نساء دارفور في انتظار جهودكم
في هذا المقام نشكر المجتمع الدولي على موقفه النبيل حيال شعب دارفور والنساء في دارفور بصورة خاصة‚ وللانصاف نشيد بدور مجلس الامن المعبر عن الارادة الدولية‚ الذي اصدر قراراته التاريخية 1590 بتوفير الحماية لشعب دارفور والقرار 1593 بمحاكمة مجرمي الحرب في دارفور‚ واضعا بذلك الاساس المتين لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب وللعدالة الدولية التي تعلو وتسود على القوانين المحلية والحصانات التي يحيط بها الحكام المستبدون انفسهم وهم يرتكبون افظع الجرائم في حق شعوبهم المغلوبة على امرها‚ ونخص بالشكر ابن افريقيا البار كوفي عنان الذي اصبح وجها مألوفا في مطار الخرطوم والفاشر وجوبا من كثرة تردده على السودان مناصرة للمهمشين في دار فور وجنوب السودان‚ والشكر موصول للاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي وللولايات المتحدة الاميركية‚ ونخص وزيري خارجيتها كولن باول وكوندوليزا رايس اللذين بذلوا جهودا وخاصة في دارفور‚ ولا ننسى في هذا الموقف ان نلقي كلمة عتاب للحكام العرب والكتاب والاعلاميين العرب الذين لم يعطوا قضية شعب دارفور التأييد اللازم بل وقفوا مع حكومة الخرطوم بمفهوم‚ «انصر اخاك ظالما او مظلوما» ولم يردوها عن ظلمها وعدوانها وابادتها لشعب دارفور‚
الكاتبة بيث غليل تدعو للمساعدة في وقف العنف ضد النساء في دارفور
اذا كان العرب قذ خذلوا شعب دارفور المسلم وهو معروف بانه شعب القرآن‚ وقد كان الخذلان ماديا اغاثة شعب دارفور‚ ومعنويا حيث وقف الكتاب بشكل عام مع الحكومة السودانية‚ فان الغرب ومنظماته المدنية كان له موقف اخر‚ مؤيد ومناصر لشعب دارفور ولنساء دارفور بصورة اخص‚ الكاتبة بيث غليل الناشطة في منظمة العفو الدولية كتبت في موقع ومينز اي ـ نيوز بتاريخ 20/8/2004 تحت عنوان «ساعدوا في وقف العنف ضد النساء في دارفور» كتبت شهادات موثقة من الميدان على طول الحدود بين تشاد والسودان حيث استمع مندوبو منظمة العفو الدولية من لاجئين سودانيين‚ خلاصة هذه الشهادات كما تقول الناشطة بيث غليل ان المدنيين في دارفور ومنذ فبراير 2003 قد اصبحوا ضحايا هجمات منسقة بين الحكومة السودانية وعصابات من المحاربين العرب على ظهور الجمال والجياد تعرف باسم ميليشيات الجنجويد‚ وقد عرض النساء في بلدات وقرى ومخيمات دارفور لانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان بما فيها عمليات الخطف والاستعباد الجنسي! تؤكد الكاتبة بيث غليل ان جرائم العنف ضد النساء قد تمت بالتواطؤ مع الحكومة السودانية‚ ونورد هنا جزءا من تقريرها في هذا الشأن بالحرف: فقد قام الجنجويد في بعض الحالات باغتصاب النساء علنا امام ازواجهن واقاربهن وافراد مجتمعاتهن المحلية ولا تتم مهاجمة هؤلاء النساء لنزع الصبغة البشرية عنهن فحسب‚ بل ولاذلال ومعاقبة وضبط وبث الخوف ولترحيل واضطهاد المجتمعات التي تنتمي هؤلاء النساء اليها‚
وقد تصرف الجنجويد في ظل حماية كاملة من قبل جيش الحكومة او بمعرفته الكاملة وتواطؤه‚ ولم تقم الحكومة السودانية بتوجيه ولو تهمة واحدة للجنجويد او للقوات المسلحة لارتكابهم عمليات الاغتصاب او الاختطاف‚
وتجدر الاشارة الى ان عرب الجنجويد لا يمثلون القبائل العربية في دار فور‚ وانما هم عصابات يمثلون انفسهم اشترتهم الحكومة بفلوسها‚
الحوافز الجنسية في حروب النخبة النيلية
النخبة النيلية هم ابناء شمال السودان من الشلال الاول حتى السابع‚ الذين لم يقاوموا الاستعمار الانجليزي ـ المصري 189 ـ 1955 بل وقفوا مع الاستعمار وساندوه للقضاء على دولة المهدية الاسلامية في السودان‚ لذلك كافأهم الانجليز بالتعليم وسلمهم مقاليد الامور في السودان بعد خروجه‚ فشلت النخبة النيلية منذ 1953 ـ 2005 في ان تقيم حكما وطنيا يحقق العدل والمساواة بين ابناء السودان في الجنوب والغرب والشرق مع ابناء الشمال الذين احتكروا السلطة والثروة والاعلام ومارسوا التهميش الثقافي من اجل تفريغ ابناء الجنوب وجبال النوبة ودارفور من هويتهم الثقافية الافريقية‚
اما الحوافز «الجنسية» فهي ادوات التشجيع التي تقدمها النخبة النيلية للمقاتلين من ابناء الهامش لقتل وابادة المتمردين من المهمشين الذين يرفعون السلاح لتعزيز مطالبهم‚ فعندما تمرد اهل الجنوب منذ عام 1955 مطالبين بالفيدرالية والحكم الذاتي في اطار السودان الموحد رفضت النخبة النيلية هذه المطالب وحاربت الجنوبيين بواسطة الجيش القومي الذي يتكون في رتب الجنود المقاتلين من ابناء الهامش من الغرابة وابناء جبال النوبة والجنوبيين‚ فالحكومة تستخدم ابناء الهامش ضد بعضهم البعض‚
ففي حرب الجنوب تغري النخبة النيلية ابناء الغرب للموت باسم الجهاد بالحور العين‚ وتقيم لمن يستشهد في الجنوب عرش الشهيد‚ لا تقيم عليه مأتما وانما حفلة زواج بالحور العين‚ ولعلي في هذا الموقف استعير كلمات المخرج السوري نجدت انزور صاحب المسلسل الرمضاني الحور العين الذي قال: انا مؤمن بالحور العين ولكن هدفي تعرية الارهابيين‚ وانا اهدف الى تعرية النخبة النيلية الحاكمة في الخرطوم‚ اما في دارفور فقد اعطت الحكومة الجنجويد حقهم وحافزهم حاضرا واباحت لهم نساء دارفور‚ لان ايمان الجنجويد بالآخرة ضعيف‚ واذكر الظالمين بان عدالة المحكمة الجنائية قادمة ولن ينجو احد وان تدثر بالوزارات السيادية‚