دعوة الامين العام لحركة تحرير السودان الاخيرة جات مفأجاة للكثيرين فمهما قيل
من اسباب فان الوقت غيرملائم
لعقد المؤتمر ولا المكان ذاته يسمح بعقد مؤتمر بهذه الاهمية والمؤتمر علي حسب
ما يمكن قراءته من بيان مني فتتلخص اهدافه في الاتي :-
- حسم القضايا التنظيمية للحركة
- تصحيح مسيرة الحركة وتوحيد جبهتها الداخلية .
- مشاركة كافة قطاعات وعضوية الحركة في تقرير سياسات الحركة المستقبلية .
- توحيد جهود اهل دافور كافة لمناقشة مطالبهم .
بالنسبة للبند الاول والخاص بحسم القضايا التنظيمية للحركة والتي اشار البيان
في جز ءمنه الي ان هناك وثيقة قد تم التوقيع عليها تعتبر حاسمة لكل نقاط الخلاف
التنظيمي , ان المشكلة الاساسية في هذه النقطة هي تنازع السلطات بين الرئيس
والامين العام والذي القي بظلاله السالبة علي كافة العمل التنظيمي ويعتبر
التوقيع علي اعلان المبادئ وبصورته الهزيلة هذه واحدة من نتائج هذا الصراع
العبثي والذي وصل حتي الي داخل ردهات فنادق ابوجا , وتثار عدة اسئلة في هذا
السياق طالما ان هناك مؤتمرأ عامأ هو الذي سيقرر كل شئ فما فائدة الوثيقة التي
اشار اليها السيد الامين العام ؟ ام يراد لها ان تكون تحصيل حاصل . ان الامور
اذا لم تحسم في اذهانهما فلا تحسمها الوثائق المكتوبة .
البند الثاني وله صلة عميقة بالبند الاول وباسباب الخلافات التنظيمية - تصحيح
مسيرة الحركة وتوحيد جبهتها الداخلية - و هذه المسالة تعني ان هناك ثمة خطأ او
اخطاء تستوجب التصحيح وهو امر ايجابي ان يأتي من في خطاب الدعوة , فمن
الاشياءالتي يجب ان تصحح هي مسالة ان الحركات هي حكرية لقبايل معينة ومع
الاعتراف بأن هناك اسبابأ موضوعية ادت الي ان يكون التكوين العسكري والسياسي
لحركة تحرير السودان محصورأ في بدايته بهذه القبائل الا ان معطيات الواقع
والمستقبل تتطلب اعادة النظر في هذا المفهوم والمؤسف ان كلأ من الرئيس والامين
العام يؤكدان عمليأ علي هذه القاعدة فكلأ منهما يحيط نفسه بعشيرته الاقربين
وكأنهما زعماءمافيا وليس قيادات حركة سياسية . الثورة التصحيحية تبدأ من هنا
.. الغاء هذه الحواكير التنظيمية واعادة تشكيل المكاتب علي اسس الكفاءة والعطاء
لا علي الاسس القبلية وخشومات البيوت . وثانياالغاء الاتفاق المتواطئ علي ان
يكون رئيس الحركة من الفور والامين العام من الزغاوة فاذا كانت الحركةهي
واجهات قبلية فيجب تسليم قيادتها
الي الشراتي والعمد والنظار والمشائخ فهم ادري بأهلهم من عبد الواحد ومني ,
وهذا يقودنا الي النقطة الثالثة مباشرة وهي مشاركة كافة قطاعات وعضوية الحركة
في تقرير السياسات المستقبلية , والملاحظ هنا انه ورغم اختلاف هذه البنود عن
بعضها الا انها تمثل شيئا واحدأ باوجه متعددة - فقطاعات وعضوية الحركة التي
تقرر مستقبل الحركة والي حد كبير مستقبل دارفور هي نفس مكونات الازمة والقيادة
فغالب مكاتب الحركة تكونت علي اسس قبلية بحتة وهناك جمعيات قبلية تحولت في لحظة
لتصبح مكاتب لحركة تحرير السودان , الخطورة هنا ان هذه العضوية هي تقرر ليس
مصير حركتها فقط بل حتي مصير دارفور كله , فقد كان المأمول والمفترض ان تعاد
تكوينات المكاتب لتكون بصورة تمثل كافة اهل دارفور وفق معيار الكفاءة والعطاء ,
ان سيطرة الفور والزغاوة تحديدأ هو نوع من التمييز ينبغي ان يعالج وهو مفهوم
يجب الثورة عليه , التهميش الذي عاناه اهل دارفور اجمعهم لا يجب ان يكون مبررأ
لتهميش البعض منهم بسبب اصولهم العرقية .
امر آخر اذا كان مسالة وجود مكتب الامين العام وبسلطاته الموازية لرئيس الحركة
من اسباب ازمة توحيد اهل دارفور فليلغي المنصب وليتم الاكتفاء بمنصب الرئيس مع
اعطاء المكتب التنفيذي دورأ اكبر ومشاركة واسعة وبصورة مؤسساتية .
البند الاخير توحيد جهود اهل دافرو كافة لمناقشة مطالبهم هذا يظل مجرد شعار
فارغ المحتوي وذلك في ظل نهج حصري لقبائل حصرية ذات استراتيجيات حصرية , الحركة
قبل ان تعقد اي مؤتمر عام لها يجب ان تقوم بانفتاح عاجل علي القبائل العربية في
دارفوروالذين يجب ان يكون لهم تمثيل معتبر في مفاوضات ابوجا فهناك
الان يتم تحديد حاضر ومستقبل دارفور ومن عدم الانصاف و الظلم ان يتم ذلك في
غياب شريحةهامة من مكونات اهل دارفور .
امر آخر يجب ذكره الا وهو لماذا تتغاضي الحركات وجود التحالف الفيدرالي ان
السيد احمد ابراهيم دريج حري ان يكون بين ابناءه الان في هذه اللحظات التاريخية
, الكل يدين له , وقيادات وقواعد حركة التحرير ما هي الا
كوادر التحالف الفيدرالي , قبل المؤتمر العام الذي سيحدد مستقبل دارفور يجب
الدخول في حوار جاد وعاجل من اجل توحيد حركة تحرير السودان بالتحالف الفيدرالي
علي الاقل من اجل دارفور ....