السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أميريكا و الإصلاح الديموقراطى المزعوم بقلم علم الهدى أحمد عثمان / القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
7/1/2005 2:45 م

[email protected]
مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة الأميريكية أضحت القطب الأوحد المسيطر والمتحكم فى تسيير دفة الأمور فى العالم وفقا لما تهوى مستخدمة فى ذلك آليات ذات كفاءة عالية لبسط نفوذها وتحقيق أطماعها لتكون بذلك حدودها السياسية هى حدود مصالحها وحثيث سعيها لتحقيق ذلك مهما كلف الأمر وبقدر ما لأميريكا من وسائل ترغيب فلها أيضا آليات قمع وترعيب والعاقل على نفسه بصيرة فى أن يختار من بين هذه الوسائل أوتلك الآليات وأعتقد على نحو أكيد أن وسائل الترغيب المتوافرة لدى أميريكا قد وجدت إستحسانا جم من قبل زعمائنا الموقرين لدرجة المبالغة من سياسة ( تخن جلدك ) ولما لا طالما التلويح بآليات أخرى دونها الإطاحة و القمع (ولو كنتم فى أجحار معمقة ) وأصبح إثر ذلك العالم بأثره يدور حول فلك أميريكا والكل مسبحا بإسم أميريكا إلا من رحم ربى وهم قلة- تحسبهم فى أصابع اليد – لم يكن هذا الوضع قاصرا على دول العالم فحسب وإنما حتى المنظومات الدولية قد طالتها تلك الهيمنة والسيطرة وأوضح مثال على ذلك ما يجرى الآن فى دهاليز الأمم المتحدة – كمنظومة دولية – ليس بخفى عن أحد من أوضاع معطوبة وأضحت بذلك الأمم المتحدة المطية الأخيرة لإلباس الصبغة الدولية لما يسن داخل أروقة الكونقرس الأميريكى من قوانين لمعاقبة هذا البلد أو ذاك وذلك إثر تمريرها خلال الأمم المتحدة – متحدة لكن لمصلحة من ؟!! أنتم الحكم والمجيب فى الوقت نفسه – أما كان حريا بالكونقرس الأميريكى أن يسن قوانين تعنى بالشأن الداخلى الأميريكى ؟ بديلا – من فرض وصاية مزعومة على المعمورة بأثرها وعلى نحو جزافى ؛ ألم يحن للخارجية الأميريكية أن تكف عن التخبط هنا أو هناك حتى عدت بذلك مطبخا للعداوات التى أمست تخيم على الشعب الأميريكى الطيب من قبل بعض شعوب العالم جراء هذه السياسات السيادية المغيبة فيها إرادة هذا الشعب الكريم ؟؛ إذن أين وما هى الديموقراطية التى تتحدث عنها أميريكا وتريد فرضها على غيرها فى ظل أوضاع مذرية بها بات إثرها غياب أصوات مواطنيها ملمحا واضحا فى صنع القرارات المصيرية وعلى نحو يجافى الديموقراطية معنى ومضمون ؛ وبذلك تكون أميريكا قد عدت فاقدة للشئ ما مؤداه ألا يتسنى لها إعطاؤه بأى شكل وينبغى لها أن تدع الشعوب وشأنها على أن تحتفظ لنفسها بعلاقات ملؤها حميمية بمد جسور للصداقة والحب والوئام ؛ وعلى نحو أكيد إذا ما آثرت الولايات المتحدة الأميريكية هذا النسق القويم مع كافة شعوب العالم ؛ ستكسب ود العالم بأثره وستتحقق أهدافها ويمتد نفوذها على أوسع نطاق وبصورة تلقائية وبأقل تكلفة ومجهود . نعم نحن نتطلع لديموقراطية حقيقية تخلصنا من عسف وجورالنظم الشمولية لكن لا نريد إعمال هذا التغيير بأى كيفية وبأى ثمن أى على الطريقة الأميريكية لأننا نخشى من أن يأتينا السم إثر ذلك مدسوسا فى الدسم لأن أميريكا يعنيها فى المقام الأول التغيير بصرف النظر عن العواقب الوخيمة التى تنجم جراء ذلك وقد لاحظنا مآلات التغييرالذى أرادته أميريكا وحدث فى العراق فهل هذا مآل يتطلع إليه من حال ؟! كذلك يدون التأريخ من مثل هذا التغيير الغير مرغوب وكانت من ورائه أميريكا وقتها وهو ما حدث فى - شيلى – التى كانت يحكمها الدكتور- سلفادو الليندى- ونظامه المناوئ لأميريكا آنذاك وكدأب أميريكا دوما عمدت إلى تغييره بمن هو حليف وصديق لها فكان ذلك البديل الذى أطاح – بالليندى – هو أجوستوبينوشيه- الذى ساندته ودعمته أميريكا لتحقيق أهدافها بما يخدم أغاضها إلا أنه - أجوستو بينو شيه - البديل الأميريكى كان أكثرقمعا وبطشا بالشعب الشيلى من الدكتور الليندى على حد ذاته ؛ وتغيير على هذا النحو مما نرفضه جملة وتفصيل ؛ لكن الأمر لدى أميريكا لا يعنى تغييرا ديموقراطى كما يبتغيه مفهومها ومضمونها بقدر ما هو إجراء يبدو بالنسبة لها وجيها وإن بدا للغير على غير ذلك وبدون إكتراث منها بحجم العواقب الوخيمة التى تطال ذلك الغير جراء هذا أو ذاك التغيير .

نحن نريد أميريكا بحكم أنها دولة عظمى أن تكون قدوة حسنة ومثلا يحتذى ؛ ولا تلجأ إلى إستخدام القوة إلا إذا كانت مضطرة غير باغية ومدى تححقق معيار ذلك بحيث يكون بمنأى عن أية تأثيرات عن ما يسمى جماعات الضغط أو لأغراض وقتية إنتخابية ونحوها ونحن إذ نقول ذلك لعلمنا بأن – العنف ما دخل شئ إلا شانه واللين ما دخل شئ إلا زانه – وعليه ونحن لا نريد لأميريكا بحكم أنها تتسنم العالم بأثره أن تكون فى وضع شائن يحسب عليها ويلغى بظلال آثاره السالبة على البسيطة برمتها ؛ ونود من أميريكا أن تضطلع بدور إيجابى يشئ فيما يضبط إيقاع العلاقات البينية التى تربط بين شعوب العالم كافة على المستويين الرسمى والشعبى وهذا ما لا يتسنى لأميريكا الإضطلاع به إلا إذا كانت محل حب أو إحترام كافة هذه الشعوب المشار إليها وهذا هو عين المنشود من أميريكا أن تنتبه إليه جيدا وأن تحرص على جعله واقعا ملموسا تحسه هذه الشعوب بما يلزمها إحتراما - تقديره حق قدره – وتكون إثر ذلك إستحقاق أميريكا للقب الدولة المثالية وعظمى بإحترمها للآخر وتعطيل مفاهيم عفا عليها الدهر من : (القوة تنشئ الحق وتحميه ) وإن بدا ذلك وجيها لبعض الأقليات وتشئ وجاهة إعماله بالنسبة لهذه الأقليات لضرورات إقتضتها ظروف مواجهة نظم بلادها الأكثر قمع وظلم وشمولية وطغيان بما فيه من إفتئات على حقوقها وسلبها .



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved