ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أفريقيا تتقدم واحد صفر على جارتها العالم العربي ديمقراطيا بعد فوز إيلين جونسون سيرليف بقلم عبدالغني بريش اللايمى/أمريكا
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 2/12/2005 11:18 م
بسم الله الرحمن الرحيم --- أفريقيا تتقدم واحد صفر على جارتها العالم العربي ديمقراطيا بعد فوز إيلين جونسون سيرليف/عبدالغني بريش اللايمى/أمريكا الحديث عن افريقيا والوطن العربي دائما يقود الى الحديث عن التخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتعليمي وارتفاع نسبة الأمية وانتشار الانظمة الديكتاتورية والاستبدادية فيهما --لكن هذا الواقع المرير القاسي بدأ يتغير على الاقل بالنسبة لأفريقيا السمراء التي شهدت بلدانها حركة ملحوظة وملموسة في العمليات الديمقراطية --وعلى سبيل المثال جرت انتخابات ديمقراطية نزيهة تشهد لها المنظمات الدولية في كل من السنغال وغانا ونيجيريا وبروندي وكينيا وجنوب افريقيا ---الخ ،لكن الحدث الكبير شهدته دولة ليبيريا التي نظمت انتخابات رئاسية ناجحة واعلان فوز السيدة (ايلين جونسون سيرليف)فيها وبهذا تصبح اول رئيسة منتخبة في القارة السوداء -وقد حصلت المرأة الحديدية على نسبة 59% من اصوات الناخبين،بينما حصل لاعب كرة القدم سابقا السيد جورج" ويا "على نسبة 40% من اصوات الليبيريين وتعتزم السيدة ايلين وهي اقتصادية وسياسية مخضرمة انها ستفعل كل ما في مقدرتها لتوفير اسباب السعادة والرفاه والراحة لليبيريين الذين عاشوا عقودا من الحروبات الاهلية التي دمرت كل البنى التحتية لبلادهم 0 لاشك ان يوم فوز "ايلين جونسون" كان يوما تاريخيا عاشته الساحة السياسية والاجتماعية الافريقية بعد المعارضة المتزمتة والمتشددة للرجال الذين سيطروا على الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية والاعلامية في عموم القارة المسكونة بالغيبيات والارواح والاشباح والبعاتية والسحرة والكجور ،والذين كانوا لهم الدور الكبير والبارز في شد وجر الحياة بشكل عام للوراء ،وايقائها بعيدة عن تيارات الحداثة والليبرالية التي تعصف بالعالم في ظل ثورة المعلومات والتقنية والفضاء ،وكان لابد من تحقيق الاختراق وذلك عن افصاح المجال للنساء للمساهمة في صنع القرارات السياسية التي لا تختصر فقط على الرجال ------ وبالرغم من ضبابية المشهد العام وقتامته اثر فوز المرأة في افريقيا الآ اننا نرجو لها النجاح وان تفلح قوة صوتها برغم انوثتها في تحقيق ما عجزت عنه اصوات الرجال الخشنة قرونا مضت ،والا يكون هذا الفوز الغالي مجرد عقد سياسي يرصع الصدور والنحور في الولائم والاحتفالات الوطنية -- وان يرسل هذا الفوز رسائل لاغموض عليها للدول التي مازالت تنظر مجتمعاتها للمرأة وصوتها السياسي والطبيعي ووجودها برمته كعورة تجب مداراتها والخجل منها والتعتيم عليها وحجبها خلف الستر والقلاع والجدران 0 ان انتخاب افريقيا إمرأة على رئاسة الحكومة تعني انها في طريقها الى التخلص من نظرتها الدونية للنساء وساعية ايضا لتحقيق العدالة الشاملة لمواطنيها دون النظر الى الجنس او الدين او العرق --الخ وهي خطوة مقدرة وفي الاتجاه الصحيح واذا كانت افريقيا قد تخطت 50% من عقدتها تجاه الديمقراطية ،لابد من القول ايضا انه بات من الظاهر تماما ان الازدهار والرقي والتمدن حالة عامة وشاملة تعيشها الشعوب والمجتمعات وتنمو بشكل متواز في سياق التطور العام ،فلا يعقل ان يتبوأ شعب من الشعوب مكانة عظيمة وسامية في مجال واحد من المجالات ،ويعيش التخلف والتردي في مختلف المجالات الاخرى ،و لايمكن ايضا ان تحرز أمة مكانة مرموقة في مجال ما وتتربع عليها بين الأمم لكنها تعاني على اصعدة أخرى البؤس والشقاء والانحطاط،وهذا هو السبب الاساسي في عدم لعب افريقيا رغم ضخامة ثرواتها دورا مهما في الخارطة العالمية ------------ان الولايات المتحدة الامريكية مثلا كانت يوما من الايام متخلفة كالعالم العربي وافريقيا لكنها وبتوفيرها الفرص والأجواء الصحية والتي هي ضرورية في مجال الابداع والابتكار والاختراع، وفي مجال الصحة مثلا وفرت كل اسباب الراحة والسعادة للأطباء الاجانب واصبحوا فقط في غضون خمس سنوات امريكيين الجنسية،وفي مجال التعليم اصبحت الولايات المتحدة الامريكية القبلة المفضلة للعلماء في كل التخصصات،وفي مجال كرة القدم استطاعت أمريكا ان تأسس فريقا لها في اقل من عشرة سنوات كادت ان تفوز بكأس العالم عام 2002 بعد ان كانت لاتعرف هذه الرياضة، اذن التطور عملية متوازية ومتكاملة يجب على المرأة الحديدية" السيدة ايلين جونسون" ادراكها وتقديم ليبيريا كنموزج للأخرين خاصة للعالم العربي الذي حتى الان ينكر ان يكون للنساء دورا في الحياة العامة 0 ومن جانب اخر وبينما كانت افريقيا تحتفل بمناسبة فوز اول إمرأة افريقية كرئيسة دولة كان يخيم على العالم العربي الخوف الشديد والهلع من ان تصله عدوى الليبرالية وتحرر النساء وبدأ في تجهيز وتجميع الحجج لمحاربة وصول المرأة وتوليها اي منصب قيادي ---انه موقف غريب ويتنافى حتى مع ابسط مبادئ اسلامنا الحنيف و"الحج"مثلا الذي يأتيه الناس من كل فج عميق حيث يجتمع فيه "النساء والرجال" في مكان واحد كمظهر من مظاهر المساواة والعدل وحقوق الانسان لم يقنع العرب بان الاسلام مليئ بحقوق الانسان(النساء والرجال على حد سواء)وبدأوا بدلا عملية عكسية في البحث عن آيات قرآنية أخرى ليفسرونها وما يؤيد اتجاهاتهم المعادية لحقوق المرأة ويبدوا هذا الواقع المشين للعيان في كل الدول التي تعتنق شعوبها الإسلام 0 اننا ندعو كافة الانظمة الافريقية وصاحباتها الحكومات العربية ان تصحى وتحذو حذو دولة ليبيريا وتفتح بلدانها لكافة مواطنيها بدون استثناء لممارسة العملية السياسية وعدم حرمان أي من سكانها من حقوقهم الطبيعية التي منحهم إياها "الله" كحق الحياة ،حق العمل ، حق التمتع بالحرية والتعبير ، حق ممارسة الشعائر الدينية بعيدا عن اسلوب الترهيب والاجبار ،حق ممارسة العمل السياسي بكل حرية وعدم التفرقة بين الناس على أساس الجنس او اللون او الدين -------------الخ 0 ان العالم سوف لم ولن ينتظر شعوب المنطقة العربية وشعوب أفريقيا تتعذب أكثر مما تعذبت من ظلم وتهميش نتيجة لإستبدادية وديكتاتورية وعفونة أنظمتها التي اتخذت منهم سجناء لها في هذه البلدان والاوطان التي احتلها واجتاحها واستباحها جحافل الأميين الحمقى الجهلاء من حكامنا ،وكيفما اتجهت ،واينما سكنت وحيثما حللت هناك زنزانة وقلعة وحصن يحفل بالكثير من الرواد والنزلاء من أفراد شعوبنا الجائعة والمتمزقة --- الحقيقة هي ان الديمقراطية رغم كل شئ اقل النظم شرا انها صفقة قديمة بين النبلاء والعامة تتطورت مع مرور الزمن الى صورتها الحالية --- صفقة يحكم فيها الصفوة باختيار العامة مقابل التنازل لهم عن بعض المكاسب وهل ادرك حكامنا في العالم العربي والافريقي هذه الحقيقة وسمح لجميع مواطنيه المشاركة في العملية السياسية؟؟؟ -------------------والسلام [email protected]