السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ماهية مشروع السودان الجديد؟! بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/10/2005 9:38 ص

أبو بكر القاضي ــــ ماهية مشروع السودان الجديد؟!
ما شاهدناه على أرض الواقع في السودان في الأيام الماضية يشبه الحلم‚‚ يصدق عليه قول الشاعر الفنان‚ ابن الجزيرة ديا‚ إبراهيم إدريس‚ شعرا وغناء‚ يا بنية ودالينا يا الوعد البس في الحِنّة لا حلما يمكن يصدق لا شيئا ساى نتمنى ما جرى يشبه بنات افكار كل الشعراء من آل البنا‚‚ هذه الاسرة الشاعرة الفنانة‚‚ اجازة الدستور الانتقالى‚‚ لجنة استقبال الدكتور قرنق برئاسة فنان إفريقيا - محمد وردي‚‚ الساحة الخضراء لم تعد حكرا على المؤتمر الوطني‚‚ مقر المهمشين من كل حدب وصوب لرؤية الدكتور قرنق والسماع له‚‚ في استفتاء صريح على السلام‚‚ وعلى تأييد مشروع السودان الجديد‚‚ وهذا محور مقالي لهذا اليوم‚ منتدى الدوحة الثقافي يطالب بتعريف وبيان لمفهوم السودان الجديد! اقام منتدى الدوحة الثقافي ندوته الشهرية المغلقة يوم الأحد 3/7/2005 وكان موضوعها قضية الساعة - آفاق التحول الديمقراطي‚ وكان المحاضر فيها البروفسير الزائر النور محمد حمد‚ وقد تفضل الاستاذ عبد الرحمن أبو شيبة الصحفي بنشر ملخصها بموقع سودانير أو نلاين مما يعفيني من إعادة تلخيصها‚ ولكني اريد أن اجيب من مطلب من الاستاذ فايز محمد موسى ابو البشر الذي ابدى تحفظا حول مصطح (السودان الجديد) وقال انه مصطلح هلامي غير واضح المعالم والمعاني‚ وخلص إلى رفض المصطلح‚ وحول هذا الموضوع افيد بالآتي: 1 - نعترف بان (السودان الجديد) يحتاج إلى شرح وبيان‚‚ اكثر من ذلك فاننا نحمل انفسنا مسؤولية التقصير في التعريف والتبشير والدعوة لهذا المشروع‚ ودون المساس باعترافنا آنف الذكر فاننا نقول بانه يشفع لدعاة مشروع السودان الجديد ان الاعلام السوداني ذا الرؤية الاحادية لم يكن يسمح لدعاة السودان الجديد بالتبشير بهذا المشروع في أجهزة الاعلام الرسمية‚‚ ولا بالصحافة التي تخضع لمقص الرقابة الأمنية المشددة‚‚ اكثر من ذلك فان الساحة الاقصائية لم تكن مهيأة لقبول مشروع التغيير والبديل لمشروع الحكومة المركزية‚ 2 - مشروع السودان بشكله الحالي في جوهره هو من ابداع الحركة الشعبية لتحرير السودان وقائدها الدكتور قرنق‚ ومع ذلك‚‚ فان هذا المشروع اصبح شعارا طنانا (مثل الاشتراكية في النصف الثاني من القرن العشرين (حيث رأينا اشتراكية عربية واشتراكية اسلامية واشتراكية إفريقية)‚ ان عنوان أي مشروع وشعاره يشكلان في بدايته اكثر من 60% من عناصر قبوله فكثير من الناس رفضوا الفكرة الجمهورية ليس من فحواها‚ وانما من عناوين بعض محاضراتها وكتبها مثل (الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين) وكتاب (الرسالة الثانية من الإسلام)‚‚ ارجع واقول اسم السودان الجديد شعار طنان وجذاب نرجو ان يوظف جيدا لصنع وحدة جذابة‚ اذن هذا الشعار مطروح للجميع ويجوز ان يتغنى به الجميع‚ 3 - من المناسب تعريف السودان الجديد تعريفا سلبيا‚ اي بضده‚ كما نعرفه تعريفا ايجابيا يتناول ماهيته وذلك على النحو التالي: أولا: ما هو السودان القديم؟ 