تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مؤتمر دارفور المزعوم : لماذا الآن وجولة المفاوضات منعقدة ؟ دعوة باطل اريد بها الفتنة. بقلم / عبد العزيز عثمان سام / عضو الوفد المفاوض لحركة /جيش تحرير السودان/ ابوجا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
11/12/2005 11:01 م

بقلم / عبد العزيز عثمان سام / عضو الوفد المفاوض لحركة /جيش تحرير السودان/ ابوجا

ظللنا نسمع فى الاخبار التى تاتينا من السودان الحبيب ان قيادة المؤتمر الوطنى الحزب الحاكم بنصيب الاسد، الحزب الذى اتخذ قرار حرق دارفور ، ونفذه تماما ، سمعنا ان ذلك الحزب وفى اطار ماضيه وحاضره ومستقبله الحافل بنقض العهود بدرجة الامتياز بوصفه الحلقة الاخيرة فى مسلسل مؤسسة الجلابة التى ورثت حكم بلدنا من المستعمر وظلت تزيق العباد الويلات والمهانة والذل لنصف قرن ونيف من الزمان ، لا يصدق عاقل ان هذه المؤسسة وقد حقنت نفسها بفيروس الفناء اختياراً ، عندما قررت ابادة السكان الاصليين فى الجنوب الذى تمكن الجلابة فيها من ابادة قرابة الثلاثة مليون من سكانها فى عقر دُورهم على مدى اكثر من عقدين من الزمان ، ثم انقلبوا على اهل دارفور الابرياء ليعملوا فيهم تقتيلاً وابادة جماعية وتطهير عرقى راح ضحيته مئات الالوف من الابرياء من النساء والشيوخ والاطفان وكلهم لم يشاركوا فى النزاع المسلح الذى دار هناك ومن ثم فان قتلهم كان مخالفاً لكن قواعد وقوانين الحرب وفق القانون الانسانى الدولى وبرتوكولات جنيف، ان ضمير العالم لا ينام ، ولم ينام فى المأساة التى روعت كل مخلوقات العالم الاَ حكومة ونظام الجلابة التى تحكم السودان الان فى الفصل الختامى لهذا المسلسل الانتهازى البشع من الاستغلال ، وان استقلال السودان قد اقترن منذ غداته باستغلال هذه الفئة البغيضة لموارد البلاد البشرية والمادية والطبيعية ، فالكل عندهم سواء البقر والبشر ، وهذا لايهمنا ولا نشكوهم لاحد لاننا قد وجدنا لهم الترياق الشافى ، فان امثال هؤلاء ينفعهم العصا ويداويهم ..
ثم ادخل الى ما اضطرنى الى كتابة هذا المقال ، وهو انه فى غمرة المعركة المحتدمة والموقوتة بسقف زمنى ضيق هو نهاية هذا الشهر الخاتم لهذه السنة 2005م ، وفيما نحن نخوض غمار الجولة الفاصلة لمنبر ابوجا للمحادثات السودانية/ السودانية حول مشكلة دارفور ، وقد إلتام شمل حركتى تحرير السودان والعدل والمساواة فى تناغم تناسى فيه الجميع خلافاتهم وتباينات وجهات نظرهم والتفوا حول القضية الجوهرية وهو حقوق دارفور السليبة ، وبينما الوفود تعمل بجد ومثابرة لاتقيم فرقاَ لليل والنهار بل تواصلهما لاجل القضية والحقوق العادلة لاهلنا فى دارفور ، دخل علينا فى قاعة الاجتماع من يخبرنا بان وفداَ من (اعيان) دارفور من المؤتمر الوطنى وبعض الانتهازيين ، الذى ضيعوا دارفور عبر الحقب وبعض نهازى الفرص والمراهنون على افشال كل خير ياتى لاهلهم علمنا انهم وصلوا الى ابوجا ويطلبون الاجتماع الينا وهم يحملون رقاع الدعوة لقادة الحركتين لحضور المؤتمر الجامع المزعوم و المزمع عقده بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور بقيادة وآليها البهلوان الكذوب (كبر) او كـــُفر كما يحلو لهل الفاشر تسميته ، و لاغرو ان اسموه كذلك لان الرجل رغم عمله السابق فى تعليم النشء و لا اقول تربيته ، لانه لا يصلح للتربية لكونه يتحرى الكذب، وهذا اصبح فى علم العامة ، والنكات الذكية المتداولة فى ذلك كثيرة وقد سار بها الركبان ، فهو لا يخشى ان يكتب عند الله كذاباً ، ولا يهمه ان المؤمن لايكذب، فهو قد كتب كذلك فليتبوأ مكانه المناسب يوم القيامة.. فحزنّا ايما حزن رغم اننا قد فرحنا ولم نسعد بسير المفاوضات وفقاَ لقواعده ومرجعياته مخالفة لما كان يريد لها الوفد الحكومى ، ورئيسها الذى اراد ان يحقن المنبر بمرجعيات من بنات افكاره ورغبة حزبه ، منها مرجعيات اراد بها كسب تعاطف المجتمع الدولى مثل اتفاق نيفاشا والدستور الانتفالى و حكومة الوحدة الوطنية ومرجعيات اخرى اراد بها استغلال امرين: ذكاءه وغباء الذين يسندونه من وجهاء دارفور الذى نمت لحوم اكتافهم و مجدهم الزائف الموغل فى الفشل من الارتهان لمؤسسة الجلابة وبيع حقوق اهل دارفور لهم مقابل حفنة قليلة من الدنانير وضمان اللاستمرار فى العمالة والارتزاق، واظهارهم ازلة وهم الاعز وتهميشهم وتغييبهم من مؤسسات السلطة وهم ابناء واحفاد من حرروا السودان ورسموا حدوده التى زيفها الجلابة مرتين فى عهد النميرى وهذه الحكومة التى تمثل الحلقة الاخيرة لمؤسسة الجلابة البائدة ، وكان ذلك تحت راية الامام المهدى عليه السلام الذى عندما اراد تحرير السودان سار غرباً لتكوين جيشه ولم يذهب الى حيث ولد وترعرع لانه يعرفهم جيداً فهم للدسائس والخيانة اقرب من النصرة والفداء وذاك موضوع آخر ساتناوله اذا سنحت لى الفرصة والمزاج ، تلك هى مرجعية من بنات افكار حكومة المؤتمر الوطنى مرتكبة الإبادة الجماعية والتطهير العرقى ولاول مرة فى العالم استخدم المؤتمر الوطنى وما زال سلاح الاغتصاب كاسوأ ما يمكن ان يستخدم فى الحرب وصحيح ان الحرب قتال والقتال كرهـ .. فارسلنا الي الوفد الميمون، وفداً مشتركاَ من الحركتين ليستجلى امرهم ويسمع الى بغيتهم وطلبهم، خاصة وان الذى نقل الينا خبر مقدمهم المح الى انهم فى عجلة من امرهم ولن يمكثوا فى ابوجا غير ليلة واحدة لابلاغ رسالتهم ودعوتهم لان طائرتهم (الطائر الميمون) يربض فى مطار ابوجا ليقلهم الى ليبيا واوربا لمقابلة قيادة حركة العدل والمساواة ، هذا، والغريب فى الامر ان المؤتمر الزيف قد ضرب له الاسبوع الثانى من هذا الشهر ، أى بعد اسبوع واحد من تاريخ اليوم الذى قدم فيه الدعوة التى نرجو الاّ يباركها الله لانها دعوة عميلة باطلة اريد بها باطل ..
