حسن الطيب / بيرث
بسم الله الرحمن الرحيم
من الخطاء ان يظن انسان انه يستطيع خداع البشر ويظل ذلك مختفيا الي الابد , لان الحقيقه هي ان الحياه في هذه الارض شفافه , ومهما ظن الانسان انه يستطيع خداع الانسانيه والبشر ولايقف الناس علي الحقيقه , فان الحقيقه تظهر للناس لان البشر فيهم شفافيه ولابد ان يعرفوا الحقيقه في يوم من الايام .
والحقيقه التي لا يستطيع ان ينكرها انسان هي ان ثوره الانقاذ استطاعت عن طريق الكذب والخداع ان تصل الي كراسي السلطه التي كانت تحلم بها وتروج لها بما يلي من اقوال > ان هذا الشعب علي موعد مع ثوره اجتماعيه كبري متفرده في ادب الثورات الاجتماعيه كتفرد ثوريته السياسيتين في اكتوبر 1964 وابريل 1985 واللتين تبوا بهما مقام الاستاذيه في ادب الثورات السياسيه , فهذا الشعب يختزن طاقه ثوريه هائله لابد متفجره بنضج ظروفها وهو لن يكرر التجربه وقد اؤتي حكمه "وكل تجربه تكرر نفسها لا تورث حكمه" ثورته هذه المره هي ثوره اجتماعيه يفرضها واقع الظلم الاجتماعي الماساوي الذي يرزح تحته الشعب حيث تستاثر القله بالثروه علي حساب افقار الكثره 00 الطبقات الطفيليه تستغل عرق المنتجين 00 الاغنياء يزدادون غني 00 والفقراء يزدادون فقرا السكن العشوائي ينموا جنبا الي جنب مع السكن الفاخر 00 العربات الفارهه المكيفه الهواء ترزي بالحشود الشعبيه الناقمه المتصارعه علي قله من المركبات العامه 00 اليست هذه المفارقات المعيشيه ارهاصات بحتميه الانفجار الشعبي المجتاح 0
واذا ما قارن المرء المحايد بين الوضع اليوم وذاك اليوم في اواخر يونيو 1989 يكتشف الكذب الواضح فبما اشاعوا تمهيدا للانقلاب الجهنمي , والذي ادي الي عدم استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي وانفلات امني راح ضحيته الملايين من الابرياء وادي لتدخلات خارجيه . ولان الشر لا يقوي عليه غير الشر تصدت "امريكا" لمعالجه قضايا السودان واوقفت الحرب الاهليه والتي تحولت بعبقريه الانقاذ الي حرب دينيه ما بين الاسلام والمسيحيه باتفاقيه سلام تم طبخها بمركز الدراسات الاستراتيجيه جعلت الجنوب دوله داخل دوله , وهذا ما لم يحدث في أي قطر من الاقطار , ومهدت الطريق لانفصال الجنوب عن الشمال , حتي اللغه "العربيه" السائده منذ مئات السننين ما بين السكان وهي وسيله لاتصال الفرد بغيره ليدرك حاجاته ويعبر عن الالمه واماله وعواطفه ويترجم عما في نفسه من خواطر وانفعالات , فهي وسيله تربط الفرد بالجماعه والجماعه بالفرد وتربط كلا منهما بالحياه تم التحفظ عليها من قبل مجلس التحرير , واصبحت اشاره واضحه لتقرير المصير0
ورغم ذلك يطالع المرء من يقول دون حياء او خجل بان حكومه الانقاذ حققت اكبر الانجازات في تاريخ السياسه السودانيه لكن صورتها لدي الناس ليست علي ما يرام بسبب جهود اله اعلاميه ضخمه تكن لها العداء , وهذا قول باطل لان السيد وزير الماليه الحالي اعترف بان هنالك كثيرا من الانشطه الاقتصاديه وبعض المشروعات الحيويه التي نفذتها الدوله خلال الفتره الماضيه كانت مراحل التمويل فيها ربويه , وايضا يقول شيخها الذي افناء زهره شبابه من اجلها د.الترابي ما يكشفه المراجع العام لا يساوي ربع عشر الفساد المستشري في البلاد .
وهذا قليل من كثير اقترفته الانقاذ في حق الارض والبشر سامحها الله ووداعا لها وهي تطوي اخر صفحه من صفحاتها السوداء .