هناك جوانب اخرى مهمة لها علاقة بمسالة الازدحام لم يتطرق لها الناس بالبحث وهى قضية ثقافة وعادات وسلوك مجتمعاتنا فيما يتعلق بالحركة والتنقل فكلنا لا نحب "المشى بالارجل" او قل نحب استخدام المركبات حتى لو اردنا التحرك من غرفة الى غرفة فاذا فكرنا فى المشى فسنجد فيه فوائد كثيرة منها انه يساعد فى فك الاختناقات بالنسبة للحركة المرورية كما انه يقلل من تكاليف الوقود واستهلاك العربات اضافة الى فوائده الصحية الكثيرة خاصة بالنسبة للذين يعانون من السمنة وامراض القلب والامراض الاخرى , لذلك نقترح على المسئولين عند الحديث عن حل ضائقة المواصلات ان يتطرقوا للثقافة والعادات والسلوكيات بالنسبة للمواصلات ابتداءاً من التفكير فى العربة والشراء والقيادة من المنزل وفى الطرق حتى مداخل المكاتب فهناك من يقود سيارته من مكتبه داخل المؤسسة المعينة لاداء صلاة الظهر بالمسجد داخل نفس المؤسسة , فالعادات والتقاليد والسلوكيات جزء من مشاكل الحركة فى طرق العاصمة فاذا لم نحل هذه المعضلة فليس هناك حل ولو شيدنا مئات الكبارى ووسعنا آلاف الطرق , وربما ينتقد حديثى هذا بعض الناس عن " المشى بالارجل " بأن طبيعة المناخ فى الخرطوم تجعل الامر صعباً لذلك نقترح على الوالى بدلاً من استيراد 150 بص ان يستفيد من ثمنها فى استيراد مواد بناء لتشييد مسارات للمشاة مع تظليل جوانب الطرق الرئيسية فى مركز المدينه كتلك التى ربما يكون قد شاهدها سعادة الوالى اثناء تجواله فى مراكز المدن الهولندية والتى شيدت للمشاة وللذين يقودون الدراجات , وبعد ذلك يصدر السيد الوالى قراراً يمنع بموجبه دخول المركبات الصغيرة مركز المدينة وايقافها فى ساحات يتم تجهيزها كمواقف خارج المركز ويبدأ السيد الوالى بنفسه " مشروع المشى بالارجل من مواقف السيارات لداخل المدينة " او استخدام الدراجات كما يفعل الوزراء الهولنديون الذين ربما يكون قد سمع عنهم السيد الوالى .
اما بالنسبة للاختناقات عند مداخل المدن او فى الكبارى نقترح على الوالى ان يوجه الجهات المختصة بالطرق والحركة بالنسبة لدخول السيارات ان تخصص الايام الفردية للعربات ذات اللوحات الفردية والايام الزوجية بالنسبة للعربات التى تحمل اللوحات الزوجية وبذلك يكون قد تخلص من نصف عدد العربات فى كل يوم وهو امر معمول به فى بعض الدول " مجرب" .
صلاح الدين حمزة الحسن