تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل ستخسر دار المسيرية أكثر مما خسرت .. معاً ضد (حرب الوكالات والمنتفعين) من أبناء المنطقة بقلم عبد الرحمن طبيق

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/12/2005 2:17 ص


[email protected] بقلم/ عبد الرحمن طبيق

يبدو هذا الواقع الأليم لنسف النسيج الاجتماعي الرائع الذي تعيشه المنطقة منذ أمد تليد في طريقه للتعقيد أكثر، طالما هنالك أزلام متواطئون لا يمكن إتقاء شرورهم. وحكومة الجبهة الإسلاموية ما زالت تكرر نفس السيناريو في السلم والحرب باستخدامهم كمتاريس ضد تطلعاتنا للمستقبل ولا يمكن تفاديهم إلا بجرأة باترة. المحرقة لا تستثنى أحد، تدفع المنطقة فاتورة البقاء في السلطة التي زهدت شعاراتهم عنها (لا للسلطة ولا للجاه) ويتمسكون بتلابيبها. يجب أن لا نكون أداة للتمكين، سبق أن قادت المنطقة الحرب إنابة عن الحكومة وخسرت ما خسرت وجاء السلام ودفعت مهره غالياً. الولاية كلها تمت إذابتها في ولاية جنوب كردفان بقرار سياسي، لا بإرادة شعبها وبمنطق الحساب خسرنا الحالتين. ولننظر كيف جاءنا دلو الجبهة الخاسر في قضية آبيي التي كان من الأولى بحسمها أبناء المنطقة (مسيرية ، دينكا على الصعيد الشعبي)، ولكن هيهات راعت حكومة المؤتمر الوطني مصالحها في كسب الجولة وتنازلت بسخاء وحولت الأمر برمته للجنة لا تدري عن جغرافية المنطقة الكثير دون الاعتبار لحقوق أهلها ولا للتعايش السلمي الذي كانت تشهده منذ أمد طويل والآن تهرول باستحياء لمعالجة نحسب أنها من العسير الصمود في وجهها خاصة بعد التهديدات التي طالت رموز نظامها الفاسد. وبمطالعتنا للتقرير الغريب الذي تفضلت به اللجنة الموقرة وبسخاء لا تحسد عليه هي الأخرى، إذ ضمت مناطق لا جدل فيها ولا نقاش في تبعيتها لدار المسيرية والحتقها ببحر الغزال، بدلاً من التفاوض حول آبيي المنطقة المعروفة تاريخياً. بلا شك هذا الأمر أثار حفيظة أبناء المنطقة برمتها وأصبح كارثة محتملة الوقوع نأمل تفاديها، كما يجب أن تُعالج هذه القضية بمزيد من الدبلوماسية حتى لا يتسع فتق الحرب مرة أخرى في مناطق ينبغي أن نسعى لاستقرارها والدروس والعبر المستوفاة من الماضي البئيس لابد أن تكون في الحسبان. مناطق التماس من حقها أن تستفتى فيما تريد ولنعترف بأن بعض أبناء المنطقة سبق أن ساهموا في الحرب إنابة عن الحكومة بتحريض الآلة الإعلامية الكاسحة لحكومة الجبهة الإسلاموية وتصويرها للحرب بأنها حرب دينية والشهيد فيها تُقام له الأعراس، وحفزت وناصرت ولم تترك سبيل إلى ذلك إلا سلكته من أجل زج البسطاء لخوضها ولم نسمع في كل المنطقة بأن تم إقامة عُرس شهيد لأحد أبنائها.
ما يحدث الآن في آبيي وما يحاك خلف الكواليس لزج المنطقة وقبائلها في حرب أهلية يعد كارثة أخرى خططت لها الحكومة ومدعاة لنسف وشائج وعلائق القربى بين المسيرية والدينكا.
آبيي لم تكن يوماً مصدر إزعاج للمواطن العادي البسيط لأنه ما زال يمارس حياته كيفما كانت في كل الظروف (الحرب والسلم) ولكي نفوِّت الفرصة على المتربصين بالمنطقة من أجل ثرواتها البشرية والمادية الضخمة من بترول وغيره، علينا توخي الحكمة والعقلانية والاستوثاق والحذر من كل ما تتبعه الحكومة من خيارات وحلول.
المصالح مشتركة لمعظم أبناء المسيرية (البادية خصوصاً) مع الجنوب أكثر من الشمال والقرار الذي لا يسنده منطق وعقل يجب عدم الركون إليه. والتفكير في منطق ما أُخذ بالقوة يُسترد بها يُفسد النظرة السلميّة والسليمة للمستقبل، المنطقة ليست بحاجة لحرب بقدر ما تحتاج لتطوير وعمران وتنمية تفتقر لها لكونها مصدر طاقة كبرى وسلة غذاء السودان وأكبر منطقة للثروة الحيوانية والغابية والرأسمال الإجتماعي الهائل عانت إهمال الشمال، فقط ينقصها اتفاق أبنائها وتحكيم صوت العقل من أجل تحقيق وترسيخ التعايش السلمي (ممكن التحقيق) والمحافظة على إرث الأجداد. المنطقة يمكنها أن تسع جميع مكوناتها القبلية من دينكا ومسيرية وأقليات أخرى، بهذه الخصوصية المجتمعية علينا نحن (أبناء المسيرية) أن نفهم كينونة علاقتنا بإخوتنا الدينكا وأن نتخلص من أي تناول غير داعم للإنصهار في قضيتنا المحورية حتى نستقوى ببنياننا الإجتماعي والثقافي المتجانس والمتصالح بما يجعل من حقنا المطالبة بولاية منفصلة ومستقلة تراعي خصوصية المنطقة وتركيبتها وتراثها الاجتماعي، لنقرر مصيرها نحن المسيرية والدينكا وغيرنا ممن يشاركنا الأرض والتاريخ والمصير. يجب حماية هذا المصير بموجب اتفاقات دولية تصون العهود والمواثيق بيننا إذا لم تُراعى مصالحنا. لأن هذه الحكومة وبموجب فهمنا لتفكيرها لا يعنيها موتنا ولا مظلمتنا وهي ما زالت تتبضع فينا ولم تتحسس خطورة المعركة القادمة، ولن تحني رأسها لنبض شعوب المنطقة ومصالحها الاقتصادية والاجتماعية.
في الأمس القريب تنازلت عن الوطن من أجل حماية مصالح ذاتية وتلحقها اليوم ببيع دار المسيرية بثمن بخس لا نسمح به، بشروط سلطة لا تحرص على شراء المستقبل لنا ولأبنائنا بل نقرر مصير المنطقة نحن مقتسميها وفق شروطنا نحن ومصالحنا التي تتجه جنوباً لا شمالاً، ولو قدر أن يكون هناك إنفصال وهذا كائن بلا محال فالخيار في ذلك بشروط إتفاقية نيفاشا. لا يمكننا نحن المسيرية والدينكا أن نسمح بأن نكون لعبة في أيدي الهمباتة من الحاكمين بالخرطوم وحلفائهم المنتفعين في المنطقة من المتاجرة بمقدراتنا ومكتسباتنا التاريخية وتراثنا الإجتماعي متما شاءوا. وعلى المسيرية والدينكا رفع درجة الحذر تجاه هذه القضية الحاسمة وينبغي الصمود في وجه الباطل وهزيمته كيفما يكون، ولعل حق تقرير المصير يكفل لنا حرية الخيار الأمثل لمصالحنا.
الحرص على ماضي التواد والتراحم بين الجارين ما زال مطلب ننشده ونراهن عليه. الرابط الاجتماعي القوي القديم والإرث الثقافي الثر ما زال متجذر فينا ويقرر ضرورة بقاءنا في دار واحدة آمنة ومُستقرة، لم تتغير هذه الوشائج حتى اللحظة رغم تغيير تيار الحياة بإيقاعه السريع ويا لها من أيام . يجب أن نسلط عليها الكثير من الضوء حتى نؤكد أن ما يشاع من أحداث وأفعال المسيرية مع الدينكا زوبعة مسئولة عنه الجبهة في المقام الأول. قد شهدنا على طيب المعشر في مناطق الدينكا والمسيرية منذ مئات السنين، هذه العشرة خلقت إرثاً ثقافياً واجتماعياً قوياً أمتد حد المصاهرة، كرس الاحترام ولكلٍ ليلاه وطريقته وحقة في ممارسة معتقداته حيثما شاء. وللآسف شيعت حكومة الجبهة الإسلاموية ذلك التواد بخلقها لمنظومة الدفاع الشعبي التي أججت تنامي العصبية الضيقة وفقاً لخططها الرامية لتقسيم السودان حسب أيدلوجيتيها الإقصائية والتمكينية. فتقت جراح الماضي بين الجارين الأشقاء وانعكس هذا الأمر سلباً لتزداد رقعة دائرة الحرب في جنوب وغرب السودان. فقط عليه أن لا تتحول بؤرة الصراع من حقوق انتفاع متبادلة إلى الاقتتال، عنئذِ سيكون من اليسير لو تُركنا وشأننا كأبناء منطقة (وعرشنا شدرتنا) سنرقَّع هذا الفتق. كفانا حروب. أُجبرنا في تلك الحرب بتحريض الحكومة ودفاعاً عن النفس والممتلكات، سيما الحكومة تنظر للحرب كمصالح تخصها إذ سلحت بعض من أبناء المنطقة (في حرب الوكالات) ليس على أساس أنهم مسيرية بل نقّبت في المنطقة عن بعض الذين وجدوا في برنامج الحكومة ما يحقق مصالحهم الذاتية دون استئذان ولا مشوّرة القبيلة في قياداتها ووجهائها ومثقفيها الذي ظلوا معارضين لسياسة استخدام عناصر خارج أُطر القوات المسلحة النظامية بالكلاشنكوف والجياد وأعدت بعضهم لنيل الشهادة ابتغاء الحور العين في جنات النعيم وما زالت تتمحور في ذات الإتجاه الثمل غير آبهة بقضايا السودان الحقيقية إذاً ما هي المصلحة المبتغاة من السكوت؟!