1 - هو السودان الذي صاغته مصر خلال الفترة من (1821م حتى 1953) باستثناء فترة المهدية (1885 - 1899م) حيث قامت مصر خلال هذه الفترة بصياغة السودان كتابع وامتداد طبيعي وكمستودع للمياه‚ والرجال والمواشي‚ والابل عن طريق درب الاربعين والمعادن والذهب‚ 2 - اما آليات الصياغة للإنسان السوداني فقد كانت تتمثل بصورة خاصة في الثقافة وتحديدا مشروع (الاسلحة والتعريب)‚ ثانيا: التعريف الايجابي لمشروع السودان الجديد: مشروع السودان الجديد كما طرحه الدكتور جون قرنق هو مشروع «الأمل»‚ وهو الخيار الوسط بين ثلاثة خيارات: الخيار الاول هو السودان القديم الذي شكله المستعمران بالتفاني والتطابق عن طريق الشراكة وهما الاستعمار المصري والانجليزي‚ وقد كان الاستعمار المصري هو اخطر انواع الاستعمار لانه استخدم الاستعمار الثقافي كأداة للوصول إلى أهدافه الاستعمارية‚ خرج الاستعمار المصري عام 1956 بعد ان اخذ السودان بخيار تقرير المصير‚ وترك حكم السودان لوكلاء مصر في السودان وهم النخبة النيلية بصورة عامة‚ والاتحاديين بصورة خاصة مع مرعاة ان الاخوان المسلمين في النهاية منتج مصري والحزب الشيوعي في السودان ايضا منتج مصري‚‚ صحيح ان الدكتور الترابي بجسارته قد تمكن من تحريرالحركة الإسلامية السودانية من النفوذ المصري وتفوق الحزب الشيوعي السوداني على نظيره المصري‚ بمعنى ان الأول قد استطاع ان يتحول إلى حزب جماهيري عبر عن تطلعات الكادحين‚ واستطاع الوصول للبرلمان عبر صناديق الانتخابات وعندما حرم من هذا الحق بالطرد من البرلمان بالعقلية الاقصائية الإسلاموعروبية دبر انقلابين ناجحين عام 1969 وعام 1971‚ نعم ‚‚ السودان القديم هو السودان الذي احتكرت فيه النخبة النيلية السلطة حسب البيان التفصيلي والارقام والجداول الموجودة بالكتاب الاسود‚‚ هذا السودان القديم قد فشل في تحقيق تطلعات المهمشين في جنوب وغربه وشرقه‚ الأمر الذي حدا بابناء هذه المناطق لحمل السلاح خاصة عندما أعلنت حكومةالانقاذ انها لن تفاوض إلا من حمل السلاح‚ هذا السودان مرفوض لفشله الواضح‚ الخيار الثالث الذي يقع في الحد الأقصى المقابل للخيار الأول هو خيار الحرب حتى تحقيق الانفصال حربا أو سلما عن طريق تقرير المصير‚ السودان الجديد هو الخيار الثاني والذي يمثل مشروع (أمل) ويقوم على المرتكزات الآتية: 1 - اخراج الاطراف (الجنوب والمناطق الثلاث - جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وابيي - ودارفور الكبرى وشرق السودان) من هيمنة المركز -الخرطوم - وذلك عن طريق انشاء حكم فيدرالي (حقيقي)‚ 2- اخراج المركز نفسه من هيمنة النخبة النيلية‚ وذلك عن طريق ضمانات دستورية بالمشاركة العادلة في السلطة للاطراف المهمشة في مؤسسات الحكم الاتحادي حسب التعداد السكاني للولايات‚ 3 - اعادة النظر في (الهوية السودانية) واعادة الاعتبار للثقافة الإفريقية‚ وذلك بالاعتراف بأن السودان كبلد متعدد الثقافات والاديان والاعراق والالوان واللغات‚‚ الخ‚ ونذكر في هذا الخصوص ان الهوية العربية الإسلامية للسودان قد اتخذت كاداة لاقصاء غير المسلمين وغير العرب عن السلطة‚ ‚والاستعلاء عليهم دينيا وعرقيا‚ لذلك اتفقت الحركة الشعبية والحكومة في مشاكوس 20 يوليو 2002 على (السودانوية) كهوية‚ وكمرجعية للحقوق كما نص الاتفاق الذي ابرم في ابوجا الاسبوع الماضي بين حركتي دار فور (العدل والمساواة والتحرير) على المواطنة - السودانوية - كاساس للحقوق‚ وتجدر الاشارة إلى أن حركة التحرير بدارفور قد تصلبت في مفاوضات أبوجا مطالبة بتقرير المصير وفصل الدين عن الدولة‚ بل وذهبت اكثر من ذلك إلى ان تكون حواكير القبائل ملكا خاصا وخالصا للقبائل دون حق الانتفاع العام لمطلق سوداني‚ كأنما تريد حركة التحرير حق تقرير المصير لكل قبيلة في دارفور في اطار حق تقرير المصير العام لاقليم دارفور! ان مثل هذا السقف العالى من الطلبات والاجندة التي تتجاوز مطالب الجنوبيين له ما يبرره لأن اهل دارفور قد ذاقوا مرارة ذوي القربي من الخبة النيلية الانقاذية الأمنية‚‚ لأن اهل دارفور - حفظة القرآن - كانوا يعتقدون ان النخبة النيلية سوف تراعى فيهم - حرمة - لا إله إلا الله - ودم المسلم عند اخيه المسلم ‚‚ وفات على اهل دارفور ان الحكومة المركزية التي كانت تستخدمهم بالأمس كوقود لحرب الابادة ضد الجنوب سوف تنقلب عليهم أي اهل دارفور - وتبيدهم بذات الطريقة - وبلا رحمة - اذا هم طالبوا بالعدالة والمساواة وحقوقهم العادلة في قسمة السلطة والثروة - لاتحاد العلة‚ في مطالب اهل الجنوب ودارفور وشرق السودان‚ أما حركة العدل والمساواة فلم تطالب بتقرير المصير لانها حركة قومية لها وجود حقيقي خارج دارفور في شرق السودان‚ وفي الوسط‚ وفي كردفان وفي الجنوب والشمال‚ وهي تدعو إلى تحالف المهمشين في كل السودان‚ لانهاء الاستعمار المحلي وخلق سودان جديد تقوم فيه الحقوق على المواطنة‚ كما ان حركة العدل والمساواة وهي تعالج ملف دارفور لم تطالب بفصل الدين عن الدولة‚ على اعتبار أن دارفور ليس بها مشكلة دينية وانما مشكلتها هي تنموية وتهميش ثقافي وسياسي‚ واكتفت بالتنصيص على النصوص التي تؤكد على (المواطنة) والتعددية الدينية والثقافية والفكرية‚ ان حركة العدل والمساواة تدرك انه لا توجد دولة بلا مكونات دينية وثقافية‚ ولكنها ترفض تماما استغلال الدين لاقصاء الآخرين من حقوقهم السياسية كما جرى في نهايات عهد مايو وعهد الانقاذ‚ ما اريد ان اقوله هو ان السودان الجديد ليس مطلبا جنوبيا فحسب‚ وانما هو مطلب اهل دارفور والوسط والشرق‚ وان هذا المطلب لا يمكن تحقيقه إلا بتحالف المهمشين من اجل السيطرة المشتركة على المركز من أجل انهاء الاستعمار المحلي الذي هو في النهاية وكيل للمصالح المصرية - لقد سكت الجميع على احتلال مصر لمنطقة حلايب السودانية!! صحفة جديدة في معارضة الحكومة الانتقالية التهنئة لكل المهمشين بجلوس الدكتور قرنق في القصر نائبا أول لرئيس الجمهورية بصلاحيات محددة ومعلوية في الدستور فمن سمات السودان القديم وجود نائب (ثاني) اضافي لرئيس الجمهورية - ديكور - الهدف منه تزييف ارادة الجنوبيين‚‚ لقد ترقي مساعد الياي‚‚ ولابد من صنعاء وان طال السفر‚‚ التهنئة لشعب دارفور بتوقيع اعلان المبادئ في أبوجا‚ سنفتح صفحة جديدة في المعارضة تتناسب مع النقلة النوعية في علاقة المركز بالمحاور المختلفة على صعيد الجنوب والقاهرة ومحور أبوجا بصورة خاصة‚ وسوف نعض بالنواجذ على انجاز 9/7/2005 لانه انجاز لصالح المهمشين‚ وسوف نلتزم بصدق بما ورد باعلان أبوجا‚ ونعمل بصدق لدعم الجهود للوصول إلى اتفاق نهائي يكون دعما لانجازات المهمشين في محور نيفاشا والقاهرة وأملا للشرق ‚


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved