من الواضح أن هنالك الكثير من الإنعكاسات السلبية التى إنعكست على واقع
الأوضاع السياسية والإقتصادية من جراء الفتنة التى أصابت الحركة الإسلامية فى
السودان متمثلة فى إنقسامات داخلية وحرب سياسية دافئة و أحياناً ساخنة بين
أخوة العقيدة فى الحركة. فى رأى لقد خسر السودان كثيراً وسيخسر أكثر من ذلك فى
المستقبل إذا إستمر الحال دون إلتئام شمل الحركة الإسلامية. تما سك الجبهة
الإسلامية كان يمثل أهم دافع لقوة ووحدة السودان الشمالى ، حيث كانت الحركة
الإسلامية بمثابة الوعاء الجامع بين أبناء الشمال والغرب والشرق فى السودان ،
كما كانت أيضاً رافداً أساسياً فى تقوية النزعة الوطنية بعيداً عن النزعات
الجهوية والعرقية التى إستشرت فى السودان بعد الضعف الذى أصاب الحركة فى الأونة
الأخيرة. كان الولاء للحركة الإسلامية وبرامجها فوق أى إنتماء عرقى وفى كثير
من الأحيان تقدم مصلحة الحركة على المصلحة الشخصية، الأمر الذى دفع الكثيرين
منا فى التخلى عن وظائف مرموقة ومجزية فى دول غربية وشرقية فى سبيل المساهمة فى
بناء الوطن حينما كان الوضع الإقتصادى فى السودان أسوأ بكثير من الوضع الحالى.
لكن بعد الفتنة الكيبرة التى أصابت الحركة تغير الأمر كثيراً ، حيث برزت العديد
من المهددات لحاضر و مستقبل السودان ، نورد منها ما يلى:
1- ضعف النزعة الوطنية وبروز إنتماءات عرقية وجهوية على مستوى القمة والقاعدة
تحدد وجود السودان كدولة.
2- إنحسار الإسلا م فى شعار سياسى فقط وليس كمنهج تربوى للفرد والمجتمع.
3- إنتشار الفساد السياسى والإقتصادى والإجتماعى على مستوى الراعى والرعية.
4- إزدياد إشتعال الحرب فى دارفور وفى شرق السودان وربما فى أماكن أخرى فى
السودان الشمالى فى المستقبل.
5- تشكك الكثيرين حول مصداقية تنفيذ المشروع الإسلامى بل حتى فى صلاحيته كمشروع
يهتدى به فى إدارة الدولة.
6- إزدياد المطامع الخارجية لتقسيم السودان الشمالى بعد أن أصبح فصل الجنوب
شبه مؤكد.
7- ضعف الروح الجهادية للتضحية من أجل الوطن.