الذى يحول بيننا وبين هؤلاء الشيوخ الذين لاخير فيهم ، هو ادب جمّ تشربنا قواعده ورضعناه من اثداء امهاتنا :
وقبل كل شئ يجب ان نسقط هذه الدعوة المسمومة على الظروف والواقع الذى قدمت فيها وعلى النحو الآتى :
1/ فشل الوفد الخكومى فى مفاوضات ابوجا فى تمرير وجهة نظره الداعية الى فرض مرجعيات يلتزم بها حكومته وحزبه المؤتمر الوطنى ، واغرب تلك المرجعيات هو مرجعية اختلقها الوفد نيابة عن حزبه واسماها مرجعية اهل دارفور ، اى ان القضايا التى تخص اقليم دارفور لا يجب البت فيها فى هذا المنبر بل انها تعرض على اهل دارفور للنظر والبت فيها فى مؤتمر جامع ، والمؤتمر الجامع الذى يشار اليه هو ذا الذى سيقام ويلتئم بمدينة الفاشر فى الاسبوع القادم تحت رعاية وخدمة (كبر) الوالى الهمام ولى الله الصالح الشيخ العلامة الذى اجتمع بكل من كوفى عنان وكولن باول وكونداليزا رايس وزعماء العالم وامطرهم من الاكاذيب والترهات ما نائت بحملها الجبال ، عندما فشل الوفد الحكومى فى تمرير مرجعية اهل دارفور المزعومة، التى تحدث عنها وكان اهل الحركتين قد قدموا من اقليم غير دارفور ، عندما فشلت فى تمرير تلك المرجعية ، قررت حكومة الجبهة ان تقطع الطريق على سير المفاوضات وعدم الالتزام بالسير فيها بحسن النية المطلوبة التزاماَ باتفاق الميادئ الذى يلزم الاطراف بذلك.. فاتت بالديناصورات الذين تخصصوا طوال حياتهم واعمارهم التى تؤول الان الى الخرف، تخصصوا فى بيع دارفور وتخذيله وهدر حقوق اهله و بيع مقدراته بابخس الاثمان فى دلالات الجلابة التى لا يزايد فيها احد غيرهم فهم الذين يحددون المبيع وثمنه وكيفية دفعه ، جاءوا الان يركبون طائرة النخاس الذى تخصص فى المتاجرة باهل دارفور ، ابن الزبير باشا ، السماسرة صيادوا الاحرار من ابناء السودان فى دارفور الآن فى ابوجا للمساومة فى حقوق دارفور التى اصبحت قاب قوسين او ادتى من التحقق ، ثم تحركهم احقادهم الشخصية وضغائنهم السامة وفشلهم فى تحقيق اى شئ لدارفور بكرامة ، ومن يهن يسهل الهوان عليه ، هم لا يعرفون الكرامة وتخصصوا فى تنفيذ تعليمات اسيادهم الجلابة ورفع التمام بعد ذلك لاستلام (الجُــــعل) ، عطية مزين لا يغنى و لا يسمن ، ومن الاسماء التى سمعناها واشتمل عليه الوفد الميمون، من أُحرق اقليم دارفور فى فترة حكمة لسوء تقديره وتنفيذه الاعمى لتعليمات اسياده دون النظر الى واقع الحال وتقدير الظروف ، لاستخدامه المفرط للسلطة والقوة ، فالحكم، مناطه الحِكمة ايها السادة الكرام اجاركم الله ، وليس حسن تنفيذ ما يطلبه من اوكلوكم و لكنه – او الحكم- الرشيد يتجسد فى التعبير عن حقوق واحلام الشعوب والموت لاجل تحقيق كرامتهم وانسانبتهم وليس ازلالهم وتخذيلهم، ورهن ارادتهم وتطويعهم لامزجة جلاديهم ، فماذا كانت النتيجة ايها الربان الفريق الهمام كان ان فجّرت دارفور وافقدت انسانه البسيط الثقة فى خكم العسكر ،، فانتفض شباب دارفور وحمل السلاح فصار الذى بينكم وبينه ما صنع الحداد ، فكان خزلان جيشكم المرتزق الذى ينشط فى الاغتصاب اكثر من صموده فى المعارك ، وما فتئ الرجل يعتز بكونه فريق للجيش الذى سلاحه الاغتصاب وديدنه الهروب وترك العتاد الكامل لابطال التحرير الذين يود هو ووفده الميمون الآن ضربهم من الخلف والمعركة محتدمة ، فاين قواعد الفرسان التى تابى الضرب من الخلف والخزلان واتاحة ظروف لاحد الخصوم غير متاح الآخر ، من الوفد المحترم ايضاَ من كان (تمومة جرتق) فى انقلاب يونيو1989م المشئوم، وكان كالاطرش فى (الزفة) طوال الاعوام الكالحة السواد التى جثم فيها الجلابة على صدر الشعب السودانى البطل يزيقونه صنوفاً من العذاب يقبل لنفسه باسم اهل دارفور الشرفاء اضعف وادنى الوزارت والمناصب ليثبت الدونية والتهميش من داخل المؤسسة الانقلابية ، وهذا لا يفهمه احد ، ان ياتى الشخص الى الحكم فى انقلاب كان يمكن ان يقضى نحبه فيه ثم يرضى بالدنية والذيل من كيكة السلطة ، حدثنى مرة صديق قال: ان قريبكم هذا ظل حتى العام 1995 يغالط بان (الانقلاب ده ما جبهجية) ، والى ان يصّدِق، وليته لم يفعل ، فله منا التحية ، ولكنه شديد الاستجابة وسريع التجاوب مع دعوات التخزيل و الأنبطاح والخنوع مثل التى هو فيها الان ، فالف تشكرون وما كنا نريد لك الاّ الخير ولكنك طوال تاريخك مع هذه الحكومة اخترت اسوأ الخيارات ، الذى اؤكده لك هو انك شريف ابن اشراف ،ولكن الذى اقترفته من مهانة ووضاعة، وضعتك الان خارج التشكيلة الحكومية، هى حصاد ربيعك وخريفك وباسمك لا باسمنا نحن فنحن منك براء والبيت الكبير منك خجول .. ومنهم من يعمل سمساراً فى السياسة وتحركه حجم العمولة و(الظرف) الحكومى الذى يحمل الموجهات ، وكان يكفيه ان حــُصب بالحجارة فى معسكرات النازحين فى الجنينة لانه جاء للتطبيل لجلاديهم .. ازعم ان عمراً معيناً عندما يبلغه السودانيون يسهل بيعهم وشراءهم وجميع من جاءوا الينا قد ناهزوا عمر البيع، ومن افراد الوفد من هو إمّعة لا يفهم شئ ، ومنهم من اتى اعتماداً على صلات القربى مع قادة الثوار فى الحركتين مستغلاً العواطف والوشائج ، ولكن اخطر ما حوى الوفد حامل خزينة النخاس ، رجل كان رقيق الحال لايحسه احد فى الحــــِل او الترحال ولكنه مشى فى الارض واكل من رزقه فاتى بمال وفير لا يعلمن احد مصدره ، يوظف ماله لمرضاة السلطان خوفاً وخشية وتقية ، لعل دوره ياتى فى الوفد بحالين : اذا نجحت المهمة فبالهدايا والهبات وان فشلت المهمة او تعثرت (واحتاجت لدفرة) فهو جاهز للشراء والرشوة وسوابقه فى الرشاء معلومة ومرصودة ، ونقول له ارعى بقيدك ، الاولى بمالك التى تبذله لقتلة اهلك ومغتصبى عرضك هم اهلك ومن يحملون لواء تحريرهم ..ولكن ، (كدة احسن)والله يعصمنا من كل مال غير معلوم المصدر، آمين، ولكن بعد كل هذا ، نريد وبكل احترام ان نوصح النقاط التالية ، للتدليل على ان المؤتمر المعنى والمعلن لن يخدم الاّ الحكومة وهى محاولة فاشلة لافشال المفاوضات الجارية فى ابوجا ، وقطع الطريق امامها والالتفاف عليها، لان الحوار الدارفورى/ الدارفورى الوارد فى الفقرة (16) من اعلان المبادئ الموقع فى ابوجا يوليو 2005م ينص صراحة ان ذلك الحوار يجرى ويتم بين الدارفوريين بعد التوقيع على الاتفاق النهائى بغية استقطاب الدعم للاتفاق ، والحكومة ومكوناتها واحزابها ليسوا طرفاً فيه ، وعليه ، فبدلاَ من ازعاجنا وصرفنا عن العمل المقدس الذى نقوم به لاجل دارفور فى جولات المفاوضات الجارية ، دعونا نعمل سوياً وادعمونا بالفكر والراى والمال الحلال لتحيق اكبر قدر من المكاسب ، و لايجعلوا اهل الجنوب يضحكون عليكم ، ويقولوا ليكم اولادكم الصغار قرروا يزيلوا عار السنين الذى راكمتموه على اهلكم فى السودان ودارفور، فرفضتم العزة و(دسيتم المحافير) تباً لكم ، ان الخنوع والذيلية والذلة قد تشكل واستقر ونقش فى وجدان هذا الجيل ‘ الاّ، من رحم ربى انه غفور كريم .. فاللهم حُـــلّ بيننا وبين اذاهم واجعل كيدهم فى نحرهم ونجنا منهم كما نجيت نبيك ابراهيم ولوط من شرور قومهم ، فتكفل بهم انك عليهم قدير ، هذا دعاء مظلوم ليس بينك وبينه حجاب ، آمين .
لماذا المؤتمر الآن ؟؟
اسال هذا السؤال ، وهو مهم جداَ والجميع فى دارفور وغيره يعلم الإجابة ولكن فقط اوردت السؤال لتوضيح جوانب هامة فى منطقة الظل، لا يطلع عليها الاّ حكومة السواد ، الذى قلب دارفور الى رماد ، و صبايا مغتصبات وجيش تحرير حلف باغلظ الايمان فى (حسكنيتة) (محل الزول بلقى نيته) ان ، اما الحقوق الكاملة ورفع الظلم ، واما ، كل القوة الخرطوم جوة ، الزئير الذى خلع قلوب الظلمة من صدورهم ، ونظل نرهبهم ونعد لهم العدة حتى نهزمهم والارض يورثها الله عباده المخلصون ، فليذهب القتلة وابطال التطهير العرقى الى حيث يستحقون والله يمهل و لايهمل وثقتنا فى عدله وانصافه لاتحدها حدود :
اولاً : سيسجل التاريخ ان هذا المؤتمر هو محاولة فاشلة لتزييف ارادة اهلنا الطيبين فى دارفور وقطع الطريق على حقوقهم المشروعة التى اغتصبت منذ فجر الاستقلال، وسيشهد التاريخ ايضاً ان الذين سعوا لذلك قد خانوا حقوق اهلهم وهو ليس امراً جديداً عليهم وقد جبلوا على حريق اهلهم ورفع التمام لاسيادهم الجلابة، وان الاوداج المنتفخة والكروش التى تعيق حركتهم هى من السحت الذى يتقاضونه ثمناً بخساً بل عمولة سمسرة نتنة وضئيلة هى عطية مزين ، فهل سمعتم من يبيع اهله وشرفه وبنيه ويتقاضى عطية مزين ؟؟
ثانياً: ان جميع الذين اتوا هم عملاء للحكومة ومنسوبيه ، ونقصد حكومة المؤتمر الوطنى لان اهلنا الجنوبين لاذنب لهم وهم كالذى تزوج من امرأة اشتهرت بسوء السمعة من افعالها السابقة لزواجها الحالى ولكنه مضطر للعيش معها لفترة انتقالية محدودة المدة لانتزاع حقوق شرعية لا تتأتى من دون هذا الزواج الذى لا خير فيه ، لذلك فهم لا يشاركونها الفراش ولا يحتملون ما اتت هى من موبقات ، ويتمنون للزمن ان يمضى سراعاَ ليقضى على الفترة الانتقالية الحتمية، والى حين ذلك فهم مجبورون على الصلاة وعلى تحمل الاذى، و (البيبارى الجداد بيوديه الكوشة) حتماً، فهم بدلا من دعم الثوار لتحقيق هدفهم ووضع اهل دارفور فى مكانهم الذى يليق بهم فانهم يكشفون ظهرهم و يحاولون تقييد اياديهم الى الخلف و يتيحون للخصم ان يعلو ظهورهم بسياط الظلم والهدم لحقوقهم ، ولكنهم لا يعلمون ان الله موهن كيد الظالمين وان الحق هو الاسم الاعظم وان العدل هو الاسم الاعظم لله جل وعلا ، فاعلموا يا تجار الدين يا من اوردتم اهلكم المهالك ... فلا يسعنا هنا الا ان نرجع الى قول الله عز وجل مخاطباَ سيدنا نوح عليه السلام عندما الح على ابنه كى يركب معه فى السفينة ، فابى ، فطفق يقول انه ابنى ، انه من اهلى ، فكان جواب ربنا سبحانه وتعالى شافياً وكافياً، انه ليس من اهلك ، انه عمل غير صالح، فكل من يقف ضد مصلحة اهل دارفور ورد حقوقهم السليبة منذ فجر التاريخ ، كل من يريد لنا فى دارفور ان نعيش اذلة من الدرجة الثانية او الثالثة ، كل من يريد لنا ان نحّقر ونذل ونخزى ونعمل وكلاء للجلابة ومن لف لفهم ، كل من يبرمج على العمالة والانحناء ‘ كل من صارت حياته تابعاً ومشايعاَ لامزجة اسياده الذى احرقوا قرانا واحرقونا بالانتنوف والابابيل ، كل من يفعل ذلك ليس ابناَ من ابناء دارفور ، بل هو عمل غير صالح ، مثل ابن نبى الله نوح الذى كشف ستره الله تعالى ، فاننا نخيركم فاختاروا، بين البنوة الحقة الشرعية او ان تعلنوا على رؤوس الاشهاد انكم عمل غير صالح ، وحينها لن نقيم فرقاً بينكم وبين الذى ارسلكم ، وبئس الرسالة تحملونها (شياب وعايبين؟)
ثالثاً: يعلم هؤلاء الذين قدموا الى ابوجا على متن الطائر الميمون، يمنون انفسهم الامانى ، يعلمون ان الحركتان يستحيل عليهما قيول دعوة المؤتمر الوطنى لحضور مؤتمر الفاشر لتزييف الارداة لدعم وفد التفاوض الحكومى الوحلان فى ابوجا ، لسبب بسيط هو انه ما الذى يجعلنا نذهب الى الفاشر تحت ضيافة خصمنا وعدونا الذى نريد سوقه الى (لاهاى ) اليوم او غداَ ، ما الفهم إذاً ؟ نريد ان نعلم فقط ، دعك عن هذه ، اذا كانت الحكومة تريد لدارفور الخير فلماذا لا تفاوض هنا فى ابوجا بجدية وكلما تنكبت الخطى وارادت التملص ، قالت ان هذا الامر من اختصاص اهل دارفور ‘ فهى لا تقول ان الطرف الآخر لا يستحق كذا او كذا ولكنها تقول اهل دارفور، وهو يعنى هؤلاء الذين جاؤا من وراء التاريخ ، من العصور الاولى لهبوط الانسان على الارض ، فهؤلاء المنسوبين لحكومة الجبهة من قبل ومن بعد ليسوا هم اهل دارفور الذين يحملون رغبة اهلها ولكنهم ابواق، يطبلون لسيدهم الهمام الذى يتربع على العرش ويوزع لهم الخلع والهبات وينذرهم بالثيور وعزائم الامور اذا تجرأ احدهم بالرفض ..
ويؤسفنا ايضاً اننا لم نستفيد من تجربة اهلنا الاحرار ،فى الجنوب الحبيب فالمؤتمر الوطنى الذى تربى فى كنفه ضيوفنا اصحاب المؤتمر الفاشرى الهزيل ، اتفقوا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان على انفصال جنوب السودان فى نيفاشا ، وحزب المؤتمر الوطنى هو حزب منبت ومولود غير شرعى فى خارطة الاحزاب السياسية السودانية ، فلا يوجد حزب بهذا الاسم فى آخر حكومة ديمقراطية ، انقضت عليها (الجبهجية) بانقلاب يونيو 1989م المشئوم ، هذا الحزب المنبت تمكن من التوقيع على اتفاق باسم كل السودان على سبيل الفضول المحض ، يقصى بانفصال جزء عزيز من الوطن هو الجنوب ، ولكن عندما تطالب القوى الثورية بدارفور فى حركتى تحرير السودان والعدل والمساواة السودانية بحقهم المشروع فى السلطة والثروة وفق منهج اتفاق المبادئ ، وعندما تطالبان باقليم دارفور بحدود 1956م وعندما تطالبان بحقهم فى المشاركة فى مؤسسة الرئاسة وعندما تطالبان بازالة الإضطهاد الثقافى والظلم الاجتماعى ووقف الكشات لاهل دارفور فى العاصمة القومية وذلك بحسن ادارتها باقسام السلطة فيها ووقف الاستعمار الجديد من ورثة الاستعمار ، تقوم حكومة المؤتمر الوطنى بتحديد مؤتمر لاهل دارفور الغرض منه تزييف ارادة اهل دارفور الذين يواجهون الاغتصاب والقتل والتشريد يومياً ، وترسل لنا الحكومة من زبانيتها ممن اوردوا دارفور المهالك ورسخوا تهميشها واذلالها وسرقة قوت اهلها ، ترسلهم لنا تحت عباءة اهل دارفور ، ليسوِقوا لنا المؤتمر ، ويقدموا لنا رقاع الدعوة لحضور فعالياتها بمدينة الفاشر.. هذا استفزار خطير ومفاجئ ، نستطيع ان نرد عليه بما يستحق ، ذلك ان الفاشر نحن نعرفها وهى مدينتنا التى ترعرعنا فيها وشببنا رجالاً وتركناها عندما استباحها قرصان لم يحفظ شرفها ، فاهينت ، وفقدت معالمها الاساسية ، وقطنها العسس والجنجويد ومن هب ودب ، والمابعرفك ما بعزك ، الفاشر هذه يا مسيلمة الكذاب القابع فيها ، فى العام 1982/83 التى جلسنا فيها لامتحان الشهادة السودانية ، لم تنقطع الكهرباء فيها ابداَ ، طوال العام ، فهل عرفت الفرق بين الفاشر الشريفة البكرة والفاشر التى تدعوننا اليها ، وينطبق عليك المثل البسيط (جدادة الخلاء العزمت جدادة الحلة) ، فهل هؤلاء السودانيون يظلون يكررون الاخطاء ولا يتعلمون شيئاَ كشعب البوربون ، من لا يتذكر او كان طرفاَ فى الدعوات العديدة التى شاب لكثرتها وسذاجتها رؤوس الاذكياء ، لعقد المؤتمر القومى الدستورى التى دعت له الحكومات الوطنية الديمقراطية والاحزاب الوطنية التى حققت استقلال السودان وتعاقبت على حكمه خلال العقود الاربعة الماضية ، ولم تات الحركة الشعبية ، ونحن الان ياتى اهلنا وهم عمل غير صالح لدعوتنا لترك المفاوضات التى ترعاها المجتمع الدولى اجمع ،حضورياَ ، لماذا؟ لكى نذهب الى امير المؤمنين كٍـــبر الذى صغر فى عين الحق تلبية لدعوة قدمتها حكومة ارتكبت جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقى ضد اهلنا وما زالت تنشط حثيثاً فى إغتصاب الشريفات العذارى من بنات دارفور العفيفات الطاهرات.. وهى الان فى انتظار حتفها بلاهاى .. ومعلوم للعامة ان الدعوات للمؤتمر القومى الدستورى الذى يحضرها كل القوى السودانية بما فيها الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان ، وان الحركة لم تلبى اى من تلك الدعوات ولم يحضر قادتها الى المدن التى تقع تحت سيطرة الحكومة حتى ، وقـــّعوا على اتفاق السلام فى نيفاشا يناير 2005م ثم جاء قائدها البطل الشهيد الذى جسد حلم السودان الجديد لشباب السودان ولكنه ذهب شهيداً بين مطرقة جيش الرب وسندان الجبهية ، فضاع الحلم ولو الى حين، ولكن الذين قدموا رقاع الدعوة للمؤتمر العجيب لايوضحون لنا سبباَ يجعل من هذا المؤتمر بالأهمية التى يترك لاجلها المفاوضات ذات السقف الزمنى المحدد والوشيك للذهاب الى المؤتمر المزكور ، لذلك اقول ان الغرض من حضور هؤلاء الذى ضيعوا دارفور و( جابوه الطيش) ، هو هدف دعائى يريدون ان يقولوا اننا ذهبنا الى (حاملى السلاح) كما قالوا وهى مفردات يمليها عليهم كبيرهم الذى اعلن الحرب علينا من على منبر مشهود بمدينة الفاشر ، ويقولو ، اننا قدمنا لهم الدعوة بالحضور ولم ياتوا وبذلك فانهم خرجوا على اجماع اهل دارفور ويوفروا بذلك حسب زعمهم، دعماً لوجهة نظر الحكومة التى تدّعى تمثيل الشعب السودانى اينما كانوا ، ولكن نقول ان حجتكم مردودة اليكم ، فلا يعقل عدالة ولا يستساغ قانوناً وان الوجدان السليم لا يقيم وزناً لحجة تجعل من الجّـــلاد منقذاً وممثلاً وقاضياَ وخصماً ، ان التسمية الصحيحة للمؤتمر المزمع هو انه ( المؤتمر الجامع لابناء دارفور بحزب المؤتمر الوطنى بطل التطهير العرقى والابادة الجماعية بدارفور و من شايعهم واكل رشوتهم وركب طائرتهم ولبى استغاثة وفدهم فى ابوجا: اغثنى يا فداك ابى وامى والجنجويد) فتباَ لهم جميعاَ ، ان الدور قبيبح ومخجل خير لكم ان تمشوا حفاة عراة فى الشوارع العامة ، بدلاً من القيام بدور مهرج السلطان هذا ، ليست العبرة فى كبر حجم الوفود او وجاهة افرادها ولكن العبرة فى وجاهة الرأى وعمق الفكرة ، وعقلانية الطرح ، عودوا بطائرتكم من حيث اتيتم ، خاب سعيكم ، ولو لا رجال بينكم علمونا لقلنا لكم خسئتم يا هؤلاء..
سمعت انهم يقولون ان المؤتمر ليس ضد الحركات المسلحة ، اذاَ ، فضد من المؤتمر ، صحيح ان المؤتمر لا يهمنا فى شئ وهو شأن داخلى يخص النظام واشياعه ، لكن سوء النية فى دعوتنا لها وتحشيد كل نمور الورق هؤلاء لجلب رقاع الدعوة مع علمهم باستحالة قبولنا لها لاسباب يعلمها اى طفل سودانى رشيد يحلم بحياة كريمة ..
