توفيق الحاج
على غرار الفيلم الوثائقي " جمهورية الفلوجة " نبتت في خان يونس عدة جمهوريات
مع الفارق طبعا
فمنذ عدة أسابيع بدأنا نستيقظ فزعا على زخات رصاص تنطلق من الربوات الغربية
وتصورنا لفترة من الوقت انها عودة سريعة للكابوس الاسرائيلي ،ولكن نكتشف بعد
التقصي وسماع الخبر العاجل ان الامر مجرد تراشق وربمامداعبة وتبادل تحية بين
الكتائب الخضراء والكتائب الصفراء وقد أدى ذلك الى اصابة عدد من المغاوير
والاشاوس الذين يحمون خان يونس ..ممن ..؟!! لا أعرف..!!
المواطن العادي يسأل..
هل أن كتائب المقاومة التى قاومت الاحتلال بضراوة قد وصلت بها البطالة الى درجة
لم تجد ما تقضي به وقتها سوى مقاومة بعضها البعض على مكعبات اسمنتية من مخلفات
الذل والقهر..؟!!
المواطن العادي يسأل ..
لماذا الابقاء على أطلال المواقع العسكرية وحطام المستوطنات.. بعد مرور ثلاثة
شهور على الانسحاب من مزرعة الدجاج المسماة غزة..؟!!
ربما يعبر ذلك عن عبقرية عسكرية للدفاع عن الوطن من احتلال جديد ومتوقع..
المواطن العادي يسأل..قادة الجمهوريات في خانيونس
هل تريدون تحرير القدس ونابلس وجنين من سوافي المواصي..؟!!
أم تريدون استبدال احتلال باحتلال..؟!!
المواطن العادي يتساءل ..
اين وحدانية السلطة..وسيادة القانون..؟!!
لقد بات من الممكن لأي أزعر يحمل سلاحا ويحتمي بعائلة ان يقيم جمهورية على
عشرين مترا مربعا من أراضي الدولة المستباحة ليضيف الى الفلتان الامني بعدا
ثالثا وزخما أقرب الى اللعنة الدائمة..
المواطن العادي يقول للمقاومة الصادقة الشريفة شكرا..وينحني مع كل نفس للارواح
الشهيدة بينما يقول للذين يتاجرون باسم المقاومة كفى عبثا بوقتنا وأعصابنا
نعم..
من حقنا أن ينام أطفالنا مطمئنين..ليقاوموا في صباح اليوم التالى التحديات
بحقائبهم وأقلام الرصاص
ومن حقنا ان تزول كل مظاهر الاحتلال من على مرمى البصر على الاقل وأن نسحب نفسا
عميقا من هواء البحر
دون غبار دبابة أو رائحة بارود..!!