تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

رجال من دارفور ... الراية الزرقاء (3) بقلم آدم محمد إسماعيل الهلباوى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
6/12/2005 2:19 ص

منبر دارفور للحوار والتعايش السلمي

رجال من دارفور ... الراية الزرقاء (3)

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأؤلئك كان سعيهم مشكورا ) صدق الله العظيم .

ما أعظم أن يستشهد الإنسان من أجل دينه ووطنه وشعبه وعزته وكرامته هي أصلا سوداء ، حيث درج السودانيون في غالبيتهم تسمية الأسود بالأزرق فكلاهما قاتم نشوان ، ومن هنا جاءت تسميتها بالزرقاء ، فقد كانت ضمن رايات أخر بمثابة ألوية الجيش الوطني القومي للإمام المهدى ، حيث كانت الأقرب إلى نفسه كيف لا وهىعلى قيادتها الضرغام عبدالله ول تورشين أحد أصدقائه وأصفيائه المقربين المؤتمنين ، كما تضم تحت لوائها الأشاوس الصناديد من أبناء قبائل دارفور الفتية الموحدين المؤمنين الصادقين أمثال رقاع جنب القد ، عبدالرحمن معاكس ، جمعة لولاو ، هجام مرفعين الضلام ، الدابى الحرقه سمه ، أبو كباس دود الكتر كاكوم صقير بوش ، باحشين وداعة الله والقربة أم صوف وكثيرين غيرهم من الشجعان ، الذين قدموا لنصرة الوطن سيرا على الأقدام حيث كان الرجل يحمل على كتفه قربة الماء ومن خلفه المرأة تحمل الزاد مهللين مكبرين ، إما النصرة أو الشهادة من أجل هذا الوطن العظيم المعطاء ، لا يسألون عن من هو الإمام أهو من دنقلا أم نيالا ولا حتى عن قائد الراية الزرقاء أهو تعايشي أم فوراوى بينما كان البعض يغط في نوم عميق ، حيث تسامت وتساوت الكتوف والهدف معروف ، شغلهم الشاغل ورغبتهم الأكيدة هي ملاقاة هذا المغتصب المعتدى الوافد ( النجس الباغي أبو عيونا خضر ) منطلقين مؤمنين من أنه الدار دارنا والبلد هنتنا ونحن رجالها ، فلا أظن وطني بهيك إخلاص يكون على درجة من الغباء بحيث يقطع آلاف الأميال سيرا على الأقدام عابرا كل تلك الفيافي عبثا ليموت في شمال أم درمان كما يظن بعضا من السوقة شذاذ الآفاق المفتنين الحاقدين ، أما الآن فقد حسم هذا الوطني المخلص أمره ليواجه قدره بعد تفكير عميق وتدبير متمسكا برسالة دارفور ( أعطني مجالا أعطيك إبداعا ) .

فقد كانت بحق وحقيقة راية عالية هامتها سامية لا يشق لها غبار النصر حليفها دائما ، حيث كانت لها صولات وجولات خالدات ، فقد كانت أشبه بكتيبة المهمات الصعبة كانت صمام الأمان لجيش المهدى الجرار ، أشبه ما تكون بوحدة الغربية في القوات المسلحة السودانية حيث دوخت الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس وقتها ردحا من الزمن تجرع فيها الجيش المنظم الإنجليزي مر الهزائم ، فقتل من قتل فهلك هكس في شيكان وفتحت الأبيض وأسلم سلاطين باشا وقتل الحاكم غوردن ثم سقطت الخرطوم ، وقامت أم درمان عاصمة السودان الوطنية الأولى ، فيموت الشيخ الجليل والقائد الكبير الإمام محمد احمد المهدى ليخلف من بعده الفارس المغوار الشيخ الوقور عبدالله ول تورشين التعايشي مؤسس نهضة السودان الحديث فيحكم 13عاما محافظا لحدوده القومية موحدا لجبهته الداخلية مساهما في نهضته التنموية ، لتؤول قيادتها إلى شيخ الدين ابن الخليفة عبدالله التعايشي الذي كان لا يقل كفاءة وجودة في القيادة والريادة عن أبيه ، كانت تحت إمرته أعظم القيادات على الإطلاق حمدان أبوعنجة محمود ود احمد ، على بن دينار ، الرحيمة جودات ، قيدوم ولد الساير ، داؤود الوالي والأصم .. المكنة فوقه بتكاكى والمدفع تحته بخرلا بخاف ولا بتر من أبو عيون خضر .. وبدورنا نتساءل حيث تنكر الكثيرون لهذا التاريخ الناصع المشرف في سيرة هذا الوطن فأنكرونا وأنكروا وجودنا لنسأل الوطن سيد نفسك مين أسيادك مالكم كيف تحكمون ؟

وحيث أنه بقدر ما قدم أؤلئك الأشاوس من شهداء ودماء طاهرة من أجل وحدته وعزته وكرامته هناك رجال أشد ضرواة يقدمون الشهيد تلو الشهيد في سبيل تقسيمه وتجزئته ، دماؤهم لن تروح هدرا فجدودنا زمان وصونا على الوطن ومن يريد أن يلهو فليجد له مسرحا آخر .

ثم ماذا بعد من هذه اللمحة التاريخية القصيرة ؟.. الكثير .. المثير .. الخطير .. والى أن نلقاكم عبر نافذتكم العامرة الوضاءة هذه سودانايل نترككم في رعاية الله وحفظه .

آدم محمد إسماعيل الهلباوى



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved