ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
العقوبات الإقتصادية الأمريكية؛ لماذا السودان على وجه التحديد؟ بقلم ذيو بول شبيت.
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 5/12/2005 7:42 م
بقلم/ ذيو بول شبيت.
كما هو متوقع، ستحدث ضجة إعلامية (سودانية) كبيرة في الأيام القليلة القادمة مردها أن مجلس النواب الأمريكي قد بدأ في مناقشة مشروع قانون جديد ستُمهّد إلى فرض عقوبات إقتصادية أمريكية جديدة و معدلة – و ربما (أممية) – متمثلة في مجلس أمنها الدولي! و ستكتب صحف الخرطوم عن وقوف إسرائيل و اللوبي اليهودي في الكونغرس و مجلس النواب الأمريكي وراء هذا القرار!!! و سنشاهد في فقرات تلفزيون السودان الفضائية - مثل برنامج في الواجهة الإنقاذية و في ساحات الفداء الجهادية - برامج كثيرة و متنوعة للتعبئة العامة ضد الأمريكان (و من يقفون وراءهم من اليهود و الكفار)!!! و ربما سنشاهد (الأمير المشير) البشير و هو يسير إلى الساحة الخضراء (بعد أن إمتنع و تفادى الظهور فيها خوفاً من المقارنة بين الجماهير التي ستأتي لمقابلته و تلك التي إستقبلت الشهيد الدكتور جون قرنق ديمبيور) على رأس مسيرة الجهاد و يعلنه داوية – سنصدر بترولنا من بشائر و بورتسودانا و نحرر الفور بجنجويدنا – على غرار نلبس من ما نصنع و نأكل من ما نزرع. كل تلك الضجة متوقعة و قد تعّود عليها الشعب السوداني و ظل حافظاً لفصول هذه المسرحية لمدةٍ طويلة! و لكن الشئ الغير متوقع (أبداً) هو أن يتحدث المشير الأمير عن الأسباب الحقيقية وراء سعي الحكومة الأمريكية (و شعبها) لفرض عقوبات إقتصادية و دبلوماسية تصل لحد مطالبة الحكومة الأمريكية الأمم المتحدة إسقاط عضوية السودان في المنظمة الدولية! و هذه أول مرة تصل فيها أميركا بمطالبة المنظمة الأممية بتجميد عضوية السودان فيها، فلماذا السودان بالذات و في هذا الوقت تحديداً؟ فلنبدأ بوجهة نظر حكومة الإنقاذ (المتوقعة). فمن الفصول المحفوظة لدينا في مسرحية (عداء الأمريكان) للسودان فصل عروبة السودان و توجهها الحضاري!!! بمعنى أن أمريكا تسعى إلى فرض عقوبات إقتصادية و دبلوماسية على السودان لأنها دولة عربية ذات توجه حضاري إسلامي!!! هاء هاء هاء هاءءء. أنظروا للعلاقة التي تربط أمريكا بالسعودية و رأي أمريكا في ملوكها الذين لم يفرطوا في إلحاق كلمة (العربية) بالمملكة الإسلامية!!! هل يمكن لأحد (من المتفرجين على المسرحية من الشعب السوداني) أن يتذكر مرةً واحدة هددت فيها أمريكا جمهورية مصر العربية بعقوبات إقتصادية أو حتى عقوبات إجتماعية أو تأريخية؟ ماذا بعروبة السودان – كما تساءل الأخ مصعب محمد الأمين من قبل على صفحات هذه الصحيفة؟ نتمنى من الأمير المشير الإجابة على ذلك في خطابه (المتوقع) في الساحة الخضراء الإسبوع القادم أو بعده! الفصل الثاني في المسرحية (المحفوظة) كالمتوقع ستتطرق لموضوع إستقلال السودان بقرارها بعد أن أنقذها الجبهة الإسلامية في اليوم الأخير من شهر يونيو عام تسعةٍ و ثمانين وتسعمائةٍ و ألف!!! بمعنى آخر، فأن أمريكا تكره السودان و تريد فرض عقوباتها الإقتصادية عليها لأنها – اي السودان – قد رفض الإنصياع لشروط أمريكا (و عملت فيهو إتحاد سوفيتي بتاع إفريقيا)، فألبست الشعب السوداني جلاليب من (دمورية) مصنع النسيج السوداني ببحري، و أكلت الشعب من (فتريتة) الجزيرة و تمر دنقلا العجوز!!! و لكن (الشعب المتفرج) مستغرب أيضاً من هذا الفصل في المسرحية و قد تساءل بعضهم (جهاراً نهاراً) في أن لماذا زج المخرج بالفتريتة و البلح (العجوة) في هذا الفصل بالذات؟ هل لدي أمريكا (نية مبيتة) في تصدير (الفتريتة الأمريكية) و ربما (العجوة الأمريكية) للسودان؟ و برفض حكومة الجبهة الإنقاذية إستيراد تلك السلع الأمريكية (ربما خوفاً من المنافسة التجارية بين أسعار تلك السلع مع الإنتاج المحلي) غضبت أمريكا و عملت من بعدها لفرض عقوباتها الإقتصادية؟ بعض مشاهدي المسرحية رفضت تلك الفكرة بحجة أن أمريكا لأ تنتج فتريتة و لأ بلح، و البعض الآخر (تحّفظ) و قالوا أن حكومة الجبهة الإسلامية (ممكن) أن تكون على حق ذلك لأن أمريكا تملك شركات متخصصة في إنتاج (الشامبين و الويسكي) و من الممكن جداً أن تنافس هذه الشركات (الشامبين الذي ينتج من بلح دنقلا). و قد ينتظر المشاهدين رأي أصحاب الشأن في الحكومة الإنقاذية و ربما المشير نفسه لتفسير هذا اللغز في هذا الفصل العجيب! ثم يأتي فصل تربص أعداء البلاد بمكتسبات الشعب من إنجاز و إعجاز الإنقاذ في شتى المجالات! فيستحدث المشير، الأمير والرئيس الخبير البشير في الخطبة المتوقعة عن غضب و (شماتة) أمريكا على الشعب السوداني و ثورته الإنقاذية لأن الثورة أنجزت ما وعدت من خدمات في كل مناحي الحياة! ففتحت في كل ولاية جامعة و جامع و أحدثت بذلك ثورة تعليمية لم تشهد مثيلها أي دولة في العالم أجمع! و أسست الدفاع الشعبي و الشرطة الشعبية و كتائب الدبابين و المجاهدين الذين رفعوا رآية الله أكبر في كل بقعة في السودان، و بصفة خاصة جنوب السودان – الذي يخطط إسرائيل لضمها – و بذلك فقد حافظت الإنقاذ على وحدة السودان و دافعت عن تراث الوطن الإسلامي! أما في المجال الإقتصادي، فقد حررت الإنقاذ إقتصاد السودان و خصخصت كل المؤسسات الإقتصادية الوطنية و باعتها لتجار وطنيين مثل عبدالرحيم حمدي و غازي العطباني وإمتلك أمثال صلاح دولار و آخرين أسهم شركة الخطوط الجوية السودانية، و فوق ذلك (إبتدعت) الإنقاذ عملة الدينار ليتناسب و توجه السودان الإسلامي!!! وملكت الحكومة (بعض) الوطنيين مستوصفات علاجية تعمل بالدينار و الدولار و الريال!!! و بنت الدولة الإنقاذية شبكة (شبه حديثة) للطرق و المواصلات و التي ربطت الخرطوم بكل مدن ولايات الشمالية و نهر النيل، و بدأت بناء طريق شريان الغرب – أقصد الإنقاذ الغربي – و الذي من المحتمل أن يتم بناءه في سنة 3000م مع بداية الألفية الثالثة ليربط مناطق الصمغ العربي في الغرب بمناطق التصدير في الشرق! و أكبر إنجازات الإنقاذ كان بلأ شك تصدير بترول السودان إلى الخارج، وقد تمكن الإنقاذ من تغيير أسماء بعض المناطق الغنية بالنفط مثل (بان ثو) إلى هجليج لتتناسب مع أسماء الشركات الماليزية و الصينية!!! كما أعادت رسم حدود الولايات الجنوبية لتضم أكبر جزء ممكن من مناطق الجنوب الغنية بالنفط و الذهب إلى ولايات الشمال!!! و سيقول المشير الرئيس أن كل ذلك لن يعجب الأمريكان و لذلك فهم يعملون لفرض عقوباتهم الإقتصادية (شماتة) لتطور السودان!!! و قد يعرج الرئيس قليلاً للحديث عن