تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أسرار القيادة الفاشلة من سلة حركة تحرير السودان (2) الحلقة الثانية بقلم أبو بكر اسحق هارون

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/12/2005 2:21 ص

الحلقة الثانية

أبو بكر اسحق هارون[email protected]

الإعلام سلاح ذو حدين في عصر العولمة والشبكة العنكبوتية ، من محاسنها / مساوئها (حسب الحالة ) أن تجعل لك من الذرة جبلا شامخا والسراب ماءً والمستحيل حقيقة ولو إلى حين ، وذلك من خلال المبالغة والتضخيم أو العكس . فمثلا عندما يسرد المرء التواريخ الشبيهة لميلاد الحدث الوهمى مع ذكر أسماء الأمكنة والأشخاص ذات الصلة بالحدث فيصور الإعلام الكاذب مثل هذا الخبر وكأنه صحيحا فيخال إليك رؤية معالم الأحداث المكتوبة إذا ذهبت إلى موقع الحدث فيضلل بذلك البسطاء والباحثين عن الحقيقة الغير متعمقين فيخطئون في تقييم المواضيع واتخاذ قرارات ومواقف في شأنها ثم يصطدمون بواقع آخر مجافى ومغاير عن الذي قرأوه أو شاهدوه في وسائل الإعلام فيصيبهم الإحباط والندم والحسرة ويتعلمون بذلك الدرس الأول من دروس النفاق والبلطجة السياسية والتي غالبا ما يلعب أدوار مسرحياتها إعلام الأنظمة الطاغية والمغردين خارج سرب الثورات أمثال قيادتنا الفاشلة في حركة تحرير السودان في الفترة الماضية ، فنظام الخرطوم الدكتاتوري قال غير مرة بلسان المنتفعين المنتشرين في العاصمة والولايات ومناديبه بدار فور ، إن ما يحدث في دار فور ما هو إلا نهب مسلح وقطع للطرق من خارجين عن القانون ، ثم مشكلة قبلية طاحنة ، ثم نزاع تاريخي بين المزارعين والرعاة ، ثم تدخل أجنبي ، ثم قالوا إن التمرد قد انتهى ولا بد من عقد " مؤتمر جامع " إلى أن انتهت المسرحية بتكريم عثمان يوسف كبر بمنحه جائزة الأكذوبة الإعلامية الكبرى وعودة جميع المهرجين إلى الاعتراف بالمشكلة والجلوس في طاولة المفاوضات مجبرين بابشى الأولي ثم توالت جلسات المفاوضات حتى الجولة السابعة في ابوجا النيجيرية وذلك بفضل صمود جيش تحرير السودان وعزيمة المظلومين الذين ساهموا بمالهم وفكرهم وقلمهم من جميع أنحاء العالم . وفى المقابل لنا في حركة/جيش تحرير السودان المثل الأعلى ودروس مستقاة من القيادة الفاشلة في التضليل والتنصل من الوعود والعهود والمواثيق ، ابتداء من وثيقة اسمرا وأكاذيب ابوجا وهروب ليبيا وانتهاء بمسرحية اللجنة الخماسية " والجودية العليا " التي انكشفت ستارها لاحقا في اللقاء المباشر بين القائد الفاشل(عبد الواحد) والمناضل / إبراهيم احمد إبراهيم رئيس مؤتمر "حسكنيتة " في إذاعة البى بي سى ، حيث ادعت اللجنة الخماسية بأنها محايدة ومستقلة ، تريد توصيل رؤيتها للمؤتمرين والأطراف المتنصلة من المسئولية ، ومنحت على ذلك بطاقات المؤتمر للحضور والمشاركة والتقييم للتأكد من جدية المؤتمرين نحو المؤسسية من خلال الإعداد الدقيق وشمولية الدعوة للفعاليات ونزاهة العملية الانتخابية وحرية الترشيح والفرص القانونية للطعون والاعتراض والحضور الدولي والإقليمي الكثيف وحضورالاعلام العالمي والمحلى ، ثم انكشف بعد ذلك ستار الحيلة من قبل اللجنة الخماسية عندما صرح عبد الواحد محمد نور في اللقاء المباشر في البى بى سى وأمام المؤتمرين الذين كانوا يتابعون اللقاء حياً على الهواء ، بأنه أوفد اللجنة الخماسية لتوصيل رسالة للمؤتمرين ، وكان التصريح يعتبر من العبر والدلالات الواضحة لسوء النية والمقصد وكان الغرض من كل ذلك التشويش ثم إفشال المؤتمر . وقد يتساءل القارئ من خلال هذه السلسلة الحزينة من عثرات القيادة الفاشلة أسئلة عديدة أولها ما الهدف من وراء تهرب القيادة الفاشلة من المؤسسية وتنظيم الحركة ؟ الهدف من تهرب الرئيس السابق عبد الواحد ونائبه خميس عبد الله لانهما المستفيدان من عشوائية تنظيم الحركة لانهما قد تيقنا تماما أن ما اقترفوه من ذنب الضياع والحاق أضرار بالحركة وارواح الشهداء والممتلكات بسبب أخطائهم السياسية والإدارية ، لا تمنحهم ثقة القاعدة العريضة من أهل القضية مرة أخري ، والفوائد التي جنوها من الفترة البائدة التي سبقت المؤسسية لا تتوفر ما بعد المؤسسية ، لان في المؤسسية تكمن المحاسبة وتدقيق الحسابات وتوحيد قنوات الإيراد والصرف والنظام والانضباط والفصل والمعاقبة حسب اللوائح ، وخطط وسياسات ومسئوليات ومهام وغيرها من أسس التنظيم الملزمة ، وبذلك يظهر للقارئ سبب تهرب هذه القيادة الفاشلة من المؤسسية وبالتالي من المسئولية ، ومن خلال بياناتهم الواهية التي تكرر مادتها الإعلامية والتي يلاحظها القاصى والدانى مع تغيير شئ من الكلمات ومخارج الحروف وأماكن إصدار البيانات مثل الخرطوم أو انجمينا ، والمادة الإعلامية واحدة في الحالتين ، أو الإعلان عن هجمات وهمية في الحصن الطبيعي (جبل مرة ) حيث يقبع قدورة وبضع عشرات من اتباعه الذين تركهم عبد الواحد هناك منذ أن ترك أيام الشقاء في الكهوف وانتقل إلى فنادق الخمسة نجوم في نيروبي واسمرا ، أو بيانات نكاية على الثوار الحقيقين بالمتاجرة باسم المختلس / سليمان مرجان ، أو ينسبون الانشقاق إلى دعاة الوحدة والتنظيم وهم يبحثون عن أي فرصة وبل يطالبون بلا أدني استحياء عن فرض أمر واقع بانشقاق الحركة إلى جناحين حتى يقود هو جناح ليمارس به عادته من المتاجرة والتكسب وجمع الأموال باسم النازحين واللاجئين لحسابه الخاص وحتى يرتاح من "وجع دماغ " الذين يطالبونه بالمؤسسية والمحاسبة وخاصة وانه في هذه الحالة لا يملك أحدا من المقاتلين في الميدان حتى يزعجه من وقت وآخر . هذه القيادات الفاشلة قد ارتكبت من جرائم التصفية للقيادات الميدانية والإدارات الأهلية حتى اصبح قدومهم إلى الميدان شئ من المخاطرة والمغامرة ، ووصلت درجة محاباتهم للبعض وتميزهم للمقاتلين إلى درجة إقامة المؤتمرات القبلية السرية والمجالس التشريعية الثورية القبلية ويدافعون بضراوة عن مختلس أموال الثورة ويرفضون التحقيق القانوني والمحاسبة وذلك ليس حبا لهذا المختلس ولكن للمتاجرة الرخيصة بحدث الاعتقال للنيل من أنصار المؤسسية والمحاسبة ، حتى أصبحت شخصية سليمان مرجان في الإنترنت وكأنه الأول الذي يتم التحقيق معه في حركة تحرير السودان ، مما اوهم ذلك بعض منظمات حقوق الإنسان لإصدار تصريحات مناشدة لاطلاق سراحه وكأنه سجين في غواتناما ، ثم انكشف ستار الحقيقة باعترافه بالاختلاس والتزامه بالسداد من خلال ضمانات تقدمت بها بعض ذويه و رجالات الإدارة الأهلية الاجلاء في منطقته وبذلك تم إطلاق سراحه من قبل اللجنة القانونية بالحركة بعد تجريده من صفات الثورة والنضال . ومن صفات القيادة الفاشلة أيضا تضخيم حجمها واعمالها إعلاميا فيخلق من الأفراد جماعة ومن الفصيلة العسكرية قطاعات وألوية وتقود بذلك معارك وهمية بمناطق ليس لها وجود كطور – خزان تنجور – العراديب العشرة .... الخ ،وتدمير لاندكروزرات وقتل وجرح واسر أعداد كبيرة من لا شئ ، فقط للدعاية والتضخيم ، مستخدمة ألفاظ عسكرية متعارف عليها مثل " قامت قواتكم ، التصدى ، كبدهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ..... الخ " متلبسة كل ذلك بلباس حركة تحرير السودان ليقتلوا من خلالها أجساما كرتونية وينتصرون ويطاردون فلول الأحلام الهاربة ويهدرون بذلك عمداً طاقات كتابهم بالرياض السعودية ولندن وانجمينا التشادية وغرف اسمرا المغلقة ويحلمون بهذه الفقاعات الكاذبة بقيام فتن في الميدان والذي لا يوجد إلا جيش واحد ، والذي يخضع كل قطاعاتها بأمر القيادة المركزية تحت إمرة الثائر الجنرال / جمعة محمد حقار، عدا الستون فردا الذين يأتمرون بأمر "قدورة" في أعلى جبل مرة والذين مهمتهم ليس قتال العدو كرصفائهم في حركة تحرير السودان ، ولكنهم مزودون فقط بعيون " زرقاء اليمامة " حتى و إن شاهدوا عسكريا حكوميا أو جنجويدا تحت الجبل هرعوا لإخطار " قدورة " حتى يصعد إلى كهوف أعلى من ذي قبل لطلب الحماية الشخصية . ونحن نتساءل ونقول إلى متى الصعود إلى أعلى لان قمة جبل مرة مهما علا فهنالك منتهاها ؟!

هكذا سادتي يكون المتلقي لأخبار حركة التحرير في هذه الأيام ضحية الأكذوبة المزدوجة ، من عثمان يوسف كبر ورفاقه في النفاق من جهة وثلاثية عبد الواحد / خميس / قدورة من جهة أخرى ، وقالوا قديما : إذا ولى أمر قوم لغير أهله فانتظروا الساعة ، ولكسر هذه المقولة كان انعقاد مؤتمر حسكنيتة لحركة تحرير السودان .
حتى جديد اللقاء في الحلقة القادمة



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved