ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
متى تكتمل اللوحة الوطنية بقلم الطيب الزين-السويد
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 7/11/2005 2:07 م
متى تكتمل اللوحة الوطنية يا لك من رجل نبيل، الاسبوع الفائت على غير عادتي، تسمرت امام التلفزيون، متابعاً بشغف لم اعهده في نفسي منذ مدة طويلة، بث الفضائية السودانية لرحلة العودة المظفرة للزعيم جون قرنق، تابعت تلك الرحلة بشغف، ربما لاني مسكون بحب واوجاع الوطن التي لا حصر لها، لا ادري أهو انا الوحيد الذي قرأ قد تلك الرسائل التي حوتها رحلة المناضل جون قرنق، أم أن غيري الكثيرقد نفذ وغاص في لجة ذلك المشهد الجميل، الذي أكد مقولة، ان حبل الكذب قصير، بعد ان خرج الشعب السوداني بكل ثقافاته وسحناته وفئاته مكذبا اعلام النظام خلال السنوات الماضية، التي طالما اسرف في نعت الحركة الشعبية وزعيمها ووصفهما باشنع الاوصاف والالقاب، كل ذلك لم يغيرمن حقيقة الرجل وحركته في شيء، بل زادهما القاً واحتراماً في عقول وضمائر ابناء الشعب، وتاكيداً لهذا الحبور والاحترام لهذا المناضل الجسور، الذي اثبت انه مناضل من الطراز الاول، مناضل من اجل سودان حديث يواكب روح العصر ويستجيب لتحديات المرحلة، سودان لا يفرق بين ابن الشمال او الجنوب اوالشرق او الغرب، سودان يحضنهم بود وعطف، سودان يتساوى فيه الجميع،وكل هذا يمكن للمرء ان يستشفه من الاطلاع على تاريخ هذا المناضل، والذي بدأ منذ لحظة انضمامه لحركة الانانيا 1 ثم انخراطه في صفوف القوات المسلحة، وكذلك في رحلة العلم التي توجها بالدكتوراه، ثم قيادة حركة ثورية انطلقت في الجنوب ولكنها لكل السودان،انه قد تسلح لكل المراحل والمواقف، مما اكسبه الحضور والاحترام المميز في قلوب الكثير وبخاصة فئة الناس الغلابة والمهمشين في العاصمة والاقاليم، وكذلك الشرفاء من ابناء الوطن، لكل هذا استحق قرنق لقب الزعامة، فهذه الزعامة عليها واجبات تنؤ عن حملها الجبال لكن المناضلين لا يعرفون المستحيل، خاصة اذا كانوا اصحاب وجعة، فالدكتور جون قرنق يعرف تماماً تاريخ الحركة السياسية السودانية، وعللها، ونقاط ضعفها،مما يمكنه من تجاوز كل العراقيل التي سيضعها امامه الطابور الخامس في صفوف النظام او الذين لم يعجبهم ان ينال الجنوبيين حقهم كاملاً، ويلعبوا دورهم الوطني المنوط بهم تجاه انفسهم ووطنهم ، وهذا لن يتحقق اذا كان المرء فاقد لحريته وارادته ولعل هذا ما عاناه الجنوبيين طيلة السنوات الماضية، اذ ظلوا مهمشين ، يعيشون في الوطن وكانهم غرباء وفي بعض الاحيان يجد الاغراب معاملة افضل منهم،وربما لا ابالغ اذا قلت يشاركهم في هذا الاحساس والشعور كل ابناء الاقاليم، فاليوم احد الاقاليم يسجل اختراقاً لهذه الثقافة التي استأثرت بكل شيء في البلد الامر الذي نتج عنه كل هذا الخراب والضياع الذي نحسه ونعيشه على اكثر من صعيد، وحتى لا نعود الى الماضي بامراضه واحزانه، على الشرفاء من ابناء الوطن ان يكونوا سنداً للعقيد جون قرنق كل من موقعه وبخاصة قبيلة الاعلاميين والمثقفين والطلاب باعتبارهم اكثر الشرائح وعياً وادراكاً لمالآت الفشل وبالتالي انفصال الجنوب، وما يتبعه من تدهور وتصدع في وعي وثقافة وبنية الدولة والمجتمع السوداني، خاصة اذا استحضرنا ان كل اقليم في السودان فيه مقومات دولة، مما يحرض ابناء الاقاليم الاخرى على تفضيل خيارتقرير المصير والانفصال، وحتى لا يفهم كلامي هذا باني انادي ببقاء السودان كما عرفناه خلال الخمسون عاما الماضية، اقول لكل ابناء الاقاليم عليكم ان تتقدموا الصفوف وتطالبوا بحقوقكم ، لان السودان يحكم في ظل نظام فيدرالي، وبالتالي من حق كل اقليم ان ينال حقوقه كاملة في السلطة والثروة ،وذلك حتى لا تتحول مفاهيم الوحدة الى احتواء وتكويش، تصب في مصلحة فئة قليلة من الناس، لقد ولى عهد الخجل والخوف، منذ الان ان علينا جميعاً بالنضال والكفاح لكتابة عقد جديد بين كل اقاليم السودان مستفدين من اتفاق نيفاشا وتعزيزاً لمكاسب ابناء الجنوب، وبذلك نكون قد اضفنا عناصر قوة ودفع لحركة وثقافة ووحدة السودان الجديد، فكم ارجو صادقاً نرى ذلك المشهد الجميل الذي صنعه جون قرنق في ذلك اليوم بعد ان القى خطابه وتوجه الى الفرقة وبدأ يبشر ثم قاد قطار الفرح داخل القاعة لنرى كوفي عنان والرؤساء الحاضرون يتميلون فرحا وطرباً، فكان بحق مايسترواللحظة والمكان، كم تمنيت واتمنى ان تكتمل اللوحة الوطنية بان يرقص كل ابناء الاقاليم الاخرى لاسيما الذين يشعرون بذات المرارات والمظالم، وحتى تحين تلك اللحظة اقول للدكتور ورفاقه في الحركة الشعبية لتحرير السودان، لا تنسيكم مسؤوليات الدولة التزامات العقيدة والمبدأ، ليتحرر كل ابناء السودان من قيود الماضي البغيض. الطيب الزين السويد
للمزيد من االمقالات
