ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
ماذا سيحدث إذا صوت الجنوبيين لصالح الوحدة مع الشماليين؟ بقلم ذيو بول شبيت
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 6/12/2005 3:10 م
بقلم/ ذيو بول شبيت.
أصبح التنبوء بما (سيحدث) إذا قرر الجنوبيين مصيرهم بالإنفصال عن الشماليين في 9 يناير 2011م نموذجاً للبحث للكثيرِ من السودانيين بصفة عامةً، و عدد كبير من (الباحثين) الشماليين على وجه الخصوص منذ أن تم توقيع إتفاقية السلام الشامل، والتي أخذت فيها البند الخاص بحق تقرير مصير الجنوب – بواسطة الجنوبيين – حيزاً كبيراً سواءً كان خلال المفاوضات، أو بعد توقيع الإتفاقية. و كعادة السودانيين عموماً، فالتنبوء و الرهان على ما (سيحدث) جزء أساسي من فلسفة الحياة السودانية، خاصةً إذا كان الأمر مرتبط بالسياسة أو الرياضة. كلنا يذكر الرهان الذي تلى إنقلاب الجبهة الإسلامية في عام 1989، و الذي قال فيه معظم (المتنبئن) السياسيين أن هذه الحكومة إذا ثبتت أن لها علاقة بالأخوان المسلمين، فإنها ستسقط في أقل من شهرين أو ثلاثة بالأكثر! و عندما (تعنتر) يوسف عبدالفتاح في الخرطوم و زار إستاد الخرطوم (الدولي) راهن أحد أصدقائي بأن حلم المدينة الرياضية العملاقة ستصبح واقعاً معاشاً ووعدني بدفع قيمة تذكرتي في المباراة التاريخية التي ستجمع بين الهلال و المريخ على شرف إفتتاح المدينة الرياضية في عام 1996م (كنا نتحدث في سنة 1991)!!! و أتذكر أيضاً إنني كنت أقف 15 أو 30 دقيقة في ميدان الأمم المتحدة عندما كان الميدان تعرف بالمحطة الوسطى لأسمع شيئاً عن تأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس الأمم الإفريقية (المرتقبة)، و فوز الهلال بكأس الأندية الإفريقية الأبطال (الجاي) بعد التوقيع مع المدرب البرازيلي!!! و لكن عمر البشير الأن ترقى في السلم العسكري السوداني إلى أن وصل آخر رتبة في الجيش - المشير، و أصبح برأسه شعيرات يمكن أن تحصى من طول الزمن الذي قضاه في القصر الجمهوري! و ما زلت أغير قناة تلفزيون أمدرمان الفضائية (من الفضيحة) عندما يداحمني أحد أصدقائي من دول أفقر من السودان مثل يوغندا و رواندا و تشاد و يجدني أشاهد برنامج عالم الرياضة!!! أما الفريق القومي السوداني، فأصبح في متناول يد الأحباش و اليوغنديين و أصبح مهزوماً في عقر دارنا ووسط جمهورنا من قبل ساحل العاج!!! و لطالما أن معظم (المتنبئين) تناولوا في كتاباتهم عن ما (سيحدث) للجنوب و الجنوبيين من (مصائب) – لأ قدر الله – إذا صوتوا للإنفصال عن الشمال، و تجاهلوا ما (سيحدث) لهم – أي للجنوبيين – إذا صوتوا و إختاروا الوحدة مع الشمال، فدعني عزيزي القارئ أصور لك ما سيؤول إليه الأوضاع إذا قال الجنوبيين نعم للوحدة مع الشمال في نهاية الفترة الإنتقالية. هوية الدولة السودانية: السودان دولة تسكنها أغلبية مسلمة، و إستناداً على (الأصول الإسلامية السودانية)، فكل المسلمين يعتبرون عرباً و شماليين، و بالتالي السودان دولة عربية إسلامية تربطها علاقات (رحم) مع كل الدول العربية و الإسلامية، و (بعض) علاقات الجيرة و الصداقة مع الدول الإفريقية! و بما تتميز بها السودان من تنوع قبلي، فعضوية السودان في جامعة الدول العربية ستضيف للجامعة و القومية العربية قبائلاً عربية جديدة مثل النيمانق و الشلك و البجة و الوطاويط!!! و بما أن التوسع العربي الإسلامي واحداً من أهداف الجامعة العربية الإستراتيجية، فسيمكن الإستفادة من الخبرات السودانية في الحروب الجهادية لتحقيق ذلك الهدف. و سيستفيد الجنوبيين و النوبة و الأنقسنا من دعم المنظمات و الدول الإسلامية في فتح الجوامع و الخلاوي و معسكرات التدريب الجهادي و من ثم إعلان الجهاد على حكومة يوغندا و إثيوبيا، و بذلك يضمنون دخول جنات الخلد أسوةً بأخوانهم الشايقية و الدناقلة. السلطة: بما أن الجنوبيين سيشاركون في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للكيان العربي الإسلامي، فسيكون من نصيبهم في السلطة المشاركة بمنصب نائب الرئيس الأول مع الإحتفاظ للشايقية بمنصب النائب الثاني - ذات صلاحيات النائب الأول - لضمان عدم إنفراد النائب الجنوبي برئاسة الجمهورية العربية الإسلامية في حال سفر أو ذهاب الرئيس للمشاركة في جنازة عمه في الجزيرة، و سيكون من مهام النائب الأول الجنوبي إستقبال السفراء و الضيوف الأمريكان و الأفارقة لإجادته للغة الإنجليزية!!! و حتى تُجّرب مدى