حكومة المؤتمر الوطني من أكثر الحكومات اٍنعقاداَ للمؤتمرات واللقاءات والاجتماعات
في تاريخ حكومات السودانية على الإطلاق, كل هذه المؤتمرات وخاصة المتعلقة
بمشكلة دارفور منذ مطلع التسعينيات ولم تحقق شيئاَ , مؤتمرات أبناء دارفور
والصلح القبلي والتعايش السلمي لم تثمر شيئاَ كلها ذهبت أدراج الرياح , لا أحد
يستطيع أن يعطي مثلا لمؤتمر تم تسوية قضية أو مشكلة أو حتى تقريب وجهات
نظر مع حكومة المؤتمر الوطني مع أي طرف دون وسيط , وكذا مع قضية دارفور
كانت وما زالت الحكومة ترى أن خلافات والتناحر في دارفور تبعد عنها رؤوس
السياط ولو بعض وقت , فلذا دأبت على تأجيج الصراع بأحابيل ملتوية وبأسلوب
أمني بحت0
ما نراه ونسمعه في وسائل أعلام الحكومة من دعوات ومناشدات لما يسمى
بالمؤتمر الجامع لأبناء دارفور برعاية المنتفعين من النظام في الخرطوم
ودارفور ما هو إلا مسرحية أخرى من مسرحيات النظام لكسب الوقت وإضاعة
المال في سيناريو مكشوف الأدوار والمرامي , الحكومة تريد أن توهم الناس أن
ما حصل في دارفور أمر عادي أو هفوة عابرة بإمكان أهل دارفور أن ينسوه
كما يروج لها أحمد بلال الطيب في برنامجه ( في الواجهة ) , أهداف المؤتمر
واضحة وهي تمويه وتعمية مفاوضات أبوجا , وتلميع الجنجويد وزج بهم
في حياة السياسية كما لوأنهم صناع السلام والاستقرار في دارفور أملاَ
في أن يفلتوا من العدالة الدولية في محكمة الجزاء لاحقاَ ولكن هيهات00
مشكلة دارفور ليست بهذه البساطة , ولا أرواح الناس لعبة , ما ذنب الملايين
الذين طردوا من ديارهم , أين أموالهم وممتلكاتهم وشبابهم ؟ ماذا نقول
للعذارى آلائي انتهكن أعراضهن ؟,والكريمات من النساء آلائي فقدن شرفهن ؟
سوف تظل هذه المآسي في ذاكرة أجيال دارفور بل وفي تاريخ أهل دارفور ولو
أخذت العدالة مجراها , يا أخي بلال الطيب نحن نخوض المعارك وننسى
لو كانت لنا أو علينا مادامت الحرب سجال بين الرجال , ولكن لم ولن ننسى
دماء أطفالنا وأعين الغاليين من أمهاتنا وشرف عذارى من أخواتنا وغضب
جلائل من شيوخنا وآبائنا 0 ما حصل في دارفور ليست حرباَ كما يعرفها
رجال السودان الشجعان أنما سبة أمنية قذرة قامت بها مجموعة من حثالة
نظام الخرطوم مع شرذمة من أعراب الضالة في براري دارفور بمنتهى الوقاحة
نعلم ذلك , نحن أمة لا يسهل الهوان علينا , ضميرنا حي نشعر بوخزاته ,وذاكرتنا
قوية تذكرنا وقفاتها , لا تستطيع الحكومة أن تنسينا وتسوينا مع الجنجويد بأي حال ,
هل يستوي الذين قاتلوا من أجل القضية والذين قاتلوا ضد القضية,! مالكم كيف
تحكمون 0 لو جاءت الحكومة بكل غالي ونفيس وأنفق ما لديها من المال ما
استطاعت تأليف قلوب أهل دارفور من دون ثوارهم الأشاوس في حركتي العدل
والمساواة وتحرير السودان , كل ما تقوم به الحكومة من محاولات لسحب
البساط من تحت أقدام الثوار أو تهميش دورهم في تمثيل أهلهم في دارفور
لهو حرث في الماء أو المحاولة الشراب من سراب إذا صح التعبير , تكمن
سر تسوية مشكلة دارفور ( Darfour conflict ) في تفاهم ثوار دارفور
مع النظام في الخرطوم على مبادئ نيفاشا و أبوجا في تقسيم السلطة والثروة
وإرساء مبادئ الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وبالتعاون
الكامل مع محكمة الجزاء الدولية لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في دارفور

حامد جربو/ السعودية