تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دارفور بزنس سياسى فى ابوجا بقلم محمد ادم الحسن - القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/12/2005 7:37 م

بقلم / محمد ادم الحسن - القاهرة
انطلقت يوم 29 نوفمبرفى ابوجا الجولة السابعة لمباحثات السلام السودانية حول النزاع فى دارفور أوقل حول مشكلات دارفور بين الحكومة التى تمثل مركز السلطة فى الخرطوم ، وبين الحركات المسلحة فى دارفور التى تتبنى طرح الأزمة على طاولة المفاوضات.حيث انة وفى نهاية الجولة السادسة للمفاوضات أعتمد جدول اعمال لتقاسم الثروة ، وتقاسم السلطة والترتيبات الامنية (أى ثروة وأى سلطة الله اعلم) ومن المأمول ان يستكمل بنهاية المحادثات توصل الى اتفاق سياسى من شأنة ان ينهى الازمة ويؤدى الى احلال سلام دائم وشامل فى دارفور.
هذا هو الاطار النظرى لمايجرى حدوثة حاليا: لنرى !
أولا: ان لاقليم دارفور وضع سكانى مختلف قليلا عن بقية اجزاء السودان حيث يتكون من مجموعات عربية ،وأخري افريقية ،عاشت متسالمة ومتسامحة مئات السنين وستبقى كذلك ،ولئن كانت بعض المشكلات ،والإشتباكات تقع من حين الى اَخر بين المجموعات فهى بسبب التناحر على الأرض،والموارد الشحيحة فقط وليس إلا. والمعروف أن جذور الصراع المسلح فى دارفور تعود إلى ستينات القرن الماضى ،على الرغم من أنة كان صراعاً محدوداً لاسباب تتعلق بالنزاعات بين الرعاة والمزارعين ،إٍلا أنة ومع الضغط على الموارد المحدودة ،والإنهيار التنموى والتهميش أتخذ منحى إثنيا بمرور الوقت وباذكاء من بعض الجهات.
وهذا هو الواقع الحقيقى المجرد... ثم ماذا ؟
ثانيا: لنكون اكثر قربًا من المشهد القائم الان ولنضع باختصارشديد القارئ فى الصورة.
هنالك حوالى ست او سبع مجموعات منظمة تحمل السلاح بمسميات مختلفة زائداً مئات الالاف من المواطنين الذين يحملون السلاح علي المستوى الفردى بحكم عادات قديمة لمواطنيين يحموا انفسهم بانفسهم ، وهذا منذ زمن ليس بقريب، وبحكم التوزيع القبلى للقرى حول المدن الكبرى كالفاشر، ونيالا،والجنينة فهى الى حد كبير تسيطر على قراها التى تقيم فيها اصلاَ، مما يعنى اننا أمام واقع يمكن ان يوصف بانة ضد مصلحة دارفور فى المقام الاول والاخير.
وهذا مالم يحدث مطلقاَ قبل ذلك! السؤال المهم الان. هذا الوضع القائم منذ 2002 م ماذا اضاف لمواطنى دارفور؟ غير الحرق والدمار.ولنرى ايضا المحصلة:
- فقد كل الاطفال فى هذة القرى (مناطق النزاع المسلح) مدارسهم وخلاويهم واماكن دراستهم ، وتعطلت وسائل التعليم وذهب المعلمون الى اجل غير مسمى وفقدوا عملهم.
- فقد كل سكان هذة القرى ومعظمهم من المزارعيين بيوتهم وقراهم ودور عبادتهم، وزراعتهم والتى هى مصدر معيشتهم الوحيدة وبالتالى لا يوجد اى مصدر لدخل اقتصادى مما دفعهم الى اللجوء والنزوح الى الدول المجاورة بحثاعن لقمة العيش من المنظمات الدولية.
- بالتالى المدن الكبرى التى تعتمد على المحاصيل الزراعية التى تنتجها هذة القرى والتى تعتبر اساس غذاءها (انظركم وصل سعر شوال العيش الان)
- تعطلت حركة التجارة ،والتنقل وهى مشروعات دخل اقتصادى للاسر يكمل بعضها البعض.
- توقفت نهائياَ خدمات الصحة والتنمية والمشروعات الاستثمارية .
- توقفت بشكل كبير لأسباب امنبة حركة نقل البضائع والسلع الاستهلاكية من الخرطوم وامدرمان مما زاد من معاناة مواطنيين بلا دخل اساسا.
- هذا غير الأزمة الاجتماعية المتعلقة بالثقة والتسامح والتعايش السلمى ومالحقها من اثار ستبقى طويلا.
هذة هى جزئيا محصلة ماهو حاصل،وتقييم ماهو قائم.ولنرى المتفاوض علية الان ولنسأل المتفاوضون مجددا من المسئول من حدوث كل هذا ؟ من المسئول من تفاقم كل هذا ؟ من الذى ضيع قضية عادلة وملحة ينظر اليها وينتظرها الاف من الاطفال يموتون كما البهائم ونساء جفت الدموع على خدودهم وشيوخ جرح كبريائهم؟ من الذى حول مواطنين شرفاء الى لاجئين ومشردين ومطرودين على الحدود التشادية والعواصم العربية والعالمية؟.من الذى اضاع قضية ضحى من اجلها شباب فى مقتبل العمر،ودفع لها مواطنون من عرقهم ودمهم لبناء طرقها ومشروعاتها ورسموا لها مستقبلها؟.ماذا جنوا غير حرق البيوت ودمارالمدارس وهتك الاعراض، واليأس والخوف مما هو ات.؟
لا شك فى أن سياسات نظام الأنقاذ هي المسئول الاول عما حدث،هى التى كرست للظلم والاضهاد والتهميش السياسى والاقتصادى، ومايقترن بهذة السياسات من اذكاء للنزاعات والصراعات ذات الطابع العرقى.
نظام الانقاذ فشل في تحقيق اى نهوض سياسى او اقتصادى فعلى فى دارفور وفى السودان ككل. انهارت فى دارفور التجارة ، والصناعة . انهار التعليم ،معلمون نسوا متى اخر مرة صرفوا فيها مرتباتهم، انهارت السكة الحديد، انهارت مشروعات الكهرباء والطاقة،انهار مشروع طريق الانقاذ الغربى الذى دفع فية مواطنون دارفور 95%من تكلفتة من حصص السكر المخصصة لهم.نظام الانقاذ اخذ من دارفور كل شئ ولم يعطيها اى شئ افرغ دارفور من مواردها الزراعية ووعطل بقصد مشروعات التنمية و الاستثمارات الحيوية على سبيل المثال لا الحصر مشروع جبل مرة. وموارد فى الغالب استغلت لصالح فئات قليلة (عصابة) ولمركز السلطة فى الخرطوم.هذ النظام قبل ان نفاوضة يجب ان نساءلة ونحاسبة فيما سرق ونهب وقتل وشرد واهان.
والحركات التى حملت السلاح كانت ولا تزال غير واعية بهذا الفعل وهى تتحمل بشكل او باخر مالات الوضع الممزق الحالى ، حيث انها ذهبت من غير تفويض شعبى كامل وتجاهلت قوى لها ثقلها وجزء كبير من دارفور وارتكبت اخطاء استراتيجية وحيوية . اهدرت كل الوقت فى صراعات جانبية ينقسمون ويتقسمون (حركات بزنس سياسى ليس الا).
فمن دون مؤتمر قومى لميثاق شرف اجتماعى لأهل دارفور كقضية سياسية وقضية تنمية اقتصادية واجتماعية، ومن دون نبذ الخلافات والنعرات القبلية والجهوية ومعالجة المظالم طويلة الأمد التى أدت الى تخلف الاقليم. من دون ذلك اعتقد اننا سوف لن ننتظر من مفاوضات هى فى الأساس وعد من لا يملك لمن لا يستحق.

والله المستعان

[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved