 |
 |
 |
 |
|
|
|
|
|
سعيد/ماليزيا د. سعيد زكريا
ما أحوجنا الي صناعة الامل في ظل واقعنا المرير ما احوجنا ونحن في زمن الهزائم
والانكسارات والجراحات الي تعلم فن صناعة الامل ونحن نقف مع مسيرة السلام
التي ستعم البلاد ولايخفي علي من يراقب اليوم كثير من الفتاوي والحوارات
التي تقوم بها الصحف والمجلات والقنوات الفضائية ما تحمل من هذه المواقف
الجادة والتي يحاول الخيريين ان يتشبثوا بها في الاقتناع باهمية السلام القادم
وهم الذين نظروا الي شدة الافات في هذه الازمنة من الاذي والتضيق والابتلاءات
المتنوعة فراوا الصمود علي الثوابت ومصادمة الواقع مما يصعب في مثل هذه الظروف
والفريق الاخر من اليائسين والمحبطين والخائفين الباثين الدسائس بان ما يحدث
. بمثابة المحرقة التي تحرق البلاد
نحن في عهد جديد يقبل محملا بما فيه وعلي اعقاب عهد قد مضي مودع بما استودعناه
نقف متزكرين مئات الالاف من شهداءنا الذين سكبوا الدم لهذا الوطن النفيس
انها زكري الاعتبار والاتعاظ لا زكري الاحتفال والابتداع انها وقفة نستقرئ
فيها فصلا من فصول الحياة انها رجعة الي العقل في زمن طاشت فيه العقول ووقفة
مع الروح في زمن اسكرت الارواح فيه مادية صخابة جرافة وان من اعظم دروس الحرب
واجل عبرها صناعة السلام فالامل في الفرح بعد الشدة والعزة بعد الذلة والنصر
بعد الهزيمة فان وضع هذه الامة وماتعانيه من فواجع ومواجع وما تعايشه من
نكبات واحباطات والتعثر الذي يصاحب خطاها كل ذلك يشرحه الحال باكثر من مقال
ويحسه كل من يعرف حقيقة هذه الامة السودانية هويتها ورسالتها وموقعها الذي
بوئها الله اياه بين الدول الافروعربية وبكل حال فان الحاجة الي تغير هذا
الوضع وزحزحة الامة عن هذه الهاوية مطلب ملح لايحتمل الانتظار او التاخير
ولايهبط من السماء ولايستورد من الارض ولايتم في اروقة الامم المتحدة ولايستجدي
بالمساوامات او التنازلات انه خيار الشعب السوداني قاطبة فالذي يريد التغير
ويريد احداث التغير عليه ان يغير ما بنفسه حتي يغير الله مابه فالتغير المطلوب
في زوات الانفس وليس تغير الحكومات ولو انزلت لنا حكومة من السماء فلن تغير
مابانفسنا من حقد وجشع وطمع فلا يعيد بناء النفوس الا الايمان فمن اعظم اسباب
انحطاطنا في العصر الاخير هو فقداننا للثقة بانفسنا وهو من اشد الامراض الاجتماعية
واخبث الافات الروحية لايتسلط هذا الداء علي امة والا ساقها الي الفناء فاننا
نفعل ذالك يجب ان نقتنع باننا سنحقق السلام والامن والتنمية لهذا الوطن اي
عندنا من الثقة بالله علي ذلك ولكن ان تسائلنا كسؤال بني اسرائيل لسيدنا
موسي عليه السلام باننا لن نحقق السلام وكيف سنحقق السلام فستكون الهزيمة
النفسية قد حلت بنا انها مرحلة جديدة من العز والتمكين والبذرة الاولي لشجرة
باسقة ستظل تاتي اكلها كل حين باذن ربها ومن كان قد خطر بباله عودة زعيم
الكتلة الجنوبية جون قرنق ليخاطب اهله بالساحة الخضراء بعد ان قالا وقالوا
تحدث وسمعوا بين فاصغوا فانشرحت القلوب ولانت الافئدة ونطقت الالسنة واذا
بذلك النفر من الحركة الشعبية تحت سماء الخرطوم الغائظ من الحرارة يطلقون
الشرارة الاولي من نار السلام لتحرق اسلحة الدمار فتتركها هشيما تزروه
الرياح ومن كان يظن عودة المئات من اسري الحرب ليعانقوا اطفالهم ويضاجعوا
زوجاتهم بعد طول غياب ومن كان يدري بان نيفاشا ستشهد كتابة الاسطر الاولي
لملحمة المجد والعزة فهل يدرك هذا المعني الغارقون في تشاؤمهم اليائسون من
فرج قريب لهذه الامة المنكوبة المغلوبة علي امرها وستشهد الايام القادمة
الحل القاطع لازمتي الغرب والشرق فالله يضع نصره حيث يشاء وبيد من يشاء وعلينا
ان نعمل من اجل ان تصل دعوتنا الي كل شبر من ارضنا فلا نحتقر احد ولانستكبر
علي احد وعلينا ان نواصل سيرنا مهما يشتد الظلام وتكثر الاحزان فمن يدري
لعل الله يصنع لنا في حلكات ليلنا الداجي خيوط فجر واعد ومن يدري لعل الامنا
هذه مخاض العزة
. والتمكين