هل سنخسر أكثر من ما خسرنا؟!
فليكن الإحتمال مفتوح لمحاربة هذا الكابوس ولتكبر الدائرة. تاريخاً دافعت المسيرية وأستبسلت في سبيل وحدة السودان وماتوا أبنائها من أجل ترابه واليوم الاستعداد للموت في أقصى جاهزيته، أيضاً من أجل الوطن وترابه ولكن هذه المرة بمفاهيم جديدة وشروط جريئة تراعي سيرورة المصالح الدائمة.
والسؤال المطروح في ظل هذا المشهد الحابل بكل الإحتمالات ما هو موقف حكومة برنامج الوحدة الوطنية من قضايا شعوبها المهمشة؟ لعلها لم تخرج عن أجندة التحالفات ذات الأجندة المحدودة التي لن تخاطب نبض الجماهير وتتموقع في ذات النهج الكسيح للمؤتمر الوطني الذي خسر بسببه سيادة الوطن وأصبح تحت مظلة الوصايا الدولية.
لذا لم يعد الأمر كما كان عليه في السابق حرب بين قبائل، قطعاً لم يُمثِّل جيش الدفاع الشعبي أبناء المسيرية ونشهد كل صبح جديد تكبير كتائب الدبابين والطلاب المجاهدين من الجامعات والمعاهد العليا بل وطلاب المدارس في ساحات الفداء وفي هذا خير برهان ودليل.
أرجو أن نقر بأن علاقة المسيرية بالدينكا علاقة قوية وأن نُقدِّم أنفُسنا للعالم بصورة أفضل مما هي عليه الآن، وأن التشوه الذي لحق بعلاقتنا مع الدينكا سيكن كفعل الضربة القاضية التي لم تقصم الظهر، لأن علائق الجوار محمية بأعراف وتقاليد راسخة لا يمكن تعديها وستظل ولن تؤثر فيها الحرب. الدينكا سبق أن وجدوا المسيرية ودارهم سند ومأوى ولكن تحول هذا الأمر بفعل التدخلات غير الراشدة من كثير من منظمات المجتمع الدولي وغيرها من منظمات إلى سلعة رخيصة ووباء لم ننتبه له في الوقت المناسب. ونفترض احترام واقع أبجدية التعايش والعلائق بين قبائل التماس مع اعتبار النظر لبعض الظروف المصطنعة من حكومة الجبهة الإسلاموية وبعض المنظمات العاملة في المنطقة من جهة أخرى. دار المسيرية عبر تأريخها الطويل تعرضت لبعض النزاعات المعروفة تاريخياً والتي عادة تحدث بين الحين والآخر وكان ما يحدث من غارات عبارة عن غارات متبادلة بين القبائل وتحدث على نطاق واسع في السودان فيما بين القبائل وبلا شك أي معركة لها نتاج سلبي وقد حصدنا كثيراً من الأحداث المؤسفة في المنطقة وفقدنا خيرة شبابنا وثرواتنا وبعد كل هذه الظروف "يجب أن نتجنب الحرب لا خوفاً ولكن اتقاء شرورها وحصادها المُر من هلاك للأرواح والضرع وفساد في الأخلاق" وها نحن نحصد ثالوث هذه الحرب المريعة ومازالت تربطنا منافع متبادلة مع الدينكا وللعلاقة بيننا قدسيتها ووافر من الاحترام المتبادل يجب أن لا نتمترس في طريق السِلم ولا نخضع لإعلام الجبهة الإسلاموية الذي ما زال يؤسس لاتساع الفجوة معتمداً على مصادر هي نفسها تحتاج لمصادر. ستظل قبائل التماس تدفع ثمن هذه الأراجيف بعد أن أذابت تماماً كل الفوارق العرقية والدينية فيما بينها. نتمنى أن نرفع درجة الاهتمام بالقضية كأبناء منطقة (جنوبيين ومسيرية) ونخضعها لسلطة الشعب ولا ندع الحبل على القارب، ولتقر كل الأطراف بأخطائها طالما يمكنها الإستفادة من التجارب الماضية وأي قفز فوق الحقائق من جانب الجبهة الإسلاموية له انعكاساته السيئة في المستقبل على أبناء المسيرية بقدر ما ينتهي عندها كمصلحة سياسية لتترك لنا متسع من العداوة . لا نريد أن تصبح المنطقة منطقة لسقوط النيران بين مطرقة سلطة الجبهة التي ما زالت تسعى لوأد التعايش السلمي بين قبائل التماس وترمي بكل أسلحتها لدك حصون وشائج القربى، وكذا سندان بعض من المنظمات الأجنبية التي شوهتها بدعاواها في سعيها لإدانة النظام بالخرطوم بما يشاع عن ممارسات تندي الجبين ويؤسفنا حقاً أن نكون بين "المرحاكة وبتها". وليكن يقيناً أن الجسور بين الناس تحكمها اعتبارات كثيرة. لذا لابد من كلمة حاسمة إيذاء هذه التجارة الرخيصة ولا ينبغي أن نعول على عامل كسب الوقت علينا مواجهتها بشجاعة وعلينا معالجة المظهر القبيح للمشهد. ولنمضي معاً لغد آت ونتنبه لمستقبل تعايش قبائل المنطقة (مسيرية ،دينكا).
نناشد قادة الحركة الشعبية وخاصة أبناء منطقة آبيي والأحزاب السياسية الوطنية ومنظمات المجتمع المدني مراعاة الصمود في وجه هذه الأباطيل والحيلولة دون تصعيد الموقف من أجل إنسان المنطقة. ولنقر بكل هذه العوامل التي تصب في مناخ اتساع بون الحرب التي مازالت تفعل فعلها لتفاديها مستقبلاً. ولنشجع التعايش السلمي والعلاقة على المستوى الشعبي فهي بخير تحكمها رؤى وحدود معروفة من أمد بعيد وظلت كما هي عليه في إطارها المجتمعي الواضح. إذاً المطلوب لوقف هذه المهزلة هو أن تكون المعركة القادمة عمادها العمد والنظار والشيوخ من أبناء المنطقة (دينكا ومسيرية) لردم الهوة بين الجانبين على صعيد التآخي والمحبة هذا هو المقود الحقيقي لثقافة التعايش ولنتجنب الوقوع في براثن تجار الموت (ومديدة حرقاني) بعدما لخّصوا الوطن الكبير في سودان عبد الرحيم حمدي الكئيب.
على الحكومة أن تتحمل مسئولياتها كما ينبغي .. ولنتضامن من أجل فاتورة التغيير لسودان جديد يسع الجميع. خلاصة:
أن فهم قضية آبيي مهما تأتي من نتائج ينبغي علينا فهم الأتي:
1/ الإبقاء على علاقة المسيرية بالدينكا كعلاقة أبدية لا يمكن التراجع عنها على هدى قرار نظار المسيرية والدينكا الذين أسسوا هذا المنهج المتعافي.
2/ على أبناء المنطقة من الطرفين عدم زج المنطقة في أي حرب قبلية أخرى مهما تكن المبررات.
3/ إشراك الإدارة الأهلية الحقيقية كأساس لأي إتفاق يمكن التوصل إليه.
حاشية: شوف المضارب والقرى الجواني أقصى ما ملك تايزي .. دبايوا .. مرهبا .. قدّيم .. مسكاقوا فدّيل .. جباك .. عشرات حبابك يا هلا إني أحب يدي لأن الإصبعين بيارقاً للغائبين إلى دمي قيد الخروج بكل نار يمين يا تبقي يا كل الأرض تنهد
أو قسمي الاحتمال طلقه
يا كبرت تجاويف السكات فينا ومارسنا العواسه علوم
الحاشية: مقاطع من ديوان توما امرأة الغيم للشاعر/ عثمان البشرى.

عبد الرحمن طبيق
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved