الى ذوي ومحبي هذا الراحل المقيم الذي يضم ضريحه شهيدين،
جسده الطاهر وكتلة من آمال البجا
بمناسبة مرور عام على وفاته ، رحمه الله
ابراهيم أحمد شلية
بكتك المعالي قبلنا من مواجع
يعز التآسي في جليل الفواجع
فقدناك يا (بدري) شموخا وقامة
قليل عليك اليوم سخ المدامع
فقدناك في سود الليالي منارة
فقدناك بدراً في ثنايا المطالع
عرفناك نهرا من سخاء ونخوة
جزيل العطايا من كريم المنابع
سواك ارتخى جهدا وشمرت باذلاً
من النفس جودا من حنايا الأضالع
وقد كنت فذاً في الرجال مقاتلا
يخوض الغمار المتقي غير جازع
تفردت اقداما وعزماً ونفرة
اذا ظل بعض الناس رخو الطبائع
وهبت الشباب الغض والعمر كله
لأسمى المعاني من جميل الصنائع
فمن ذا ترى يرقى مراقيك بيننا
ومن يحمل الرايات من كف بارع
تركناك في سوح النضالات مفردا
تلاقي ضحوكا مرهقات المعامع
رمينا بك الأسقام والجهل حقبة
وبتنا قصارا نلتوي في القواقع
لقد كنت في ليل البجا وعد فجرهم
وهدهدت فيهم غائرات المواجع
فكم بت مهموما سهيدا بهمهم
يجافيك في الأسحار طيب المضاجع
تكبدت عبء القوم في غير منة
وفديتهم بالتضحيات الروائع
تدرجت وعرا في المسالك مشعلا
من الفكر نورا في ظلام المرابع
حملت اقتدارا راية العلم مفردا
وجاهدت فيما رمته من بدائع
فكم من فتاة أوفتى بات مثقلا
بمحمول فضل منك جم المنافع
حضورا كريما كنت في كل ساحة
ومازلت في العلياء ملء المسامع
ستبقى ضمير القوم في كل خافق
وذكراك نبراس لآتي الطلائع
رعى الله في مثواك روحا كريمة
كما كان قد أولاك نبل المنازع