السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/1/2005 3:03 م

الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى " الترابى - البشير
بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان
الحلقة التاسعة : الجبهة تسيطر على الجيش والنقابات ومؤسسات الدولة
نقلا عن كتاب : الاخوان والعسكر
تاليف الكاتب : حيدر طه
عرض : كوات وول وول
الغرض : فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى
منذ اللحظة الاولى لانقلاب 30 يونيو واجهت الجبهة الاسلامية سيل من القضايا القديمة المتراكمة منذ زمن بعيد، وجديدة خلقتها الجبهة الاسلامية بيدها0 ومن اهم المسائل التى شكلت ومازالت تشكل تحديا صارخا لها مسالة الشرعية وما تتفرع عنه من مسائل لاتحصى0
فبعد ثلاث سنوات من الانقلاب مازال المجلس العسكرى الحاكم تحت اسم مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى، ينكر اية علاقة بينه وبين الجبهة الاسلامية الاعلاقة التاييد والمساندة بالرغم من هناك قناعة راسخة لدى كافة قطاعات الشعب السودانى، بان المجلس العسكرى ماهو الا الجناح العسكرى للجبهة القومية الاسلامية00 وان هوية الحكام محسومة بانتمائهم للجبهة الاسلامية0
واخذ الاتهام والانكار شكل حرب بين الطرفين منذ الساعات الاولى للانقلاب 0وبالرغم من ان قادة الانقلاب نجحوا فى خطة الانقلاب الا انهم فشلوا فى اخفاء هويتهم لفترة طويلة ، فمنذ الساعات الاولى للانقلاب تطوع عشرات من الضباط وزملاء الفريق عمر حسن قائد الانقلاب للطواف على القوى السياسية لتعريفهم بهوية هولاء الضباط الذين استولوا على السلطة0
ومنذ ذلك الوقت راح النظام الحاكم بنفسه يقدم كل يوم جديد شاهدا على انهم ينتمون للجبهة الاسلامية ،ومابين الانكار والاتهام ، ومابين الشواهد والقرائن،اخذت العزلة تطوق النظام وتمنعه من تثبيت شرعيته الثورية او شرعيته الدستورية0
ولم يفطن قادة الجبهة الى ان مجرد الاشارة اليهم اصبحت تهمة تستحق الانكار والتبرئة،وهو شىء يشكل حاجزا نفسيا بين الحكم والمواطنين، ولم تعمل الجبهة لمعالجة هذه الثغرة السياسية بتقديم نموذج للحكم يستطع ان يستقطب حوله كل القوى الاساسية فى المجتمع، وبدلا من ذلك اوغل فى اتخاذ اجراءات حادة ومتشددة ضاعفت من عزلته الجماهيرية، ومن هذه الاجراءات مايلى
تصفية القوات المسلحة من القادة العسكريين والضباط واصحاب الخبرة القتالية والادارية ، ففى خلال ثلاث سنوات تخلصت حكومة البشير - الترابى من حوالى الف وثمانمائة ضابط من الرتب العسكرية المختلفة0
كما قامت بتصفية الخدمة المدنية من معظم الكوادر الفنية والادارية واحلال مكانهم عناصر من كوادر الجبهة الاسلامية غير المدربة وغير المؤهلة ، ويقدر عدد المفصولين باكثر من خمسة الف موظف0
وفصل اكثر من خمسين فى المائة من اساتذة الجامعات واحلت بكوادر الجبهة الاسلامية التى كانت تعمل فى مؤسسات خارجية او خاصة بالجبهة واحلت مكانهم بعناصر الجبهة مما اضعف المؤسسات التعليمية خصوصا وان كوادر الجبهة لم تكن مؤهلة اصلا للتدريس فى الجامعات والمعاهد العليا0
