الكـــتابة في زمن الاستراحة العقلية المفتوحة*......

الحكومة و النصب العلني علي المغتربين بلا استحياء!!!!

بقلم مصعب أحمد الأمين [email protected]

كتبت بعد أحد عشر خلون من رمضان من عامي هذا و عامكم الذي لا يريد أن يتصرم و إلا كل منا قد اخذ نصيبه من العنت و الغبن غير منقوص في بلاد لا نعرف من سيدنا فيها و لا سيدها حتى نعتب عليه أو نعاتبه!!!! كتبت تحت عنوان (مقالي الأخير : استراحة عقلية مفتوحة!!!! كفّ الشادي و بُح الوتر!!!ورقة حمدي دبلجة سيئة لمفردات و قيم الاقتصاد الحر) و بالفعل التزمتُ باستراحتي العقلية لأنها كانت ( بي رضاي ما جبري) متمترسا بفضيلة ( التطنيش) السودانية المنشأ و الدوافع أبد الدهر من لدن خليفة المهدي و عبثية إبادته الجماعية لأهل شمال السودان أيام الخطر الاستعماري مرورا بالحرب العبثية في الجنوب التي أثبت إتلاف الشر بين الجبهة و الشعبية عبثيتها من دون منازع : إذ ما زال الجنوبي يبحث عن ذاته في السودان من خلال وزارة دون أن يقدم أو يتقدم ! و بوصوله للوزارة تكون العدالة قد وصلت مبتغاها و السيارة الفارهة قد أخذت مجراها !!__ لنا عودة لهذه النقطة بالذات بعد أن أوضح للقارئ سر قطعي لإجازتي العقلية المفتوحة و على طريقة توفيق صالح جبريل أُعلِّم أي ساقٍ قد حلّ وثاقي و يا له من ساقٍ!!!! __و مع عبث السودانيين نعرج لدارفور و ألغاز صراعها فمن أزرع الترابي و أياديه في الصراع ثم الاختفاء المفاجئ لعصابات النهب المسلح التي تكسرت نصال حكومات السودان من خواتيم عهد مايو( و الذي يرفد عبثية سيرورة التاريخ السوداني: إذ لم يحاكم من رموزه بالفساد إلا د. بهاء الدين إدريس ( شقي الحال يعتِّر ليهو ....) إذا لم يكن هناك ما ( يعترو)!! و إعلام الديمقراطية الثالثة الشيوعي قد أرضعنا من حواديت الفساد المايوي و هذا موضوع يستحق مني وقفة بعد انقضاء إجازتي العقلية! و من العبثية أيضا في النقطة السابقة أن يكون الشيوعيون هم موجهي الديمقراطية في السودان!! و مرحى لبلاد لا تنقضي عجائبها و لا تستقصى!!!) قلت و استمرار النهب حتى وقت قريب من عمر نظام البصيرة أم حمد !!أعتذر إليك قارئ العزيز من استطرادات و فقرات معترضات ذهبن بالتسلسل السهل و السلس لهذه المقدمة !! و كما قلت في مرة سابقة أني لست الطيب صالح و أضيف و لا قبريال ماركيز غارسيا لأتكلم عن الفصول الطويلة لخريف بطارقتنا** المبجلين!!

قطعت إجازتي يا سادتي ( علي طريقة موسم الهجرة للشمال و لازم نحفظ لأي مبدع حقه عند الاقتباس و التمثُل _ فحتى و لو اشتهرت (أنا ابن فلا و جلي و طلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني).. على أنها للحجاج, فضلا عن وجود المفخرة السودانية د. كمال إدريس أمين منظمة الملكية الفكرية بين ظهرانينا , يكون الأمر اوجب!)

قطعت إجازتي يا سادتي علي الارتفاع الخرافي _ و ما أكثر ما تعيش الخرافات و الخراف بينا _ لجنيه السودان أمام عملات أهل الدنيا قاطبة بطريقة تدعوك للظن بأنه قد راح لفكي فكتب له حجاب أو أعطاه عروق يقهر بها أي عملة أو معدن!! و كما نفعل دائما في السودان و على طريقة دي ما أظن يلقاها زولا زى صيدو ناجع كتمت فرحتي حتى ينجلي الغبار لأرى هل تحت هبنقة المالية فرس أم حمار !!

و لم يطل بي الانتظار و عن هبنقة أنا بحكي ليكم!

ففي أشهر ست ارتفعت قيمة الجنيه بنسبة 26% أمام الدولار و أنا من المعنيين بقيمة الدولار لارتباط عملة السعودية به التي أقيم بها و التي شاهدنا كيف ارتفعت فيها السلع ذات المنشأ الأوربي للتدهور المريع للدولار أمام اليورو و في تلك الأيام _ و نحن نعلم أن الجنيه السوداني ليس لديه أي ارتباط عاطفي بالدولار_ تعجبنا لثبات سعر صرف الدولار أيام ترنحه ثمِلا في أسواق العالم و صلعته بها من كدمات اليورو و اليوان ما بها !!

فجاءة تحيق بالدولار فقط في السودان محن و ملاريا لم تصبه في أي مكان آخر في الدنيا خاصة و هو الذي بدأ يتعافى أمام العملات شيئا فشيئا . فماذا أصابه في السودان ؟ إنها العروق التي يلبسها الجنيه السوداني!! و لكي نبرهن أنها عروق كتبها فكي لجنيه الإنقاذ , نلفت الانتباه إلى انه و هو أي الجنيه السوداني و إذ يكسب 26% قيمة إضافية تظل قدرته الشرائية علي حالها و تتردى في أحايين كثيرة فمن المقصود بهذه الضربة بذراع يربط صاحبها عروق كالفة لا توجد إلا في أعماق الغرب الإفريقي؟؟

خذوا هذه الحسبة (يمكن) تفك طلاسم هذا العبث : كيلو السكر في السودان بحسب سعر الرطل: 1200× 2.25 = 2700 جنيه سعره هنا في المملكة التي لا تنتجه 1.6 ريال بسعر الريال اليوم 540 يساوي 860 جنيه و بقسمة 2700÷ 860 = 3.13 التمييز هنا ضِعف .

فماذا أجدت الجنيه زيادته ؟ و بالنسبة لي أصبحت اشتري السكر في السودان بما يعادل 5 ريالات داخل السودان . إذن ما حاجة البلد للتصدير؟!!! مثال آخر كيلو اللحم الضأني في القضارف مصدر معلوماتي _ لان السكر كما علمت في حلفا القديمة بلغ 1600 للرطل في المثال السابق فلا استبعد وجود أسعار مختلفة باختلاف مدن السودان_ كيلو الضأن فيها 14000 جنيه تساوي بالنسبة لي بالريال السعودي_اكبر سوق للضان السوداني فيما اعلم_ 26.4 ريال بينما يباع هو نفسه ب 20 ريال فما حاجة البلد لتصدير الضأن؟ و لا تشذ في ظني أي سلعة أخرى طالما سعرها مجزٍ في داخل السودان من تصديرها و تجشم كل مخاطر ذلك من ترحيل و جمارك و احتمال عدم مطابقتها و ما يمكن أن ينجم عن ذلك!! و هذا يفسر اضطراب أسواق المحاصيل و بالأخص سلعة السمسم .

مـــــن الخاســـر الأكبر ؟؟؟

قبل أشهر ظل وزير المالية و من معه يبشرون بأن الدولار سيصل سعره ل 2000 جنيه فما الهدف من ذلك ؟ هل هو ضرب الصادر؟ الإجابة بلا لأننا أثبتنا أن الأسعار الداخلية أفضل منها في الخارج!!! أم النصب علي المغتربين السودانيين ليدفعوا فواتير الحكومة في دارفور و الشرق و مداعبة أحلام السودانيين بالعودة لأيام الجنيه أبو ضُلع.

بحسبة بسيطة , من كل 10000 دولار يخسر كل مغترب 2600 دولار أي ما يعادل خمسة مليون و مائتين هي قيمة الزيادة الافترائية لسعر الجنيه التي لا يرى أثرها عند تحويله إلا في صورة زيادة لا يفهمها . قبل هذه اللعبة القذرة كنت اشتري كيلو السكر بسعره و هو ثابت عليه طول الفترة السابقة بسعر الريال 700 جنيه بما قيمته 3.5 ريال و الآن اشتريه بما قيمته 5 ريال فمن أخذ هذه الزيادة ؟ أليس المنطقي بارتفاع قيمة الجنيه ما متوسطه 26% أن ينخفض سعره علي بنفس القيمة فأدفع 2160 جنيه للكيلو بما يقابل 3.08 ريال فمن أخذ الفرق؟

ربما يخطط المؤتمر لأن يُفزِع المغتربين بالإيحاء بأن العملة الوطنية في طريقها للصعود المطرد , فيُهرعوا لتحويل مدخراتهم فيحدث ذلك الطفرة علي أشلائهم طبعا _ بجانب التشليح التقليدي بالجمارك و الضرائب و الرسوم _ و بهذا يكون هبنقة قد عوَّض فاقد قسمة النفط من البئر القديم المتجدد , و بإعطاء رشوة للمصدرين بسوق وطني أفضل بأضعاف مضاعفة من أموال الصادر و يعاد انتخاب البشير الذي سيُرجع عهد المليم!! فبشبش بيه و إن كان الآخِر في زمانه , فقد أتى بما لم تستطعه الأوائل!!

أما بعد الانفصال و انتهاء النصف النفطي الجنوبي سيحلها ألف حلال و أما أسواق الصادر التي سيفقدها السودان فحريقة فيها !!

قلت عن وزراء الجنوب من الحركة ما قلت و أزيد فكما هم طرش في الزفة سيتبعهم متمردي الزغاوة و حلفائهم من زغاوة تشاد و رجال النهب المسلح في نفس الزفة : إذ سينتهي بهم الأمر بركوب سيارات الجبهة و يتقدلوا في شوارع الخرطوم يتلفتوا منزعجين: ما بالنا لا يرانا أحد و ألوان السُترات تخاصم السراويل في نزاع عبثي لا يدرى سببه !! وهل درى أحد أسباب نزاعات أهل السودان في القديم حتى يعرف حديثها ؟!!

كما قال الفيتوري أوقفوا هذه الكرة الأرضية عن الدوران أريد أن انزل! أقول ُ. فقد وصلتُ المنتجع الذي يستريح فيه عقلي!!!!

يا الله كم هي حلوة الإجازة العقلية فقط جربوها !!!!! عفوا كنتُ سأقول حرّم كان تجربوها !! لكن تذكرت ربما أن البعض لم يشترِ التي-شيرتات و البرمودات مقاس عقله و ربما لا توجد في السوق المحلية بالمرة , لكن متى ما صح لكم: جربوها!!!

* العنوان مقتبس من عنوان رواية ماركيز الحب في زمن الكوليرا

** الإشارة لرواية خريف البطريق لماركيز غارسيا