تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

خارطة الجسد و الوجه الآخر للهزيمة (2) بقلم: أ. احمد يوسف حمد النيل - الرياض

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
11/12/2005 10:55 م

خارطة الجسد و الوجه الآخر للهزيمة (2)

... و عادت طيور سوداء محزونه من جنوب الوطن و من غربه لا تعرف التغريد بل تنوح
كلها منضوية الى قبيلة البوم جاءت و قد تركت مر الفجيعة و ميراث الذل و الهوان
. و ما زال الجسد يتجرع من كأس الهزيمة يلبس الوانا و صنوفا من الانحسار الابدي
و الذي صور في اذهان الناس صوت القنوط و الانكسار و خيبة الامل جاءوا وقد
تركوا منابع الوادي الضخم مغصوبين على البحث عن امن و حضارة للجسد الذي مات
ميتافيزيقيا و لم يبقى منه الا اشلاء الفيسيولوجيا في مواجهة "الهو" و انكسار
"الأنا" حتى صارت الذات الانسانية اوهن من خيوط العنكبوت تعيش مغالطاتها
المفروضه عليها و صراعات الجسد التي ارجعته الي ما قبل انتصار الحضارة , يحلم و
يحتكم على افتراضات تعن في نفسه لا يعقل ان تسود مجتمع في هذا العصر المتمدن و
المتحضر و الذي انفتح فيه العالم على اشكال من التحضر و سباقات في مضامير
المعجزات و الاختراعات الآلية و الجسدية و الانماط الذهنية ذات الطابع التقدمي.
لم تنل منها ذوات هذا الجسد المريع الا الانحطاط و الذي لم يكن له فيه يد غير
تناحر عقول قد ادمنت ان تعود بذاكرتها الى القرن السادس الميلادي جالبة بذلك
تخيلات العقل الانساني في كل مراحل التطور الا عصرنا الحاضر . و بذلك يكون شبح
الملامح القديمة لم يجد جوء بيئي غير الذي في خارطة الجسد الانساني السوداني
الذي تتبرأ منه رسالات الخير و الامن في كل بقاع المعمورة. لم يبقى جسد في هذا
الكون يصرع نفسه من اجل الانعتاق من الصراع البيولوجي غير هذا الجسد . و صوت
الفجيعة هو الذي يؤذن كل يوم في ساحات المدن التي البست ثياب النساء و هكذا
تقضي وقتها نحيبا و بكاء على ابناء قضوا من اجل مؤامرات دنيئه لا تحتكم لصوت
الضمير. فان مات لسان الفتى و فؤاده فهاهو الجسد يبقى و لكنه به هنات بل عار
من ثوب يغطيه عاريا كيوم ولدته امه . الناس الكاذبون يتسابقون من اجل المناصب و
تركوا وراءهم جيف البشر يفسرون موتها بالتضحية من اجل ذواتهم من اجل سيادتهم .
تفرق الجسد المنهوك في انحاء الوطن و ترك الطامعون يموتون من اجل الغنائم
يقتلون من اجل قيم يزعمونها و ها هي القيم امامهم تموت وتندحر. من الذي دعاهم
ان يقاتلوا اناس ابرياء لم ينفكوا بعد من شبح الجوع و المرض لم يدخلوا بعد
مضمار التحدي ضد الآخر و هم يعرفون انهم في تحدي امام انفسهم لم يتحرروا منه .

هكذا تمزق الجسد الحبيب و قد ترك خلفه آلاف الاسئلة و دخل في مرحلة الغيبوبة
القيمية تحكمه همجية الانسان الضال الفكر . و تحولت عاصمتهم تسودها العواطف
المتفرقة من شفقة و كراهية. و عواصف الفكر الكريهة لم تنجب الا كراهية متناهية.
هكذا فُصل جسد السودان و عاشت فيه حضارة الملل و ورث الناس من المقت و الحياة
الغير سوية . تقطعت اوصال البشر من جراء الحرب الضروس التي تحصد الابناء و لم
تبني حضارة الا حياة البغض و الكراهية فغابت نسمات التسامح . منذ ان وعى
الانسان الحضارات التي جاءت من اجل عتق الانسان من العبودية و الاستعباد لم
يقهر الانسان فقط لانه ديني او غير ديني .رسالة الاسلام لقت الاذي و العذاب الا
ان قنع بها الاوائل دون انتهاك لجسد في صورة شنيعة و لم تمزق ارجاء الجسد
الوطني . و لكن نفسية مريضة صارعت المرض سنينا و لم تنفك منه فخرج الى حيز
الكون فاصبح واقعا معاشا.

امتلأت هذه المدينة بالمعاقين و لم تتركهم حتى يقتنعوا و ها هي الثورة الضالة
تفتت ارجاء الجسد الوطني و ترهب الآخرين بالافكار السوداء .

عجباً لها من ثورة سوداء تقتلع الحصون من النفوس الواقية
و تموت اجراس الحياة بها و تفتك بالبراءة في طريق السارية

أتموت كل هذه الاجساد و ما يزال الثورة الظالمة تعتقد ان تحرر الناس ؟ اليس
هذا وهم كبير و عبط لا نهاية له ؟
عندما يهرب بعض قادتها و يتهم بعضهم بالسرقات و الفساد هل هذا هو الحضارة . كان
حري بهم ان يثقوا بانفسهم اولا ثم ينظفوا انفسهم من وسخ الجرائم ثم ينادون
بالدين . ليس في الدين غبن و لا ظلم و رجالات الدين الاتقياء اشبه بالانبياء .
تسول الجسد و النفس اشد فتنة و عدم الامن و الطمأنينة اشد فتنة . الدين لا يعرف
تفرقة و الوطن لا يعرف عنصرا و النفس لا يحرقها الا الذي خلقها و الجسد العاري
جريمة اكبر . حينما تجد الفتيات يتجولن في طرقات المدينة و لا يجلبن الا
الاحتقار و هن عاريات او نصف عاريات , ماذا فعل هولاء الكاذبون ؟ ايقاتلون
الضعفاء و المتشردين من اجل الدين .

درجنا في ثقافة تحت القمقم و تحت انغاض الحرب و جريمة الفساد لا ينفك الجسد من
معاندة الآخر فها هي ثقافة الوصوليون و انصاف العقول التائهون .
و من ضعف ليس لديه الا الاستسلام امام اغراءات الظالمون الذين يتفضلون عليهم
بامال مسروقة فتطيب نفوسهم بها .

ختمت مسيرة السودان الطويلة بحقبة مظلمة كانت الاسوأ في تاريخه و لم ندري ماذا
يجري بعد و لكن الجسد البائس لم يعد هنالك شيء لم يجربه. و كانت تجربة مريضة
تنضاف الى مرض السودان الجسد الطويل العاري الذي يدعو الى الخجل .
و نواصل حتى يتحرر الجسد ,,,,,,,,

بقلم: أ. احمد يوسف حمد النيل - الرياض
للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved