ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الى مجتمع دارفورى معافى بقلم اسماعيل عبد الله محمد/ الامارات-دبى
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 3/12/2005 11:56 م
بسم الله الرحمن الرحيم الى مجتمع دارفورى معافى3/12/2005 ان الواقع الاجتماعى فى دارفور يتسم بالتوتر الحاد , الذى لم يشهد الاقليم مثله من قبل , ان الصراع الدائر الان بين الحركات المسلحة من جانب والحكومة ومليشياتها من الجانب الاخر , هو سبب رئيسى من اسباب هذا التوتر , بالرغم من ان المشكل القبلى هو احد هذه الاسباب لكن اذا نظرنا الى الماضى القريب نجد ان الحكومات هى الداعم الرئيسى للصراعات القبلية التى حدثت وتحدث فى الاقليم فى كل الفترات السابقة سواء كان هذا الدعم مباشر او غير مباشر , اقصد با لدعم المباشر هو تاليب بعض القبائل على البعض الاخر بناءً على اوهام عنصرية يوهمون بها البسطاء من ابنائنا , وغير مباشر كغض الطرف عن اى حرب تدور بين قبيلتين , نجد ان كل الحروب القبلية التى حدثت فى الاقليم لم يلجأ المركز فيها الى السرعة فى اتخاذ القرار الحاسم للصراع رغم توفر وسائل الاتصال وتوفر القوات التى تستطيع فى ليلة واحدة الحيلولة دون اشتباك القبيلتين المعنينتين , ان الصدامات التى حدثت وتحدث الان تتطلب منا التروى وعدم اخذ الامور جذافاً ولا عصبية ولا حمية كابناء لهذا الاقليم الغنى بالثروات , اننا مجمعون على وحدة الهدف وضرورة التاخى والتكتل لان العدو ليس جنسا ولا قبيلة ولا عنصر , ان العدو هو مجموعة من الانظمة السياسية التى التى تعاقبت على حكم السودان سواء احزاب سياسية او دكتاتوريات عسكرية ( اعنى كل الحكومات منذ الاستقلال ) بطشت هذه الانظمة بشعبنا فى السودانى عامة ودارفور بصفة خاصة وكانت تنظر الى هذا الاقليم كانه مستودع للمواد الخام التى تحدد الوقت الذى تستغلها فيه متى شاءت , اريد ان اخلص كما خلص كل اهلنا فى دارفور الى حقيقة واحدة هى ان من زرع فتنة القبلية واسهم فى رعايتها الى ان وصلت الى ما وصلت اليه الان هو المركز لخدمة اغراضه الدنيئة , اذا اردت ان تقف على هذه الحقيقة اذهب الى اى منطقة من مناطق هذا الاقليم شرقه وغربه او شماله وجنوبه واجلس مع الناس البسطاء الذين لا هم لهم سوى حياتهم اليومية ولا يعرفون الكيد والمكر والتامر ولا يجد الحقد طريقا الى قلوبهم الطيبة النقية , اجلس معهم واسالهم عن حياتهم العامة , فانك لتجدهم متزاوجون ومتداخلون تداخلا قويا بمختلف الوان طيفهم القبلى ولا يستطيع احد ان يفصل بينهم لوحدة العادات والتقاليد التى اصبحت وبمرور الزمن مشتركة بينهم جميعا ومتفقا عليها منهم جميعا , اننا اصبحنا قومية واحدة لها خصوصية ووضعية ذات ملامح معروفة لكل اهل السودان , تميزت ملامحها فى الشهامة والنخوة والكرم والاباء و كل القيم النبيلة , ننلفت انتباه الاخوان فى الوطن الاقليم ان يسموا منظماتهم و روابطهم بالاسماء ذات المدلولات التى تجمع ولا تفرق والابتعاد عن كل المسميات التى لم تجلب لنا سوى الدمار والخراب والتدهور مثل ( تورابورا, جنجويد, عرب, زرقة, دولة زغاوة الكبرى, التجمع العربى) , اذا اردتم ان تخرجوا الناس من الواقع الاجتماعى المزرى الذى وصلوا اليه يجب اعادة صياغة الخطاب السياسى والاجتماعى بما يتوافق و وحدة النسيج الاجتماعى لاهلنا فى دارفور , وان تستخدموا المصطلحات السليمة المعافاة التى لا يشتم منها اى رائحة قبيلة او عنصر , قد يسال ساءل ويقول هل الحل فقط فى تغيير الاسماء والمسميات ؟ اقول له ان الاسم هو تعريف للمسمى وان الاسم يحمل المدلول المعنوى الذى يعبر عن النوايا الحقيقية لصاحبه وان الاسم والمصطلح فى بلد مثل دارفور له الدور الاكبر فى التاثير عل عقول الناس , وهذا لا ينفى ضرورة العمل الجاد من اجل تفعيل هذه القيم فى واقعنا المعاش, وهنا اركز على العمل الاجتماعى المكثف لان المجتمع فى اشد الحوجة لمجهود ابنائه الاجتماعى فى هذا الوقت اكثر من اى وقت مضى , فلا ينشغل الناس بامر السياسة ويتركون الجانب الاجتماعى الذى هو اس ومحور النضال , يجب مراعاة اهمية المصطلح وان ينتبه كل ابناء الاقليم المستنيرين على ان لا يقعوا فى اخطاء الماضى , لان الحرب اذا توقفت جاء الدورالاكبر علينا فى اعادة تماسك مجتمعنا الذى ارهقه العناء . اسماعيل عبد الله محمد/ الامارات-دبى [email protected]