كتب : محمد ميرغني حسين/ الدوحة

دفع الاستطلاع الذي نشر في مواقع شتى على صفحات الإنترنت في يوم الثلاثاء قبل الماضي حول وجوب تشكيل أو تمثيل الروابط في مجلس الجالية السودانية دفع بالكثيرين لمهاتفتي أو مراسلتي إلكترونياً أو الحديث معي مباشرة لمناقشتي أو لمعرفة المزيد حول موضوع كيفية انتخاب أو اختيار مجلس الجالية من الروابط ، كلياً أو جزئياً، ودارت الحوارات الهادفة هنا وهناك ، وللفائدة العامة أنشر هنا بعضاً منها:

قال محدّثي : ( لماذا الروابط ) ؟ .
قلت له : ( ألا توافقني بأنها تمثل السودان بالفعل )؟.
قال : ( نعم ، ولكن ألا تجدي المهن أو الفئات المهنية ) ؟ .
قلت : ( لا ، ليس بالكامل والأسباب سقتها في ما كتبته في الأسبوع قبل المنصرم في أكثر من صحيفة وموقع على الإنترنت).
قال : ( ألا تجرّنا تلك الروابط للجهوية البغيضة ) ؟ .
قلت : ( لا بالطبع وألف لا ، ولنا تجارب عديدة في العمل المشترك بين الروابط المختلفة ، وذلك من شأنه أن يعضّد أواصر التواصل بيننا وأشقاءنا في قطر الخير، كما ولا توجد أي سابقة عن إقحام الجهوية في عمل عام ) .
ثم سألت محدثي : ( على أي شيء بنيت استفسارك ؟ هل لديك أي سابقة عن قيام أي كيان إقليمي أو نوعي أو مهني بإقحام تلك الجهوية في عمل عام بتلك الصورة التي أزعجتك ) ؟ .
قال : ( لا ، ليست لديّ أي سابقة بعينها ) .
قلت : ( إذن لماذا ساقتك أفكارك لمثل هذا النوع من التفكير ) ؟ .
قال : ( هو الحذر ) .
قلت : ( الحذر من ماذا ) ؟ .
قال : ( لست أدري ،ولكن ربما كان لتوالي الأحداث في الوطن العزيز أثر في نفسي دفعني لما ذهبتُ إليه من تفكير ).
قلت : (إنه الحذر من الوهم ، وصدق الذين قالوا إن من الحرص ما قـتـل ) .
واستطردت : ( لعلك لم تسمع بأن تجمع الكيانات الثقافية والرياضية بالرياض ) السعودية ) قد أقام في الشهر المنصرم احتفاله الثقافي الأسري السنوي الخامس بحضور حشد كبير من أبناء الجالية السودانية والجاليات العربية في مدينة الرياض وشرف الحفل سعادة سفير جمهورية السودان بالسعودية ، وورد الخبر بالنص التالي : ( إن الاحتفال السنوي يهدف إلى تعميق الثقافة الوطنية في نفوس الشباب والأبناء وربط الأسرة السودانية بالوطن من خلال تجسيد قيم التراث والفن السوداني العريق و يعتبر تجمع الكيانات الثقافية والرياضية بالرياض من أكثر الكيانات التي تمتلك رؤية واضحة لدعم المجتمع )*.ولا بد من أن أذكرك بأن هذا التجمع قد كرّم ابن السودان البروفيسور عزالدين عمر موسى رئيس الملتقى الثقافي السوداني لنيله جائزة الملك فيصل العالمية وبهذا السبب فقد دعمت جهات سعودية عديدة فكرة إنشاء مركز العز بن عبدالسلام الإسلامي في الخرطوم بحري وبالفعل تم تشييد المركز ولعله قد شيد في شمبات الحلة على ما أعتقد ، فقل لي بربك أين نحن هنا من ذلك العطاء الذي يقدمه القائمون على أمر تجمع الروابط بالرياض ؟ ألا ترى صعوبة تنفيذ مثل هذه الأعمال هنا من قبل مجلس الجالية بشكله الحالي الذي يقوم على المهن والفئات) ؟.
قال : ( نعم لم أسمع بتجمع الكيانات بالرياض).
قلت : ( ها قد سمعت ) .
قال : ( بلى ) .
قلت : ( وما رأيك في ذلك ) ؟ .
قال : ( أنعم بها من فكرة ) .
قلت : ( إذن ما الفرق بينها وبين ما ننادي به هنا ) ؟.
قال : ( فهمت الآن الهدف تماماً ، ولعل ذلك هو ما كان ينقص عمل الجالية في دوراتها السابقة).
قلت : ( نعم ، وأنى لمجلس الجالية أن يكون متجانساً ولا تتيح أسس تشكيله على أن يكون بين اثنين من أعضائه أي رابط )!!!
واسترسلت : ( وأسوأ من ذلك ألا تعير الآخر فرصة أن يفكر معك ليعطيك رأياُ أو حتى أن تستشيره في أمر يخصه) .
قال : ( هل تعني أنه لم تسنح للروابط الفرصة لتقول رأيها ) ؟ .
قلت : ( بلى ، لم تعط للروابط فرصة أن تقول ما يدور في خلدها وهي ما زالت في انتظار اللجنة ( القومية ) لتعديل النظام الأساسي للجالية لتسمع منهم ).
قال : ( تقول اللجنة القومية ) ؟ .
قلت: (نعم ، هي لجنة قومية تم تكوينها في ظروف معينة ) .
قال : ( أو لم تعني القومية أنها جمعت أطياف متعددة من بني وطني بوازع ٍ قومي )؟ .
قلت : ( أجل ، ولكني في حيرة من أمري ) .
قال : ( وما يحيرك أخي محمد ) ؟.
قلت : ( القومية التي ما عاد لبني وطني أن يتم تمثيلهم فيها بما يعكس القومية الحقة ) .
قال : ( أراك مصيباً ومحقّاً في ذلك ) .
قلت : ( أشكرك ).
قال محدثي الآخر: ( ولكن ألا ترى أننا نتحدث بعد فوات الأوان ؟ أو لم تسمع بأن تلك اللجنة قد أنجزت عملها ) ؟.
قلت له : ( لا ، نحن لم نتحدث بعد فوات الأوان ، كل شئ يمكن أن يعاد فيه النظر طالما توفرت قناعات الناس بضرورة العمل المشترك الذي سيفيد ، ثم إنه أو لم تسمح القوانين للمحاكم باستئناف أحكام في قضايا جنائية ؟ وإذا كان تنظيم حياة البشر يتم بقوانين من صنع أنفسهم أفلا ترى أنه حريٌّ بهم أن يصيغونها وينقحونها ويعدلونها كلما اقتضت الضرورة )؟.
قال : ( أراك تعضد أرائك بقوة ما توقعتها ) .
قلت : ( الفكرة المقنعة قد تصبح مبدءاً تصعب هزيمته ، والروابط لديها القناعة بذلك بل لديها الثقة بخدمة أبناء الجالية بشكل أفضل إذا تم تمثيلها في مجلس الجالية ، وكل ذلك من واقع التجارب التي صقلتها وجعلت همها يبدو مشتركاً ) .
واسترسلت : ( وأزيدك من الشعر بيتاً ، هل تعلم أخي أن كل النظم اللوائح التي تنظم عمل الجاليات السودانية في كل أركان الدنيا تقوم على روابط أو حتى على نطاقات جغرافية !!! ولعلك قد تابعت ما أوردته الفضائية السودانية في يوم الجمعة 25/11/2005 م أوعبر موقع جهاز المغتربين على شبكة الإنترنت أن انتخابات جالية السودان بليبيا تقوم على نطاقات جغرافية . ولم يبدر من أيٍ من الروابط أو حتى الجاليات القائمة عليها في أي بلد أي نزعة جهوية أو عنصرية ، فلماذا نـُدبغ ونوصم نحن هنا في دوحة الخير بهذه الصفة الذميمة).
قال : ( إن كان صحيحاً ما تقول يكون الحق كل الحق للروابط لتسوق ما ساقت من حيثيات). وأردف بالقول : ( وما هو دور جهاز المغتربين في ذلك ) ؟.
قلت : ( بعث السيد الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج لأصحاب السعادة سفراء السودان في المهاجر المختلفة ولرؤساء الجاليات بها بنظام أساسي وملحقاته من لوائح للعمل به فوراً في الدوحة ، وكان ذلك بموجب الخطاب الذي يحمل الرقم وخ/ق/12/2/1/عمومي بتاريخ 15/11/2001 م وتشير المادة 12/(1) من الفصل الخامس منه لتكوين مجلس الجالية من الروابط النوعية والمهنية والولائية ، ثم عاد وأوصى في مذكرته التي بعث بها للدوحة بعدم تشكيل مجلس الجالية من الروابط حتى لا تثير الجهوية ، فما الذي تغير)!!!.
قال : ( لا أصدق هذا التناقض ) !!!.
قلت : ( صدِِّق أو لا تصدِِّق هذا ما حدث ، إنه منطق من يخاف من الوهم )!!! .
قال : ( أجل ، ذلك ما لا ولن أستطع أن أستوعبه ) وأردف متسائلاً : ( ولكن كيف إذاً أنجزت اللجنة القومية تلك عملها ؟ وأنى لها أن تنجز عملاً بلا مشورة ؟ أو لم يقل رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم لأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما : لو اجتمعتما على مشورة ما خالفتكما ) ؟ .
قلت : ( صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي اتبع مبدأ الانتخاب عقب بيعة العقبة معتمداً نظام ممثلي القبائل حيث قال لأعضاء وفد الأنصار : أخرجوا لنا اثني عشر نقيباً يكونوا كفلاء على قومهم . وتم التمثيل بنسبة تعداد كل قبيلة. أما عن كيفية إنجاز اللجنة لعملها فلست أدري ) !!! .
قال : ( إن كنتَ لا تدري فمن يدري ) ؟.
قلت : ( لستُ أدري ) !!! .
قال : ( لقد أقنعتني بحيثياتك وثقتك بما تقول ) .
قلت : ( لك شكري ولك تقديري ، فقد كنت أحدثك بروح ونَـفـَس ومنطق الجماعة) ؟ .

• المصدر: موقع جريدة Sudan Journal على شبكة الإنترنت www.sudanjournal.com