فصلاً آخر في المسرحية و هو الفصل الخاص عن أحداث دارفور. فالذي لم يعجب الأمريكان عن سياسة الحكومة في دارفور لأ يعدو كونه قضاء الحكومة على النهب المسلح في هذا الإقليم و تأسيس مليشيا الجنجويد بديلاً لها ليقوم نيابةً عن الحكومة بفتوحات و غزوات في مناطق الفور على أمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة الآراضي التابعة للقبائل العربية في دارفور!!! و سيتساءل الرئيس بأن ماذا ينتظر الأمريكان من الحكومة التي أتى لنصرة العرب المستضعفين في دارفور؟ و سيرد المشير بنفسه على السؤال قائلاً؛ كان لأ بد لنا أن نجد مراعي جديدة للعرب حتى و لو كانت على حساب نساء و شيوخ و أطفال الفور!!! و يمكن (للمتفرجين على المسرحية) أن يتوقعوا نقل خطاب الرئيس المشير البشير على الهواء مباشرةً على كل قنوات التلفاز و الإزاعة، و يعاد بث الخطاب لأسابيع متتالية يتخللها بعض الأناشيد الجهادية و الوطنية مثل "جدودنا زمان وصونا على الوطن.... على (الترابي) الغالي (الكان) ما ليهو تمن"!!! أما من جانب الأمريكان، فقد عرف عنهم (المتفرجين) من الشعب السوداني (اللي بطّل) – أقصد البطل – أنهم (الأمريكان) دائماً متجددين و مختصرين، و بالتالي يتوقع المتفرجين (الأعزاء) منهم أن يعلنوا أسباب السعي وراء فرض العقوبات الإقتصادية بكل إختصار كما يلي: * إكتشافهم بأن الحكومة تتلكأ في تنفيذ إتفاقية نيفاشا لكسب الوقت للإستفادة القصوى من عائدات البترول المنتجة في الجنوب بعد إقتناعها (الحكومة) بأن الجنوبيين لن يقبلوا بأقل من 100% من عائدات (نفطهم) بعد الفترة الإنتقالية – يعني الجنوبيين سيصوتون للإستقلال من الشمال – و بالتالي ترى الإدارة الأمريكية أن الحل الأمثل لمنع إستغلال حكومة الإنقاذ (التي تراها أمريكا شمالية مية المية) لبترول الجنوب هو منعها (الحكومة) من عائدات النفط و تضييق تصديرها للخارج!!! * عجز حكومة الإنقاذ أو إستمرارها في تدريب و تسليح المليشيات العربية لتنفيذ سياسة الحكومة الهادفة لمحو قبائل الفور الإفريقية من إقليم دارفور و تعريب سكانها. * عدم تعاون الحكومة مع المحكمة الدولية و تقديم المتهمين بإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية من قادة الجنجويد و بعض وزراء و أعضاء حزب الجبهة الإسلامية – جناح العسكريين. * رفض الحكومة الإعتراف بقرار اللجنة الدولية لمفوضية ترسيم حدود أبيي و الذي يعتبر ملزماً و نهائياً لطرفي إتفاقية نيفاشا – الحركة الشعبية لتحرير السودان و حكومة جبهة الإنقاذ. * إصرار حكومة الإنقاذ على الرفض بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع مناضلي جبهة الشرق، و جرائم القتل الجماعي التي إرتكبها الجبهة الإسلامية في بورتسودان. * رفض حزب الجبهة الإسلامية جناح البشير إشراك جميع الأطراف السودانية في العملية السلمية بالبلاد و إصرارها على حسم الخلافات في شرق السودان و غربها عن طريق الحل العسكري. و بالتأكيد، فالمتفرجين على موعد مع مسرحية ساخنة في كل فصولها و من كلا الجانبين، و سنحاول قراءة أراء و توقعاتهم في المقال القادم. عاشت الحركة الشعبية لتحرير السودان و رفيقاتها؛ جبهة الشرق و حركة تحرير السودان.... النضال مستمر، و النصر أكيد....... سودان جديد ويييييي!!!