد والبلاد،
وبالرغم من صفة الاستقلالية التي تدثرت بها الصحف ، إلا إنها وللأسف كانت قد
باعت نفسها لشيطان الأحزاب بثمن بخس ، وبدلاً من أن تخدم قضايا السودان كانت قد
سخرت نفسها لخدمة الصراع الحزبي الضيق، وبعدت بحق وحقيقة عن مهمتها كسلطة
رابعة، وفشل دورها في أن تكون رقيب فاعل على السلطة التنفيذية، وانتشرت الصحف
بكم هائل ولم يستحى بعضها في أن يبيع نفسه للأحزاب ومن لم يجد حزبا لم يتورع
في طرق أبواب السفارات الأجنبية، أما في عهد الأنظمة الشمولية ( صحافة مايو )
فحدث ولا حرج، وبالتأكيد فإن من تربي في دار السلطان لن يخالف أمره، وليس عجبا
ان تعطينا مثل هذه الصحافة رؤساء تحرير ابعد ما يكونون عن قول الحقيقة، وقد حكى
أحد الأقرباء الذين يعملون في إحدى البقالات الكبيرة ان أحد رؤساء تحرير بعض
الصحف التي تصدر بالخرطوم، يشترى من عنده يوميا حلاوة من النوع الفاخر لأطفاله
بـما يقارب الـ 50 ألف جنيه، ولو أن هذا نظر إلى أطفال السودان الفقراء ، والى
مريض في حاجة إلى ربع هذا المبلغ لشراء دواء، لحرم هذا عن أطفاله، ولكن أين نجد
لنا غاندي.
وهكذا الأخت سارة، حال السودان غابت المنهجية وأبعد مبدأ التخصص في العمل، فكان
الحال دمارا في شتى مرافق الحياة، ... اقول هذا وفي مخيلتي أشياء كثيرة ظللت
إتباعها من خلال مواقع الإنترنت التى امتلأت بموضوعات إنشائية ( ولا أقول
مقالات ) لان للمقال ضوابط فنية وتحريرية لا يدركها القادمون للمهنة من الشباك،
اقول هذا وانا استذكر تلك الأيام حين كنا نعمل في إحدى الصحف المستقلة والتي
أراد صحابها ورئيس تحريرها أن يستبدل رئيس قسم الأخبار لانه كان يركز على نشر
الأخبار القصيرة في الصفحة الأولى، ما يعرف بلغة الصحافة ( أخبار عشرة كور )،
الامر الذي جعل هذه الصفحة تكون في إخراجها اشبه بمربعات الشطرنج ، وحين ضاق
الامر به استبدله بواحد من قبيتله ( ناس صحافة زمان)، ولم يكن القادم بأفضل من
أخيه، فبدلا من ان تكون الاخبار قصيرة أصبحت طويلة مملة للقرأة وباتت الصحيفة
تخرج وهى لا تحمل سواء ثلاث او أربع اخبار ، ولو أن واحدا منهم كان به شئ من
العلمية لاختار الأفضل والأجود والأنفع، ولكن بالفعل إن فاقد الشئ لا يعطيه،
أقول هذا لان أمثال هؤلاء قد انتشروا وامتلأت المواقع الإخبارية بهرطقتهم، التي
لا تسمن ولا تغنى من جوع، لا هم كشفوا حقيقة و لا أضافوا جديد، ولم تحرك
كلماتهم ساكنا خلال السنوات الماضية (لحكم الإنقاذ)،لا هم تناولوا الموضوعات
تناول العارف ببواطن الأمور وقدموا ما عندهم من حقائق ، وشاركوا في صناعة
التحول الجديد الذي جاء سلما وبإرادة الدولة، ولم يجبروها عليه.
ولنا في ثورة المساجد أسوة حسنة ، هذه الثورة التي انطلقت في أحد أشهر رمضان من
سنوات حكم الديمقراطية الثالثة، فهي كانت مفخرة حيث أكدت بحق اثر الإعلام
بمشتقاته في العمل التعبوي ورأينا كيف أن صحافة الجبهة الإسلامية كانت تؤثر في
أعضاء التنظيم ويخرجون من المساجد يطوفون أنحاء الخرطوم، حماية للعقيدة والدين،
وهذا نموذج للاستقلال الأمثل للصحافة، ما كان له أن ينجح لو أن قيادة التنظيم
وضعت على قيادة أجهزتها الإعلامية ( ناس قريعتى راحت)، حيث كانت تلك القيادات
متمكنة علميا ومهنيا وهذا هو سر النجاح، حتى محمد طه محمد أحمد أتاحت له تلك
الفترة الفرصة المناسبة لصقل نفسه وصار من الكتاب المؤثرين في الرأي العام.
ووجد في الإعلام ضالته وهجر القانون للأبد.
وختاما اؤكد ان مهنة الصحافة لأصحابها ( لان أهل مكة أدري بشعابها) وهذا لا
يمنع ان يكون هنالك من يتعاون من أصحاب المهنة الأخرى في هذا المجال، من
أمثالكم وغيركم كثر، ولكن يجب أن نفرق بين الكاتب والصحفي ، وليس كل من كتب
موضوعا إنشائيا صارا صحفيا ، لان الصحافة أصبحت علم ، وقد أضر هذا الخلط كثيرا
بحقوق الصحفي الممارس للمهنة ، وهذه هي مهمة شرفاء هذه المهنة الذين يريدونها
ان تكون مرآة تعكس الحقيقة تقود الرأي العام وتدافع عن حقوقه المشروعة ، تقود
السلطة ولا تقودها.