ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
هل هذا غباء أم خوف يامعشر الأعراب/ عبدالغني بريش
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 7/1/2005 3:05 م
بسم الله الرحمن الرحيم---- هل هذا غباء أم خوف يامعشر الأعراب/ عبدالغني بريش أليمى/أمريكا مشكلة الشرق الأوسط بين العرب والاسرائيليين من أقدم المشكلات السياسية المعقدة، ذلك لأن الصراع تاريخي ومتعلق بالارض وبين العرب بمختلف اشكالهم وانواعهم ودولة إسرائيل التي يقف من وراءها ويساندها الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية--------- كان وعد بلفور أو تصريح بلفور في عام 1917 بمثابة الإشارة الأولى من بريطانيا للحركة الصهيونية العالمية بإنشاء وطن لهم في فلسطين أو كما يسمونها بأرض الميعاد وتحقق ذلك الوعد في عام 1948 بدعم غربي ولولا هذا الدعم لكان خسر الاسرائيليون المعركة من بدايتها،توالت الحروبات العربية الاسرائيلية وكانت الهزائم الكبيرة دائماً من نصيب العرب،ذلك لان الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الغربيون كانوا يدعمون اسرائيل معنويا وماديا حتى اصبح اسرائيل دولة قوية ونووية أيضا، وصدرت قرارات دولية كثيرة ضد اسرائيل لكن قرارا واحدا لم ينفذ من جانبه حتى يومنا هذا ،ذلك لأن الولايات المتحدة الامريكية كان تهدد دأئما باستخدام حق النقض الفيتو لحماية اسرائيل-- " العرب يعرفون هذا جيدا ومع ذلك يفضلون الحضانة الامريكية" هل هذا غباء أم خوف؟ العرب يعلمون ان الضغوطات الامريكية وحدها التي أجبرت مصر العربية اقوى قوة عسكرية في المنطقة لتوقيع اتفاق كامب ديفيد مع اسرائيل دولة صغيرة ناشئة لايزيد عدد سكانها حينها عن مليوني نسمة> مع ذلك العرب يهرولون نحو واشنطون لإرضاء الامريكان> -- == العرب يعلمون جيدا ان الولايات المتحدة الامريكية لم تصوت ابدا في مجلس الأمن الدولي ضد اسرائيل بل استخدمت حق النقض الفيتو 28 مرة لحماية اسرائيل من القرارات الدولية ،ومع كل هذا العرب يعتقدون ان الولايات المتحدة الامريكية طرف محايدة في صراعهم مع اسرائيل-- هل هذا غباء أم خوف يايها الاعراب ؟ اعلنت الادارات الامريكية المختلفة سواء كان في البيت الابيض الجمهوريون او الديمقراطيون ان العلاقات الامريكية الاسرائيلية استراتيجية وليست مصلحية وان اسرائيل عين امريكا في الشرق الاوسط او قل الولاية رقم 51 لها،مما يعني عمليا ان يذهب العرب ببترولهم وجمالهم وجلاليبهم وذقونهم الى الجحيم عندما تتعلق المسألة بالعلاقات الامريكية الاسرائيلية Period ومع هذا الزعماء العرب ينتظرون في صفوف لزيارة البيت الابيض وطلب مساعدة امريكية للتوسط في مشكلة الشرق الاوسط،هل هذا غباء أم خوف ؟ ان تصفية القيادات الفلسطينية خاصة الاسلامية منها من قبل الاجهزة الأمنية الاسرائيلية هي من وجهة النظر الامريكية دفاع عن النفس وحق مشروع للإسرائيليين ،بينما تعتبر اي عملية عسكرية فلسطينية عملاً ارهابيا من الوجهة الامريكية، ومع ذلك العرب قبلتهم المحببة هي واشنطون والطلب من امريكا التدخل لحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الاسرائيلية،هل هذا غباء ام خوف ؟ رفض الاسرائيليون تطبيق خارطة الطريق الدولية الخاصة بالشرق الاوسط بل ادخلوا عليها تعديلات لتتماشى مع مصالحهم الوطنية وتحفظوا على بعض بنودها وقالت امريكا ان اسرائيل له الحق في ذلك لدواعي أمنية،ومع ذلك يتسابق الزعماء العرب الى البيت الابيض والاجتماع الى الامريكان والطلب منهم للضغط على الاسرائيليين لتنفيذ خارطة الطريق،هل هذا غباء أم خوف ؟ اقامت الولايات المتحدة الدنيا ولم تقعدها بالقول ان صدام يمتلك اسلحة الدمار الشامل وجندت المجتمع الدولي لتجريده من اسلحته المزعومة وخرج الملايين في شوارع وطرقات الدول الغربية احتجاجا على السياسات الامريكية الظالمة في منطقة الشرق الاوسط،لكن كان العرب اوائل الذين فتحوا مجالهم الجوي والبحري والبري للقوات الامريكية لتجريد العراق من اسلحته المزعومة وحينها منع الجماهير العربية من التظاهرات والاحتجاج وزج بالذين رفضوا تنفيذ الاوامر في السجون ونشط قوانين الطوارئ في معظم الدول العربية وتجاهل الزعماء العرب اسلحة الدمار الشامل الاسرائيلية في المنطقة،ومع ذلك يذهبون الى واشنطون للإحتجاج على امتلاك اسرائيل لاسلحة دمار شامل وتقول لهم امريكا ان اسرائيل دولة ديمقراطية ومن المستبعد ان تستخدم الاسلحة النووية عشوائيا ثم يقتنع الزعماء العرب ويعودون الى بلدانهم خفي حنين، هل هذا غباء ام خوف ام انانية ؟ ان العرب يملؤون العباد بالحديث عن القيم والمبادئ والعزة والكرامة والتاريخ والحضارة والثقافة،لكن واقعهم الحالي يكذب ذلك الحديث ولا يعتقد ان يسمح شخص مسلم له عزة وكرامة للقوات الامريكية بالتمركز على بضعة كيلو مترات من مكة المكرمة او الدعوة لهذه القوات لحمايته من المسلمين "حرب الخليج الاولى والثانية والحرب الاخيرة" هل هذا غباء أم انانية أم الجهل بأحكام الاسلام ؟ أما الأخوة اشباه العرب وخدمهم وتابيعهم في السودان لايخجلون من أنفسهم عندما يخاطبون الشعب السوداني قائلين لهم ان اتفاق السلام الذي تم توقيعه في كينيا بداية هذا العام كان بارادة سودانية ،ويلا للمنافقين والكذابين-- -- الحقيقة ان الوفد الامريكي رافق وصاحب المفاوضين السودانيين في كل جولاتهم وكانوا لهم بالمرصاد يحرسونهم على بعد امتار فقط تحسبا لاي فشل من الاطراف المتفاوضة،اين الارادة والسيادة؟ هل ذلك غباء ام خوف؟ يمكن لنا تسمية هذا الزمن بزمن النفاق والكذب والأنانية والرذيلة والدولار،زمن النفط والبارود ،زمن تجرد فيه العرب عن عروبتهم اذا كان لهم عروبة وقصدوا قبلة الديمقراطية البوشية،ليس لانهم يعشقون حكم الشعب والحرية بل خدمة لسيدهم العم بوش الكاوبوي الامريكي الذي لم يجد لنفسه موئلا عن هز العروش والكروش لبسط سيادته المقرفة على ضعفاء العالم وفقراءه ---- أما السادة زعماء وحكام العرب فتوجهوا لقبلتهم الامريكية المقدسة خوفا على عروشهم وكروشهم المحشوة بحقوق شعوبهم وتفاديا لمصير مماثل لمصير المخلوع صدام حسين،وما كان قرار فتح العقيد الليبي معامله النووية أمام المجتمع الدولي للتفتيش والتي دافع عنها قرابة العقدين الآ خوفه الشديد من المصير الصدامي،كما ان تسليم نظام الانقاذ كل ملفات تنظيم القاعدة للسلطات الامريكية كان دليلا على خوف اركان النظام من العقوبات الامريكية،كما ان الديكتاتور المصري وخضوعا للضغوطات الامريكية ادخل تعديلا صوريا تكتيكيا في المادة 76 من الدستور المصري يسمح بالتعددية الترشيحية او المنافسة لرئاسة الجمهورية بعد ان كان الترشيح محصورا على الحزب الحاكم وبهذا يكون قد تفادى ولو مؤقتا الغضب الامريكي،سحب السادة السوريون قواتهم من لبنان وبهذا انهوا فترة احتلال قاربت ثلاثين عاما خوفا من مصير جيرانهم العراقيين طبقا لقول سوداني " إذا أخوك حلقوه بِل رأسك" إجمالاً يمكن القول ان العرب لا أجندة ولا برامج ولا كرامة ولا مبادئ لهم ،وما شتائمهم وسبهم ووصفهم لأمريكا بالشيطان الاكبر وبالكفر الآ لتضليل شعوبهم ومجتمعهم وهو أخف الامرين 0 ليس دائما تستطيع الضحك على الشعوب والايقاع بها في شراك الخداع والغش وشباك الوهم وقد راينا قبل اشهر المسيرة الملايينة التي نزلت الى شوارع بيروت وطرقاتها مطالبة الجيش السوري بالانسحاب من لبنان واستجابت سوريا لها،فالشعوب ليست صيدا سهلا كما يتوهم الواهمون من الحكام العرب الذين يعيشون وهما كبيرا يصور لهم خيالهم ان الشعوب اشبه بلعبة للتسلي والضحك عليها ---------- والسلام [email protected]
للمزيد من االمقالات
