ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
ادريس ديبي ومواقفه السابقة تجاه قضية دارفور وانقلاب الموازين عليه بقلم / ابراهيم عبدالله بقال سراج
المتابع لمجريات الاحداث السياسية في دارفور منذ بدايتها لا يتصور ولا يصدق ابداً ان يصل مستوي العلاقات بين دولتي تشاد والسودان الي ما وصلت والت اليه الان في الشهور الاخيرة ,, توترت العلاقات السياسية بين السودان وتشاد في الاونة الاخيرة بأتهام الدولتين لبعضهم البعض بأيواء المعارضة المسلحة ضد بعض وصدرت التصريحات والتصريحات المضادة من المسؤليين السياسيين بين الجانبين حتي وصلت لدرجة عدم استقبال الوفد السوداني الذي زار تشاد وكذلك الوفد التشادي الذي زار السودان من قبل وبالعكس لاخر لحظة وقبل شهور قليلة تعيش الدولتيين في امان وسلام واطمئنان وخطوط مشتركة زي ما بقولو (( عسل علي لبن )) عندما كان الرئيس التشادي ادريس ديبي في غفلة ونوم عميق كان منحازاً بشكل واضح وفاضح للحكومة السودانية لدرجة قف تأمل وداعم لخط الحكومة السودانية في كل سياساتها في تفكيك الحركات الثورية في دارفور بدءاً بلقاء الرئيسين دبي والبشير في لقاء الفاشر الشهير الذي اعلن فيها الرئيس البشير الحرب علي ثوار واهل دارفور واطلق تصريحاته المشؤمة عندما قال بالحرف الواحد (( اطلقنا يد الجيش السوداني ولا اريد اسيراً ولا جريحاً في دارفور )) كان الرئيس التشادي ادريس دبي يجلس بجواره في مدينة الفاشر يهلل ويكبر معه ويؤيده في اتخاذ قرار الحرب في دارفور ثم بعد ذلك بدأت الحرب وقضت علي الاخضر واليابس في دارفور وحرقت القري وقتل الابرياء وشرد المواطنون وهجروا قسرياً من قراهم ومناطقهم واماكن تواجدهم وقصفت الحكومة القري بالطيران الحربية العسكرية علي المدنيين والرئيس التشادي يتابع بصمت دون ان يطالب بوقف الهجمات ضد الموطنيين الابرياء وداعم لخطوة الحرب فكرياً وبحماس ذائدة عن اللزوم كل هذا مقابل حفنة من الدولارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع يتم عبر العميل المزدوج مسؤول ما يسمي بألية التؤامة مابين ولاية الخرطوم وبلدية انجمينا , ثم بعد ذلك تطورت الاحداث بعد فشل الحكومة ومناصريها بالحسم العسكري وخسارتها في اكثر من مائة وخمسون معركة دارت بينها والثوار معركة الفاشر وديسة , عين سرو , علي سبيل المثال لا الحصرعادت مذعنة وتراجعت عن كل قراراتها السابقة ولجأت للحوار والتفاوض السلمي ,, في ذاك الوقت استضافت دولة تشاد اول محادثات بين الثوار والحكومة في مدينة ابشي بدأت الجولة الاولي وفشلت ثم الجولة الثانية وفشلت ثم انجمينا الاولي والثانية ايضاً فشلت واساب الفشل يرجع الي تعنت الحكومة وتماديها ومكرها في حل القضية وعدم حيادية الدولة الراعية للمفاوضات وانحيازها للحكومة السودانية مما دفع بالثوار للانسحاب من المفاوضات وتحويل ملف التفاوض لاي جهة اخري غير تشاد وفي ذاك الاثناء وبعد فشل المفاوضات مباشرة قام الرئيس التشادي ادريس ديبي بتزيف وتحريف اتفاق وقف اطلاق النار واضاف بعض البنود الغير متفق عليها والتوقيع عليها كل هذا لدعم خط الحكومة السودانية ضد الثوار وحاملي السلاح في دارفور بل قام الرئيس التشادي ادريس ديبي بطرد وفود الحركات المسلحة الذين جاءوا للتفاض من الارضي التشادية وامهلهم مدة اتذكره لا يتعدي الساعتين وطلب منهم المغادرة الفورية وبعد ذلك تم تحويل الملف لاديس ابابا ثم ابوجا التي تستضاف فيها المفاوضات حالياً ,, السؤال الذي يطرح نفسه وتحتاج لاجابة واضحة ما الذي جعل توتر العلاقات السودانية التشادية في المرحلة الاخيرة ؟؟ وماهي الدوافع والاسباب ؟؟ اذا كانت الاسباب كما تدعيه الحكومة السودانية وتهم تشاد بأيواء ودعم الحركات السلحة في دارفور فهذا ادعاء كاذب ولا يصدقه اقرب انسان من الشارع بل راعي الابل الذي يرعي بأبله في دارفور لا يصدق هذا القول لانه يعرف جيداً مواقف تشاد تجاه الحكومة السودانية اثناء فترة الحرب وبعدها ومساهمتها في شق صف الحركات الثورية عبر العميل المزدوج المزكور اعلاه بل العكس تماماً الحكومة السودانية كانت تكيل بمكيالين تدعي بالعلاقات الحمية بينها وبين تشاد وفي نفس الوقت تدعم المعارضة المسلحة التشادية ضد الرئيس ادريس ديبي لتغيير النظام واستبداله بنظام اخر ونفس الجنجويد الذين استعانت بهم الحكومة السودانية في فترة حرب دارفور تستعين بهم الان لتغيير النظام في تشاد وضرب القنصل في الجنية خير دليل وشاهد علي ذلك ويوجد الان وثيقة سرية صادرة من المخابرات والاجهزة الامنية السودنية تحصل كثير من الناس علي نسخ منها تدعو لتغيير نظام ادريس ديبي وتسليم السلطة في تشاد لجنجويد دارفور ,, وعندما شعر ادريس ديبي متأخراًُ ادرك الامر وحاول تغيير سياساته مؤخراً ولكنها لا تجدي ولا تفيد بعد فوات الاوان والمواقف السيئة التي تبناها ادريس ديبي في الفترات السابقة , صحوة متأخرة وادراك ووعي جاء متاخراً ,, مسكين ادريس ديبي يخدم في اجندة ولا يدري ان النظام يحفر له من تحت منذ فترة ليس قريبة والان المعارضة التشادية متمركزة في غرب دارفور الجنينة ومنطلقة من هناك لضرب الاراضي التشادية ,, طبقاً للمثل البيقول (( التسوي في قرض تلقي في جلدك )) انطبق نفس هذا المثل في الرئيس التشادي ادريس ديبي زي ما كان بيسوي في الحركات المسلحة في دارفور الان لقي في جلده ,, الان دخل هو نفسه في مأزق وورطة يصعب الخروج منها بسهولة الا اذا تراجع عن كل سياساتها السابقة