ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
كتبنا قبل شهر من هذا التاريخ عن الجولة الأخيرة , ووضحنا أن هذه الجولة لم تكن الأخيرة بأي حال, مع العلم أن الحكومة لا تريد ذلك , ولا حتى المفوضين للتفاوض من الحركتين ليسوا في جاهزيه التي تمكنهم من إنهاء الجولة في الوقت الذي خصص لها , في فاتحة الجولة الحالية رفضت الحكومة ورقة الحركتين التي شملت على مقدمة لقسيم السلطة وحدود دارفور عند ميلاد الدولة السودانية المستقلة في أول يناير من عام 1956م حسب مصادر الثوار في( أبوجا ) رد الحكومة كانت غريبة ومضحكة : رد مجذوب الخليفة على الفقرة المتعلقة بحدود دارفور الكبرى أنها أي المطالبة بحدود 56- سوف تسقط رؤوس كثيرة وتسفك دماء غزيرة , لماذا ؟ لست أدري !, ذهبت حلايب دون أن تسقط الرؤوس , وجبال بني شنقول وأجراء كثيرة من جسم الوطن المترامي منذ الاستقلال دون سقوط الرؤوس , لماذا تسقط الرؤوس في حالة دارفور! , التي لا تخرج من خريطة السودان الموحد , وهي عبارة عن حدود داخلية للإدارة الإقليمية أو المحلية المتعلقة بالحواكير , وفد الحكومة تطلق مثل هذه التصريحات الإثارة المزيد من نقاط الخلاف يطيل بها عمر المفاوضات , ولم لا الحكومة في القصر وخصومها في الصحراء والجبال أو في معسكرات اللاجئين , ويعتبر الوقت هو الكرت الوحيد في يد الحكومة فلذا تستخدمه بعناية فائقة وبخطة مدروسة حتى تصل المفاوضات السلام إلى نهاية الفترة الانتقالية حيث يختلط أوراق الساسة مع الانتخابات, وبوكير الاستفتاء على تقرير المصير الجنوب 0 يخطئ من يعتقد أن الحوار هو الخيار الوحيد للوصول إلى التسوية مع حكومة المؤتمر الوطني , قد يكون الأمثل ولكن ليس الوحيد , إذا رجعنا إلى تاريخ الحكومة نجد أنها رفضت الحوار إلا مع من يحمل السلاح بقدر ما تلح الحكومة على الحوار وعدم اللجوء إلى القوة لتحقيق المطالب تستعد وتدرب الجيوش والمليشيات لدحر المعارضة المسلحة وضرب مصادرها, وتعتقد أن القوة وحدها التي تجعلها تسيطر على السلطة والثروة 0 كانت ومازالت القوة واٍستغلال الدين هما الوسيلتان الأسهل والأسرع للوصول إلى السلطة والسيادة في السودان 0 جاء الميرغني الأول من بلاد الترك إلي السودان في عام 1817م, وجد الصوفية متفشية في السودان طرق وجماعات وطبقات , فقام بختم الصوفية على غرار ختم النبوة وعرف طريقته بالختمية (ختامية ) وصار ضريحه مزار وأسمه آية وأحفاده ساسة وسادة حتى اليوم رغم الحكمة الصوفية القائلة : ( تراني لا أحب السياسة , ولا أصاحب مدى الزمان الساسة ) 0 وبعدها بنصف قرن , جاء محمد أحمد بن عبد الله الفحل ( الكنزي ) من الكنوز من جزيرة ( لبب) في دنقلا, وادعى المهدية ( والمهدي في فقه الشيعة , رجل يظهر في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاَ بعد أن امتلأت جوراَ) والله أعلم 0 والتف الناس حوله , والسواد الأعظم من غرب للسودان وثاروا ضد الحكم التركي المصري فصار زعيماَ للسودان , والأحفاد من بعده سادة وساسة حتى اليوم0 في مايو1969م اعتلى جعفر نميري ظهر دبابة ودخل القصر نصب نفسه رئيساَ للبلاد ومن ثم إماما للمسلمين وصاحب( النهج الإسلامي لماذا ؟ ) وفي يونيو 1989م كرر عمر البشير نفس المسرحية ولكن( بدبلجة ) إسلامية من إخراج حسن الترابي , الذي قدمه عمر البشير فيما بعد قرباناَ أو (ضحية ) في فزوره إقصاء الغرابة من السلطة وصار راهب السجون , أما تلميذه مازال رئيساَ للبلد الذي أنهكه الفقر ومزقته الحروب وأضناه المرض , وحطم الأرقام القياسية عربياَ في الفقر والمرض والفساد ومازال يترنح بين موازين القوى ومراكز القرار , لا يستطيع القصر المتهالك إنقاذه ولو تفاوض على عرشه ما لم تصفوا النفوس وتطمئن القلوب ويعم العدل بين الناس , وينتبه المخلصين من ابناء البلد إلى العواقب الوخيمة التي يمكن إن تلحق بالبلد إذا لم تؤخذ نواصي الحكمة بالجد ويعض عليها بالنواجذ , من الذي يجري في ساحة السياسية بشأن السودان وستقبله 0ما كان السودان أن يصل إلى ما وصل إليه لولا العبث بمكتسباته وقدراته , ورهان مصالح الانتهازيين بمستقبله , ونهب الطامعين من ثرواته , ومغامرة الفاشلين بعلاقاته ومصالحه عبر سنين وحقب, ما جعل الرصيد التراكمي السياسي والاقتصادي والاجتماعي غير قادر على حمل الأمة إلى مصاف الأمم الناهضة المشرئبة 0انظروا , إرادتنا ومستقبلنا مرهون بالخارج 0 اسمحوا لي اقتبس شيئاَ من روائع شاعرنا محمد الفيتوري : السودان لا يملكه من يحكمه أغنى أهله سادته الفقراء الغافل من لم يأخذ رأيهم على كبرياء تاج السلطان الغاشم يتأرجح في مهب الريح وتاج الصوفي المتقشف يضيء على سجادة القش لا تعجب يا طفل الملاجئ الأعظم من قدر الإنسان هو الإنسان حكيم القرية مشنوق والقردة تلهو في السوق قاضي محاكم (مجازر دارفور) مشدود في معقده المسروق يقضي ما بين الناس ويجر عباءته فخراَ بالعدالة الحاكم القصر يغزل شاربه لمغني الساحة يجول ويصول كبراَ في الجبانه لن تعرفنا يا000 ما لم نجذبك فتعرفنا فكن الأدنى , تكن الأعلى فينا 0