وفاء الجنوبيين في الإنتماء للعروبة و الإسلام، فسيعين جنوبي في منصب وزير الخارجية حتى يتسنى لهم التعرف على العرب و المسلمين من خلال إجتماعات جامعة الدول العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي. و سيعين أحد الجنوبيين وزيراً لمجلس الوزراء لشئون البروتكول لما يتميزون بها من تفوق في مجال البروتكول و شئون الخدم أو الخدمة الرئاسية. و لأ يحق لأي جنوبي أن يكون وزيراً للدفاع أو المالية أو البترول أو الشئون القانونية ذلك لحداثتهم و عدم خبرتهم بإدارة شئون الدولة الإسلامية العربية في هذه المجالات المتطورة. الثروة: سيكون الصرف على مشاريع التنمية الإقتصادية و الإجتماعية في الأقاليم الجنوبية على 50% من عائدات النفط و المعادن المستخرجة في الجنوب (ما عدا أبيي و هجليج اللتان تتبعان للشمال)، ونصف الضرائب التجارية التي ستُحّصل في الجنوب. على أن تستخدم باقي الـ 50% من عائدات النفط و المعادن المستخرجة من باطن أراضي الجنوب + نصف الضرائب المحصلة في الجنوب + كل عائدات النفط والمعادن المستخرجة في الشمال + الضرائب المُحّصلة من موانئ الشمال – في تنمية و عمران مناطق وولايات الشمال بالإضافة لتكاليف طبع نسخ من القرآن الكريم، و الذي تعهد الحكومة على توزيعها على كل مواطنٍ في الولايات الجنوبية مجاناً. الأمن و السلام: سيتولى المجاهدين و قوات الدفاع الشعبي و الشرطة الشعبية و الأمن الشعبي كل الأمور المرتبطة بالأمن و السلام في السودان ذلك لما أفردوه من تفوق في هذا المجال. و قد أكد الدفاع الشعبي و كتائب المجاهدين نجاحاً و دينماكية في نشر السلام و المشاركة في نشر الدين الحنيف في كل ربوع السودان من خلال بناء المساجد و الخلاوي و إقامة الليالي الجهادية. و تفوقت بالتالي على ما يسمى بالقوات المسلحة التي أثبتت فشلها منذ الإستقلال. و بما أن المنافسة على خيرات الإسلام و العروبة ستكون شديدة بين قبائل الجنوب، فأن الدفاع الشعبي و كتائب المجاهدين سبعملون بكل جد لتسليح قبائل الفرتييت لتحارب ضد هيمنة الدينكا في بحر الغزال، و ستعمل الحكومة لفتح مراكز تدريب خاصة بقبائل المنداري و اللاتوكا و المورلي حتى تتمكن هذه القبائل من محاربة هيمنة الدينكا و النوير و الزاندي. و ستعمل الحكومة على تقوية مجموعة دينكا بور لتتنافس مع دينكا بحر الغزال على (الأمارة) على كتائب المجاهدين و الدفاع الشعبي ....إلخ. التعليم: ستعمل الحكومة على فتح جامعة الرنك الإسلامية و معهد أويل للدراسات الإسلامية و معهد يامبيو للعلوم الإسلامية و العربية و ذلك لضمان إستيعاب أكبر عدد من الطلبة الجنوبيين في الجامعات و المعاهد العليا لمواكبة الثورة التعليمية التي إنتظمت البلاد منذ مجيئ ثورة جبهة الإنقاذ الوطني. كما ستعمل الحكومة على زيادة بناء المساجد و الخلاوي لضمان التعليم الأساسي و مواكبتها للتوجه الحضاري الوطني. و ستستمر وزارتي التربية و التعليم و وزارة التعليم العالي في تعريب و أسلمة المناهج الدراسية و تغييرها لتتناصب مع توصيات مؤتمر الإستراتيجية الشاملة و المشروع الحضاري الوطني. العدالة و المساواة: بما أن الدين الإسلامي تتميز بالعدالة و المساواة عن باقي الأديان، و أن العرب هم خير أمة و أشرف قومية أُخرجت للناس جميعاً، فسيعامل كل مواطن جنوبي يعتنق الإسلام و يغير جنسه ليصبح عربياً أو يأخذ لنفسه أسماً عربياً بعدالة و مساواة مع أخوانه البقارة و المسيرية، و يكون له نفس الحقوق مع الفلاتة و الزغاوة و الفور، و بالتالي يأتي في المرتبة الوطنية الثانية بعد الجعلي و الشايقي و الدنقلاوي. هذا جزء من ما سيحدث إذا قرر الجنوبيين الوحدة مع الشمال بعد الفترة الإنتقالية. وإذا حدث أي تغيير في (التنبؤات)، فيحتمل أن يحدث ذلك على مستوى الأحزاب التي ستقود العمل السياسي في الجنوب بعد الوحدة (المرتقبة)؛ و حينها تصبح الحركة الشعبية الحزب الشعبي الإسلامي – بعد أن يتحول إلى حزب سياسي، و تصبح جبهة الجنوب الجبهة الجنوبية للإنقاذ العربي و يتطلب إجتماع الحركة الشعبية العام مؤذناً و مولانا ليفتحها بآيات من القرآن!!! فليصوت الجنوبيين للوحدة مع الشمال حتى يتساووا مع أخوانهم الفور و الزغاوة و البقارة في الحقوق و ليس الواجبات، ويسهموا بنصف عائدات البترول و الضرائب التجارية في الصندوق القومي للدعوة الإسلامية و حزب البعث العربي عسى أن يفتح لهم أبواب جنة الفردوس!!!! و عاشت الوحدة السودانية و المشروع الحضاري!!!!