واقالة اعداد كبيرة من القضاة واحالت القضاء الى جهاز تابع لها مما افقده الاستقلال الذى حافظ عليه لاكثر من ثلاثين عاما0
والغاء مهنة الصحافة تماما، منذ اليوم الاول للانقلاب باصدار قرار دستورى بوقف اصدار الصحف الحزبية والمستقلة والرياضية والفنية ، وكان فى السودان اكثر من 27 صحيفة مابين يومية واسبوعية ونصف اسبوعية يعمل بها اكثر من الف وخمسعمائة صحفى0
واصدار صحيفتين تابعتين للجبهة وحكومة الانقاذ الوطنى وهما جريدة السودان الحديث والانقاذ الوطنى ويعمل بهما عناصر من كوادر الجبهة القومية الاسلامية 0
قد عملوا بنصيحة السلطان عبدالحميد الثانى بعد خلعه حينما قال: لو عدت الى يلدز لوضعت محررى الجرائد كلهم فى اتون كبريت 0وقامت الجبهة بالغاء الاحزاب والنقاباتوالاتحادات والمنظمات،كل تلك الاجراءاتالتى جاءت فى المرسوم الدستورى الاول الذى اذاعه البشير ووضع البشير النظام فى النظام العسكرى الذى لايومن بالديمقراطية وتعدد الاراء0
فماذا كانت نتيجة الانقلاب000؟ عملت كل تلك الاجراءات على وقف نمؤ القوى الفاعلة فى المجتمع وتعطيل امكانية حل التناقضات بينها سلميا عبر الدستور والقانون الديمقراطيين0
لان الديمقراطية كما قال احد المفكرين ، مرهونة بنمو طبقات المجتمع وقواه على نحو يسمح لها بدرجات من الفاعلية المتوازنة تقبل وترضى معها ان تحتكم الى دستور وقانون لحل تناقضاتها 0
ثم ماذا فعل الحكم بعد ذلك000؟ان السنوات اللاحقة كشفت ان الجبهة الاسلامية ارادت ان تحول كل المؤسسات والاجهزة القومية الى مؤسسات حزبية تابعة لها ، ويرى البعض ان الجبهة الاسلامية عبر مجلس قيادة الثورة الانقاذ الوطنى ارادت ان تحول كل اجهزة الحزب الى مؤسسات قومية0
وليس هناك خلاف بين الرؤيتين فى النتيجة اذ ان الهدف هو دمج الحزب فى الدولة او دمج الدولة فى الحزب لتكون شخصا واحدا0
فقد قال الترابى فى حديث امام عدد من السودانيين المقيمين فى العاصمة البريطانية فى اواخر مارس عام 1990 بالنص (ان مستقبل السودان هو مستقبل الجبهة الاسلامية )00فهل يحتاج الترابى بعد هذا الحديث ان يردد عبارة لويس الرابع عشر ( انا الدولة) حتى يكون امبراطورا0وقد عبر الفريق البشير عن ذلك بصورة اخرى فيها حذر الحاكم ولو كان صوريا .عندما قال لمجله التضامن فى 24 ديسمبر 1990 نحن جئنا لكى ننفذ برنامجا من اجل النهضه بلادنا ولن نسامح من يعارضنا ولن نسمح لى احد ان يمنعنا عن تنفيذه وان الانسان الذى يشكل خطورة علينا لن نسامحه اننا نحمل امانه لن نفرط بها ..)) وهنا لاول مرة فى تاريخ السودان المعاصر يسقط التسامح ، رسميا كقيمه سياسيه واجتماعيه وهو سقوط له عواقبه الوخيمه على الدوله ،الشعب والعرض والسلطه فى الحاضر والمستقبل .
وحديث الفريق بشير وخصوصا ذلك السطر اننا نحمل امانه لن نفرط فيها سوف يعطى اى مواطن الفرصه ان لم يكن الحق فى ان يسال من هي الجهه التى حملت الفريق البشير بحمل الامانه؟ والاجابه على هذا السؤال هى بيت القصيد فى شرعيه اى نظام .
ولكن بناء على حديث الفريق البشير لمجله التضامن يبقا السؤال اجوهرى وهو :هل يسمح فى هذا الظرف لاى احد ان يجرؤ على الاستفسار عن صاحب هذه الامانه ومصدرها الذى اعطاها للفريق البشير ؟.

