تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الحلقة الأولى بقلم ماجد احيمر /باحث اعلامى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/12/2005 7:07 م


سنفرد هذه الحلقة لمتغيرات حدثت فى المسرح السياسي العربي أنظمة سياسية بكاملها
أصبحت فى خبر كان وأنظمة أخرى تجرى جراحات تجميل عسى ولعل تتمكن من إخفاء ذلك
الوجه المتعارف عليه ..وأخريات يعملن وفق الروشتة الأمريكية والتي أول جرعاتها
الديمقراطية التعددية والاقتصاد الراسمالى وفتح الطريق أمام تسويق المنتجات
الأمريكية من كوكا كولا الخ القائمة مع التركيز على التطبيع ومحاربة الإرهاب
وفق الرؤى الأمريكية ..أحزاب انكمشت وتنظيمات وحركات تغير خطابها السياسي الذي
كان طابعه العداء لأمريكا وإسرائيل فحذفت أمريكا من الخطاب وغض الطرف عن فلسطين
التي لم يعد أحدا يتتبع أخبارها اللهم إلا تلك القناة المشاكسة الجزيرة ..وعامة
الشعب ولا مجال غير الانصياع للأوامر العليا لسيدة العالم أمريكا..
فالمتتبع للشأن السياسي فى المنطقة العربية يلحظ أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر
قد أحدثت العديد من المتغيرات فى شتى الأصعدة السياسية- والاجتماعية -
والثقافية فالأنظمة السياسية العربية الشمولية بدلت جلدها بعد أن رأت بأم عينها
ما حدث لنظام البعث فى العراق ذلك النظام الذي بطش بشعبه وحول المنطقة بأسرها
إلى ساحة مفتوحة للحرب والدمار . بعد أن بدد موارد الشعب فى شراء صفقات الأسلحة
الفاسدة واغرق البلاد فى الديون .وبين عشية وضحاها أصبح السجان سجينا وأسيرا
ذليلا يفتح الأمريكان فمه للفحص وينكشون شعر راس بحثا عن حشرة فى مشهد قصد منه
الازدراء والإهانة لشخص كان يعتقد انه من القوة بمكان .كما قصد من المشهد
رسالة أخرى إلى من يهمه الأمر من الحكام العرب بان النهاية ستكون على نفس
الطريقة ولا مجال غير الدخول مباشرة لبيت الطاعة الامريكى وبلا شروط .والغريب
فى الأمر أن تلك الأحزاب التي أنتجتها الأنظمة الشمولية كالبعث الاشتراكي
الحزب الحاكم فى العراق الذي توارى عن الأنظار واختفى وكأنه لم يكن شيئا
وتبخرت كل تلك المؤسسات العنترية ولم يعد هنالك اثر لفدائي صدام والحرس
الجمهوري الخ من تلك المسميات الكرتونية . كنا نعتقد أن التنظيم وملاحقاته من
المؤسسات العسكرية سيصمدان ويقاتلان الاحتلال إلا أن الظاهر أنهم فرسان منابر
وخطب تمجد الرئيس القائد ... ولم يتوقف الحال عند البعث العربي الاشتراكي بل
انكمشت العديد من تلك الأحزاب والحركات القومية خوفا من أن يكونوا الهدف القادم
للأمريكان خاصة وأنهم أصبحوا على مرمى حجر من المنطقة . وكما يقال مصائب قوم
عند قوم فوائد ومن فوائد الحملة الأمريكية على المنطقة العربية ركض الحكام
العرب نحو الإصلاح والديمقراطية فالكل أصبح ديمقراطي ويقر بالحقوق المسلوبة
للشعوب والأمم وأجريت عمليات جراحية لتغيير الدساتير والقوانين القمعية التي
تحد من الحريات العامة وتضيق هامش الحريات ..ولا مانع لديه من قبول شركاء جدد
يقتسمون معه الكعكة حتى لو كان الشريك الجديد هو ذلك العدو القديم (القوى
الرجعية السلفية ) كما أن الحركات الإسلامية أجرت تعديلا جوهريا فى منهجها
ليكون أكثر مرونة فى تقبل الآخرين والذين كانوا فى السابق يعتبرونهم كفرة فجرة
بحكم المنهج التكفيري المسيطر على العديد من الحركات الجهادية والكل يسعى
للتخلص من التركة القديمة وأولها الطابور الأول من قوات القمع من شرطة وامن
وجباية فى محاولات مكشوفة لعقد مصالحة مع الشعوب ..وأصيب كل الحكام بحمى
التطبيع مع الابنة المدللة للأمريكان إسرائيل .. سرا ولا باس أن تم ذلك علانية
فى اللقاءات العامة عبر المنتديات كالمنتدى الذي عقد أخيرا فى تونس وشارك فيه
معظم الحكام العرب . وعبر بحثنا وتنقيبنا عن بعض الحركات التي ملأت الدنيا
صياحا وضجيجا .مثل حركة اللجان الثورية التي أنشأها العقيد معمر القذافى وفتحها
على مصراعيها لاستقطاب الشباب العرب والأفارقة بل أن لها امتدادات فى أوربا
الشرقية وأمريكا اللاتينية حتى وصل أمرها إلى نيكاراغوا .بحثت عنها فى مسقط
رأسها كما يقولون فوجدت العجائب والغرائب
فالديباجة تقول ( أن حركة اللجان الثورية هي حركة فكرية عالمية تبشر بالنظرية
العالمية الثالثة (الكتاب الأخضر) وأنها تدعوا للمساواة والاقتسام العادل
للسلطة والثروة بين عامة الشعب من خلال تطبيق النظام التشاركى .فوجدت المفارقات
الواضحة بين أعضاء هذه الحركة المسيطرة على كل شيء فى ليبيا
وتحكم بقبضتها على تلابيب الشعب الفقير .. وبحثت عن حركة ثورية تعمل بطريقة
علنية باستثناء ليبيا ؟ فوجدت السودان وتشاد وأثار حفيظتي للبحث عن قيادات
تلك الحركات من السودان وتشاد وكنت أتخيل أنهم يعيشون كما يعيش زملاؤهم من
الليبيين وانتهزت فرصة لاجتماع لقيادات من ساحة السودان وتعرفت عن قرب على
خبايا ومعاناة هؤلاء البؤساء التعساء فوجدت البؤس يمشى على رجلين وان جلهم
فقراء منسيون فى زخم الأحداث وهموم الحياة ومعاناتها بعد الضغوط التي مارستها
القوى العظمى على ليبيا .والتي سعت هي الأخرى لقفل تلك الملفات العالقة مع
الغرب مثل لوكربى ..واليو تى اى الفرنسية .وملهى برلين ..وحادثة الشرطية
البريطانية والعلاقات مع الحركات الثورية التي يضعها الغرب (حركات إرهابية مثل
الجيش الأحمر اليابانى والجيش الجمهوري الايرلندي . وتألمت لمأساتهم المركبة
والمتشعبة بعد أن فقدوا الحاضن وتحولوا إلى عناصر غير مرغوب فيها . مضافا إليها
انقطاعهم عن أسرهم وأهاليهم لفترات طويلة وعلمت أن بعضهم قد انقطعت به سبل
التواصل ولا يعرف عن أمر أسرته شيئا . لأكثر من عقدين من الزمان فى انتظار
المجهول . والادهى وأمر أن هذه الشريحة لا صديق لها فهي فى نظر أنظمتها
تنظيمات غير مرغوب فيه لارتباطة بدولة أجنبية سجلها غير نظيف لعب الإعلام
الغربي دورا كبيرا فى نسب العديد من العمليات الإرهابية إليها. وفى نظر الأسرة
الدولية إرهابيون .والحاضن لا زال يحتفظ معهم بشعرة معاوية وأصبحوا يشكلون له
حمولة زائدة ومتاع قديم لا سوق له .واستغربت لإيمانهم بتحقيق حلمهم فى قيام
دولة الفردوس المفقود . والتي إن لعبت الأقدار بقيامها لا اعتقد أنهم سينالون
شيئا من نفعها لان الزمن والإهمال قد فعلا فعلهما.. وربما سقط حلمهم بالتقادم
والنسيان وسيلحقون بقطار الناصريين والبعثيين وتكون قد قبرت كل المحاولات
والأفكار ذات المنطلقات القومية لأنها اعتمدت على العواطف وتناست الواقع المعاش
الذي تشكلة جملة من المصالح المعقدة ..
ويبقى أمل هؤلاء البؤساء معلقا فى شماعة القدر وربما تدفعهم قسوة الحياة إلى
ركوب المخاطر خاصة أن أوضاعهم الحياتية والمعيشية لا تؤهلهم للعودة الطوعية
لأوطانهم بعد ان تحولوا فى الآونة الأخيرة وقودا للحركات الثورية المتمردة فى
دار فور والشرق .كما أن التفاوض لا يشملهم ولا يحل مشكلتهم .وعلمت أن هنالك
قيادات منهم انخرطوا فى الحركات المسلحة وان بعضهم احتلوا مناصب قيادية فى
حركة التحرير وآخرون التحقوا بجبهة الشرق كما أن الحكومة السودانية معنية هي
الأولى بدراسة أوضاع أعضاء هذه الحركة بعيدا عن ما يسمى بالأطر التنظيمية
للحركة والتي عرفت بأنها لا تمثل الحركة تمثيلا حقيقيا بل أن البعض يقول أن
زعيم التنظيم الموجود بالخرطوم لا يمثل إلا نفسه وقد اختزل الحركة فى شخصة أو
فى القلة من حوله بما يسمى (مكتب التنسيق ) إذ ارتضى ما جاد عليه به النظام
الحاكم بوظيفة محافظ ليظل محافظا على هدوء الحركة تحت مظلة أحزاب البرنامج
الوطني( التوالي السياسي ) بل أن بعض أعضاء الحركة يقولون أن المنسق قد فرضه
الليبيون لأنهم يجدون فيه ضالتهم فهو شخص ضعيف بالإضافة إلى كونه مصريا مقيما
بالسودان ويشتكى أعضاء الحركة من مكتب الاتصال الذي تحول إلى سد منيع يفصل
بينهم وبين القيادة والتي يصرون انه لا يعرف شيئا عن معاناتهم ومشاكلهم ومشاكل
الحركة التي تحولت إلى مجموعة من الأجنحة والحركات المتصارعة .كما يقول بعض
الساسة ( أن من اولويات القذافى التوسط بين أعضاء حركته وانصارة الذين تحولوا
إلى خمس فصائل متصارعة ومتناحرة لا يجمع بينها رابط ) إذ يرى البعض انه إذا نحج
فى إصلاح إشكالية الحركة وعمل على وحدتها يكون قد أزال العقبة الكأداء لإنجاح
وساطته فى حلحلة العقد السودانية ونجاح وساطتة فى الغرب والشرق وبدون تلك
الخطوة ستكون محاولاته حرثا فى البحر
والعبء الأكبر يقع على حكومة السودان التي تتعامل مع الأزمات على أساس
التجزئة وأحيانا تغض الطرف عن الأسباب الأساسية لمسببات المرض والحقيقة التي
يجب الاعتراف بها أن منسوبي حركة اللجان الثورية هم القاسم المشترك فى كل هذه
الأزمات بلا استثناء وان معظم القيادات الوسيطة كانت الحركة محطة انطلاق رئيسية
لهم .ولا اعتقد أن الاستقرار فى دار فور سيكون بمعزل عن هذه الحركة .كما أن
هنالك مسؤولية أخرى تقع على عاتق قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية فى مد يد
العون والمساعدة لهذه الحركة فى لم شملها والعمل على تحولها إلى تنظيم سوداني (
يسودن اطروحاته من خلال ما يطلق عليه الشيوعيون (تغبيش النظرية ) والابتعاد عن
سياسة افتعال الإشكاليات التي أدت إلى ظهور قيادات متنافرة وأجنحة متصارعة
تحركها بعض القيادات الحزبية (بالريموت كنترول عبر صرا عات خفيه وتصفية حسابات
قديمة
ونناشد القيادة التاريخية ممثلة فى العقيد القذافى بالعمل على مساعدة انصارة
ليتجاوزوا محنتهم وان يعمل على دمجهم فى مجتمعاتهم وإلحاقهم بأسرهم خاصة وان
بعضهم قد بلغ من العمر عتيا .ومهما يكن فإنهم محسوبون على ثورة الفاتح
والمناشدة بناءا على رغبة بعض ممن تحاورنا معهم وما زال البعض منهم يعقدون
الأمل بان القائد سيسأل عنهم يوما. والى أن يحين ذلك اليوم سنكتفى بهذا القدر
من حصيلة البحث على أمل أن تجد البسمة والفرحة طريقا لأمهات هؤلاء البؤساء من
الذين تقطعت بهم السبل

ماجد احيمر /باحث اعلامى
للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved