قضيتنا شريفة .. إنها قضية الانسانية
ذلك ماقالة بعد اعلان الاستقلال الامريكى – الجنرال جورج واشنطن ، والذى اصبح أول رئيس للجمهورية .
وكونى من دارفور يخولنى هذا بأن أقول رايئ بصراحة.. إن قضية دارفور قضية شريفة وعادلة .
ولقد كنا نقول ونكرر أنة على كل اطراف النزاع فى دارفور ، الأطراف التى تشمل ( الحركات المسلحة وغير المسلحة ، المنظمات الأهلية والمدنية ،الإعلام ،المواطنون فى الريف والمدن ،المغتربون ،روابط الطلاب والشباب خارج وداخل الوطن (هذة مهمة جدا) إلى غير ذلك ممن يشتركون فى فضاء دارفور.
كنا نقول إن مهمة العملية السياسية بالدرجة الأولى هى التركيز على عوامل الإجماع الوطنى ، والعقد الإجتماعى، وليس على عوامل التفرقة والتجزئة ، ودراك هذا الجزء أمر فى غاية الاهمية قبل ان نكتب أى حرف . لأن العثور على تصور إيجابى من ناحية الحوار الدارفورى الدارفورى (حوار أهل دارفور) اصبح غائباً ومعدوماً كلياً وهذا من أكثر حالات الغباء السياسى التى انتابت الحركات السياسية والعمل السياسى فى دارفور، وهى حقيقة يجب أن تقف عليها الان أكثر من أى وقت مضى طالما تصدت لمثل هكذا قضايا، وحملت على عاتقها مسئولية ذلك..ما نتج وما سينتج .
أيضاً هذا التصدى يحتم عليها النظر من زاوية اشمل واوسع لمتعلقات السياسة والتى من أبرزها إدراك الحقائق مجردة، وإدارة متطلباتها التى تعتمد على (إختلاف التنوع ، وليس إختلاف التضاد) وأقصد بالتنوع هنا التنوع الموجود فى دارفور.
يأتى فى قائمة هذة الحقائق أن دارفور ليست حكراً على أحد ،وهى ليست لقبيلة دون سواها ،وهذا مايتوجب على الحركات المسلحة اثباتة عملا وليس قولا أو شكلاً وهو مايجب علينا تثبيتة قبل ان نفكك رؤي اطراف النزاع .
أولا: درج العرب فى دارفور على تفسير إنحياز القبائل غير العربية الرئيسية مثل (الفور والزغاوة والمساليت ...الخ ) لحركتى تحرير السودان وحركة العل والمساواة وتأييدها وتبنى مواقفها بشكل كبير.. فسر ذلك من قبلهم على أنة (عنصرية ضدهم ).... وهذا خطأ كبير إرتكبة عرب دارفور ان صح التعبير فى حق الحركات ، كما أن الحركات لم تسعى جاهدة الى تغيير هذا المفهوم وهذا الزعم الخاطء .
بالمقابل أحست القبائل غير العربية الأخرى بأن العرب كأنما احتلوا إقليم دارفور وسيطروا على مكان عنوانة البارز (دار – فور ) وهذا ايضا خطأ أخر لا نعفى منة الطرفان .
هذة ببساطة (اتمنى أن لا تكون مخلة ) المعادلة أقلاها فلنقل النفسية والانطباعية لما يجرى حالياً مدفوعاً بتأجيج من جهات أخرى لها أهدافها التى يعرفها الجميع . وهى الأطرف الأكثر مسئولية.
نحن محتاجون لهدم هذة الفكرة بالمرة ... لية ؟ لأن الإتجاهات الذهنية والعادات ينبغى أن تكون محكومة بالعقل والمنطق.وان الخطوة الأولى فى التفكير من جديد فى جغرافيا الثقافات ( دارفور من أكثر أقاليم السودان التى يتبدى فيها هذا التباين ) قد تشمل إذن تغيير طريقة نزوعنا إلى تصنيف الأفكار والممارسات على اساس عرقى أو قبلى لأن هذة هى الكارثة .
ومحتاجون ان نهدم كل هذة العادات السيئة والعقلية التى تسوق لهذة الافكار الجاهلية ، لان شعب دارفور من أكثر الشعوب تعلقاً بالدين وشعب كهذا صعب أن يسمح لنفسة بالخوض فى مثل هذة الترهات لأسباب عديدة منها أن معظم سكان دارفور يعيشون فى ظروف إقتصادية وإجتماعية توصف بأنها الأسوء فى العالم على الإطلاق ، وانة ليس هناك من فرق بين من يعيش فى الضعين ومن يعيش فى كتم والذي يعيش فى برام، وذلك الذى يعيش فى كرنوى ، وكذلك مليط ،وكبكابية، وعد الغنم ،وأم كدادة ،وتلس، والرهيد ،وشعيرية، وكورما، والطويشة، وعديلة ،وودعة، وزالنجى ،وكلبس ،وأم دخن، كلها نسخ متشابهة.مالذى يميز واحدة دون الأخرى..أقول لكم القاسم المشترك - كل هذة القرى يموت فيها الإنسان والحيوان من العطش. هذا على سبيل المثال.
(وهل يمكننا القول أن الأرض المقطوعة الاشجار توجد فى إستقلال عن الغابة )
لذا نرجو أن يصغى السمع المتفاوضون فى أبوجا والإدارات الأهلية وقادة دارفور فى الداخل والخارج. أديروا الحوار الدارفورى مع العرب، والفور، والتنجر، والفلاتة ،والبرتى، والقمر والميما، - أشركو عمر إحساس، وزكريا الفاشر فى الحوار والتفاوض لكسر الحواجز والجمود لأن أهم مبادئ الحلول هو تأكيد سيطرة الجماعة ككل على حكم وموارد الإقليم .. دارفور على شفا حفرة من النار... إذا لم تنقذوها فعليكم السلام .
والسلام......
محمد ادم الحسن - القاهرة
[email protected]