حديث الترابى ثم حديث البشير لخصا توجهات الحب منذ اليوم الاول للانقلاب السائر نحو الهيمنه الشامله والهيمنه الشامله تدخل فى اطار معنى الشموليه بكل دلالاتها ووظائفها وصورها .والشموليه ليست مرادفه للاشتراكيه فقد كانت نازيه تحت حكم هتلر شموليه وراسماليه .وقد قدم باحث بريطانى اسمه جويان وليامز تعريفا لمشكله الهيمنه قال فيه ان الهيمنه نظام تسيطر فيه طريقه معينه للحياه وتفكير وليس فيه مفهوم واحد للحقيقه ينتشر فى المجتمع بكافه مظاهرة المؤسسيه الخاصه، هى يصوغ بروحيته كل الاذواق والاخلاق والعادات والمبادئ الدينيه والسياسيه وكل العلاقات الاجتماعيه خصوصا فى ملامحها الثقافيه والاخلاقيه .
والوصول الى تحقيق هذه الهيمنه يتم عن طريق استخدام القوى الجبريه والاكراة وليس دائما عن طريق الموافقه والاقتناع ،وطريق الاكراة سارت فيه الجبهه الاسلاميه وسلطتها العسكريه شوطا بعيدا باستخدام العنف غير المحدود وغير المعهود مع خصومها والمعارضين لها .
كان استخدام العنف من جانب السلطه الرسميه والحزبيه يستهدف تحقيق غايات سياسيه واجتماعيه واقتصاديه لها ارتباط وثيق بالساسه ، ويتخذ اشكالا وصورا متعدده ومتنوعه وتمت ممارسته علنيا وسريا .ولكن فى كل الاحوال فان استخدام العنف منظما ومخططا .
وقد تركز الهدف الواضح لاستخدام العنف فى كل الفترات التى مرت بها السلطه منذ الانطلاق على القضاء على بؤر المعارضه التى تشكل مصادر كامنه للانتفاضه هذه المصادر التقليديه هى
الحركه النقابيه الممثله فى الاتحادات والنقابات المهنيه العماليه ونقابات الموظفين ، واتحادات المزارعين وهى الهيئات الديمقراطيه المعبرة فى تنظيمتها عن القوى الحديثه المنظمه وهى تشكل بالطبيعه وبالدور النقيض الاساسى لفكر الجبهه الاسلاميه المتمحور حول طائفيه جديدة .
وقد جرت محاولات من جانب السلطه للقضاء على الحركه النقابيه بعدة وسائل منها حل النقابات باوامر عسكريه ومراسيم دستوريه ثم بفصل قادتها من الخدمه ثم بالمحاكمات والاعتقالات ثم بالاعدامات والتصفيات الجسديه.
الحركه الطلابيه الممثله فى اتحادات الطلاب او القواعد الطلابيه فى الجامعات والمعاهد العيا والمدارس الثانويه وهى حركه شكلت تاريخيا القوى المعارضه للانظمه العسكريه فى كل العهود ولها تقاليد النضاليه الراسخه ولها مهام مستمد من طبيعتها كحركه تتمتع بالقدرة على التجمع والانطلاق بحريه نسبيه .
والحركه الطلابيه اصبحت معروفه بانها مطلقه الشرارة الاولى للانتفاضات وجرت محاوله تحجيمها والقضاء عليها بعدة طرق اولهم استخدام العنف الرسمى حينما اقتحمت قوات الامن وقوات الطوارئ حرم الجامعه واطلقت الرصاص على جموع الطلاب مما ادى الى مقتل الطالب سليم محمد ابوبكر بالفرقة الثانية كلية الاداب، والطالبة التاية احمد ابوعاقلة بالفرقة الثالثة كلية التربية 0
ثانيهما استخدام العنف الحزبى ،عندما قام طالب بالسنة الثالثة بكلية الاداب اسمه فيصل حسن عمر منتمى للاتجاه الاسلامى الجناح الطلابى للجبهة الاسلامية باغتيال زميله بشير الطيب بالسنة الخامسة بكلية الاداب بعد تسديد عدة طعنات بمدية داخل حرم الجامعة0
ثالثهما: العمل على تعطيل الدراسة لفترات طويلة لمنع اى تفكير او تخطيط من جانب الطلاب فى اتجاه استثمار الظروف السياسية والاقتصادية والامنية لاشعال فتيل الثورة، وقد كانت السلطة السياسية حريصة على ان تكون جامعة الخرطوم معطلة عن الدراسة اثناء القرارات الاقتصادية التى دائما ما تؤدى الى ارتفاع الاسعار0
نواصل فى الحلقة القادمة
[email protected]

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved