السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مشكلة السودان أكبر من الترابي وقانون الطواي ( رد على دكتور /عبد الرحيم نور الدين) ي بقلم إبراهيم سـليمان-المملكة العربية السعودية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/10/2005 9:58 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم الدكتور / عبد الرحيم نور الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
يطيب لي أن ألتقيكم عبر هذه المداخلة بعد فراق دام أكثر من إثني عشرة سنة أي بعد التخرج في جامعة ام درمان الإسلامية ـ قسم الصحافة والإعلام ، طيلة هذه الفترة لم نلتمس لكم حضوراً في الساحة الداخلية أو الإقليمية ورغم هذا الإختفاء لم تبرح خاطرنا مطلقا كأستاذ جامعي جاد ومنسجم مع المادة الجادة و المشوقة التي كنت تدرسها مادة الإعلام التنموي وإذ ننسى لم ننسى ابداً المناقشات الجادة لبحوث التخرج وهي آخر مرة نراك فيها.
بالصدفة سقطت علينا شعاع عمودكم مساقط الضوء بصحيفة الشرق القطرية تحت عنوان كسوف الإنقاذ ومهددات الأمن ، لم نعلم طيلة فترة الدراسة الجامعية ولم نلتمس ميولكم وتعاطيكم للسياسة بل عرفناك إكاديمي بارع مما جعلنا نتحفظ في التواصل السياسي معكم الأمر الذي فوت علينا الإستنارة بطرحكم اللبرالي الواضح من خلال بعمودكم السامق.
أسمح لي إستاذي الجليل بمداخلة فيما تناولته تحت العنوان المذكور أعلاه في النقاط التالية :
أولاً أعتقد أن المشكلة الحقيقة للسودان أكبر من قانون الطواي ومعاناة 34 مليون سوداني ليست متعلقة بحبس شيخ الترابي او تشكيل حكومة قومية دون الإلتفات للضمان الإجتماعي وكفالة الحياة الكريمة للفرد السوداني الريفي في معظمه ، مشكلة السودان مشكلة تنموية بالدرجة الأولي وهو ما جعله يتآكل من أطرافه بسبب ثورات التهميش ، ولم يرد يذكر لهذه الحقيقة في طرحكم وهذا الأمر أدهشني حيث أننا عرفاك منظر بارع في التنمية بصفة عامة والإعلام التنموي على وجه الخصوص ، وقد ذكر الدكتور جون قرنق أكثر من مره أنه لم يقاتل لأكثر من عشرين عام من اجل الحصول على نائب رئيس الجمهورية وأن قتاله من أجل إنتزاع الحقوق العادلة للجنوب والذي لم تطاله يد التنمية منذ أن خلق الله هذا الكون على حد قوله.
ثانياً الكسوف كظاهرة كونية يعنى الإختفاء برهة ثم الظهور وهذا ما لا تنطبق على حكومة الإنقاذ ، حيث أن 9 يوليو 2005م تعتبر تاريخ وفاة هذه الحكومة ولم تعد لها وجود علي الإطلاق ، نعم هنالك وجود لحزب المؤتمر الوطني اما الحكومة التي تشكل تسمى الحكومية الإنتقالية ، الظاهرة أقرب للغروب وبعيد كل البعد عن الكسوف إلا إذا كنت تعتقد بأن الإنقاذيين سوف ينقلبون على إتفاق نيفاشا وإعادة الإنقاذ وهذا مستحيل؟؟؟
ثالثاً ذكرت ضمن المهددات الأمنية تداعيات أزمة دارفور والتي نقلت إلى البلاد جيشاً عارماً من القوات الأجنبية ، والمعلوم أن قوات حفظ السلام الأفريقية المتواجدة في دارفور لم يتجاور أفرادها حتى الآن ثلاث آلاف جندي ، أما الجيش العرمرم والذي قوامه 10 ألف جندي تم الموافقة عليها ضمن إتفاق نيفاشا دونما طلب من الحكومة او الحركة وليس لها علاقة واضحة بقضية دارفور ولو كانت تواجدها لحماية المدنيين وإعادة الأوضاع الأمنية إلى نصابها لا أعتقد إنها مشكلة حيث أن حفظ الأرواح مقدم على كافة الإعتبارات المعنوية والسيادية ، وبكل أسف لم تتوفر الشفافية الكافية لمعرفة الغاية الحقيقة لوجود هذه القوات على الرغم من الحكومة وافقت عليها علي مضض ولكن على الأرجح أن الغرض من هذه القوات التعزيز و المساعدة في قطع الحبل السري للدولة المرتقبة ميلادها وتقديم المشورة الطبية إذا تعسرت المخاض.
رابعاً ذكرت أن قسمة الثروة والسلطة الظالم خرجت منها بؤر توتر مثل ثورة البطاحين وبقية بؤر تأتي تباعاً ، جاء هذا المهدد في صياغ التأكيد وكأنك على علم بثورات اخر سوف تظهر لاحقاً!!! ماذا تبقى من الثورات ثورة دارفور في الغرب و ثورة الشرق والبطاحين في البطانة وشهامة في كردفان والمناصر في الشمالية ماذا تبقى سوى الجزيرة؟؟؟
خامساً أعتقد أن أكبر مهدد للسودان في ظل سودان نيفاشا هو تقرير المصير للجنوب وهو أمر لا محال واقع نتيجة لتراكمات نفسية ترسبت في نفوس الجنوبيين ليست خلال فترة الإستعمار البريطاني كما يتوهم الكثيرين بل نتيجة لنظرة الإزدراء والإحتقار من قبل الشماليين للجنوبيين والمعاملة اللإنسانية منذ عهد الزبير باشا حتى حكومة الإنقاذ لا أعتقد أن مشاعر الود المصطنعة والإغداق المبتذل المتوقع خلال الفترة الإنتقالية كفيلة بإزالة هذه الترسبات وإغراء الجنوبيين بالتصويت للوحدة وخاصة أن الشماليين ليست لديهم الشجاعة الكافية للإعتراف بمثل هذه الممارسات ناهيك عن الإعتذار عنه.
كيف لنا أن نتخيل خارطة السودان بدون الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وابي ييى ما بقى للسودان غير الصحراء بإستثناء الجزيرة والتي انهكت واصابها الشيخوخة والترحل والإكتظاظ هذا الأمر هو المهدد الحقيقي و الأشد خطورة علي كل موطن سوداني غيور وكل المهددات الأخرى يمكن تداركها إلا هذه المسألة.
أخيرا ماذا تنصح به إستاذي الجليل فيما تخص خطة الإعلام التنموي للفترة المقبلة هل الألوية التركيز وإنبلاج الضوء ينبغي أن تكون على كيفية إنتاج الثورة ام تقسيمها؟؟؟؟
ولكم فائق شكري وتقديري
إبراهيم سـليمان
المملكة العربية السعودية
إعلامي ضل طريقة في دروب الغربة
e.mail:[email protected]



للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved