ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أوقفوا هذا الهوان واللعب بالسودان والسودانيين بقلم هلال زاهر الساداتي – القاهرة
هلال زاهر الساداتي – القاهرة حملت الأنباء من أخبار الشؤم والبلايا ما أوردته صحيفة سودانيز اون لاين بتاريخ 8/12/05 عن الجدل الدائر حول نقل مخلفات الصرف الصحي بأثينا لدفنها في السودان , وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة المتعهدة لهذه الغاية ذكرت أن تكلفة نقل المواد للسودان منخفضة جدا مقارنة بما يساوي نقلها بالشاحنات إلى منطقة قريبة في اليونان , وان هذه المواد تحتوي علي معادن ثقيلة أو مشعة و أكد الدكتور ايفيمياذيس من جامعة الزراعة في أثينا أن مستوي المادة الثقيلة هو تحت المستوي المسموح به , وان الشركة المتعهدة ن0 لابراكوس لا تزال تنتظر الموافقة من شركة الكهرباء اليونانية لانه ما زال اقتراحا , ورداً علي سؤال الجزيرة نت قال ممثل الشركة اليونانية للحماية من المخلفات المشعة اليكساكيس أن الشركة حصلت علي موافقة من جهات في السودان بينها وزارة الزراعة السودانية وجهات حكومية أخرى , وركز ممثلو منظمتي السلام الأخضر والتكرير البيئي علي مدي خطورة الصفقة لان الشركة وممثليها لا يقدمون ضمانات واضحة لسلامتها من المواد الضارة وكون الكثير من النقاط غير واضحة المعالم حتى هذه اللحظة , كما اتهم منظمو الهيئات البيئية وبعض الصحفيين الشركة ومناصريها بالغموض و إخفاء التفاصيل وانهم قالوا أن الصفقة في طور المناقشة من قبل مصلحة المياه اليونانية بينما رست الباخرة المعدة للنقل قرب الجزيرة اليونانية استعداداً للبدء في التحميل حسب مصادر الشركة . وما يهمنا انه ثبت باعتراف الشركة أن المواد القذرة تحتوي علي مواد مشعة وهذه من المعلوم أنها تضر بصحة الإنسان وتسبب أمراضا خبيثة تودي بحياة الإنسان , وثبت أيضا أن الشركة قد نالت الموافقة من السلطات في السودان علي إدخال هذه المواد ودفنها في التربة السودانية . إن الغضب والسخط يملأ نفس المرء , والألم والحسرة علي الحال الذي صرنا إليه فاصبحنا مطية للهوان لمن يسوي ولمن لا يسوي من أمم الأرض , وبدلاً من أن نكون سلة طعام العالم صرنا وعاء قاذورات العالم . إنها جريمة جنائية وأخلاقية في حق المواطن السوداني وصحته وعافيته . يكفي ما نحن فيه وما نعاني منه فقد حصدت الملاريا وما زالت تحصد أرواح الآلاف من شعبنا , وكذلك دعّم إزهاق الأرواح انتشار الايدز والسرطان والسل و أمراض أخرى مهلكة , ولا توجد وقاية ولا يوجد دواء أو علاج أو توعية , والدولة تنظر وكأنها تشاهد رواية هزلية مسلية ! ومن هنا ادعوا إجراء تحقيق فوري مع الأشخاص أو الوزارات والسلطات الحكومية التي وافقت علي إدخال هذه المواد القذرة المهلكة ودفنها في التراب السوداني , وان يتم تقديمهم للعدالة ومحاكمتهم بتهمة تهديد الأمن الصحي القومي أو ما يماثل هذه التهمة في قانون العقوبات , وكذلك بالإبادة غير المباشرة بتسبيب الموت للمواطنين , وان تعلن نتيجة التحقيق وان تكون محاكمتهم علناً , وأنني اعلم انه يوجد هناك لجنة أو منظمة لحماية البيئة في السودان , ومن هنا أناشدهم تبني هذه القضية الملحة , كما أنني أناشد الشرفاء في نقابة المحامين إثارة القضية قانونياً , وادعوا أصحاب كل الضمائر الحية من النواب تقديم مسألة مستعجلة في المجلس لبحث الموضوع , كما أناشد منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية , بل أدعو كل مواطن ومواطنة سودانية للدفاع عن سلامتهم وكرامتهم كما يجب في المقام الأول إيقاف هذه الصفقة القذرة علي الفور وان لا تتحرك باخرة القاذورات من أثينا إلى السودان . وللأسف والأسى أن الشركة المتعهدة ما زالت تنتظر الموافقة النهائية من شركة الكهرباء اليونانية بينما بادرت السلطات السودانية علي الموافقة ومنها وزارة الزراعة السودانية وجهات حكومية أخرى .. يا للخزي والعار ! هذا ما جنيناه من حكم الجبهة , تدهور في معيشتنا وعافيتنا وانحطاط في الأخلاق , و اشانة لسمعتنا وكرامتنا في العالم كرعاة للإرهاب , وشيوع للفساد يُبقي السودان في ذيل الدول الموسومة بالفساد . إن الصفقة القذرة تهديد لعافيتنا وحياتنا ولمستقبل حياة أطفالنا وسلامتهم فلنتحرك قبل وقوع الكارثة. [email protected]