الحوار الدارفورى /الدارفورى الذى يعقب الاتفاق النهائى فى ابوجا ، لن يكون من اختصاص الحكومة او زبانيتها وسماسرتها ، هو حوار يقوده ابناء دارفور ، وننظمه نحن فى الحركات المسلحة (حاملى السلاح قال..عجب) ولن يكون المؤتمر الوطنى طرفاَ فيه ، الوحيد الذى يدير هذا الحوار بشخصيته الاعتبارية هما الحركتان المسلحتان ،
كنا نود من هؤلاء ، عملاء الاستعمار الجديد، ان يلتزموا الحياد والسكوت اذا اعياهم ان يسندوا موقفنا التفاوضى، وان الوظائف التى يحلموا بها ليل نهار ويبيعون لاجلها الغالى والنفيس من قيم اهل دارفور، كنا سنجلبها لهم بالكوم اذا صبروا ، فنحن لسنا طلا ب وزارات ونحوها ، فقط نراقبهم حتى لا يبيعوها للاسياد مرة اخرى ، ولكنهم ابوا الحلال ليبيعوا ضمائرهم السقيمة وقلوبهم المعطوبة بدراهم معدودات ، ومن شب على شئ شاب عليه.
ان هذا المؤتمر المزمع والذى يهرولون للدعوة لها والتبشير بها ، يفعلون ذلك اجهاضاً لاتفاق المبادئ الموقع بين الاطراف فى يوليو 2005م ، ويعتبر عرقلة للمفاوضات الجارية الان ، وحرباً على قضية السلام برمته ويستدعى ذلك استنهاض الهمم واستنفار اصحاب الحق للدفاع عنه ووقف القرصنة الجارية..
كان عرّاب المنبر الوهم ، وحائك مؤامرة المؤتمر الزيف ، القابض على المليارات من حكومته التى سرقت قوت الشعب وقتلته وشردته، كان هذا العرّاب يحرص على عقد الملتقيات لاهل دارفور بالرغم من عدم جدواها بالخارج (الجماهيرية الليبية) ولكنه هذه المرة اختار الفاشر ابوزكريا، فسؤالنا لسعادة الفريق (جينوسايد) هو : ( شن جّد على المخدّة: تنجيد ولا كيس جديد ؟) .. (عليك الله اعمله لينا المرة دى فى هنولولو.. مش عمك بشكة بدفع الفلوس) ، وسوف تغنى ليك الجوغة التى ترافقك من الانتهازين : (دور بينا العربية ، تودينا للسادة) طبعاَ انت عارف القصد كويس،
اما بعد فانكم بفعلتكم هذه ايها العواجير الكرام لم تحترموا مشاعر الشباب الذين حملوا السلاح وحققوا لاهلهم النصر فى معركة الكرامة ورووا ارض دارفور الطاهرة بدمائهم الطاهرة الزكية الخالية من الامراض ، ليغسلوا العار والمهانة التى راكمتموه لعقود من الزمان ، وها انتم الا ن تقفون فى طريق اهل دارفور وحقوقهم التى ننتزعها الان من فم الاسد السمين الذى ظل ياكل هذه الحقوق منذ الاستقلال ويرمى اليكم بجزء من فضلات تلك الحقوق ، والان ، ها انتم تحولون بيننا وبين حقوق اهل دارفور ، فنقول لكم ، على رسلكم ، نحن نعلم ماذا تريدون ، انتم تصارعوننا نحن على سلطة وهمية عشتم طوال حياتكم تحتها ترضون من الغنيمة بالفتتات ، افنتظروا اذاَ ، نأتيكم بالسلطة والثروة مكرمين ، ولا تفعلوا ما تعيرون به طوال حياتكم ، والاّ فاذهبوا حيث شئتم وسوف نلتقى فى ميادين الحساب عن قريب، وقد اعذر من انذر ، والنصر لنا ونحن نسهر لاجل انتزاع حقوق اهلنا التى ضيعتموها ورهنتموها لمصلحة احزابكم التى تمسكون قيها قرون البقر ، وهم يحلبون ، والخزي والعار لمن كبروا عمراَ وصغروا عزيمة وعقلاً ، وفى الختام اقرأوا هذا السجع الجميل الذى قيل فى مؤتمر حسكنيتة الذى ايقظكم من منامكم واثبت لكم اكاذيب من تعتمدون عليهم فى دارفور: هوى يا المهمش اخوى ، ما تمسك قرون بقرة ، احلب مع الحالبين ، انشاءالله كوب موية ..

نواصل


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved