ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الإتحاد الإفريقي يتهرب من مواجهة المجاعة في النيجر بقلم عبدالغني بريش/أمريكا
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/9/2005 7:18 م
بسم الله الرحمن الرحيم---------------- الإتحاد الإفريقي يتهرب من مواجهة المجاعة في النيجر/ب ق/عبدالغني بريش/أمريكا في منتصف عام 2005 عقد الاتحاد الافريقي اجتماعا له في مدينة سرت الليبية وحضره عدد كبير من رؤوساء وملوك ووفود واعضاء الدول المكون لهذا الاتحاد الافريقي،وتناول المجتمعون العديد من القضايا والمشاكل التي تواجه القارة السوداء،وتقدموا ببعض المطالب لزعماء الدول الثماني الغنية منها / الغاء الديون الزراعية وتقديم تسهيلات تنموية للقارة ---------الخ ورغم ان اجتماع سرت كان اجتماعا عاما لمناقشة كافة القضايا الآ ان القادة الأفارقة فشلوا في مناقشة قضية المجاعة في دولة النيجر التي تواجه اكثر من ثلاثة ملايين نيجري معظمهم اطفال ونساء،وتعاملوا مع هذه القضية على أنها كارثة انسانية عالمية تختص بها الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها دون ان يتخذ الاتحاد أي خطوات أولية اسعافية وتحديد طبيعة المشكلة وحجمها الحقيقي--- وفي لقاء تلفزيوني اجرته الفضائية الاماراتية أبوطبي مع" غادة حاكم الطاهر" ممثلة منظمة اطباء بلا حدود في دولة النيجر قالت ان المنظمة كانت قد حذرت ونبهت الدول والمنظمات الدولية الاخرى بان مشكلة المجاعة في النيجر قد تتفاقم إذا لم تتخذ اجراءات سريعة وعاجلة للقضاء عليها منذ البداية،الآ ان الردود الدولية لتلك النداءات كانت فاترة وباردة وغير مشجعة واتت ببعض الحلول الغير واقعية منها مثلا --1 بيع الغذاء والطعام والادوية للمحتاجين والمتضررين لكن باسعار مخفضة- وعدم واقعية هذا الحل هو ان اكثر من 80% من المجتمع النيجري يعيش اصلا تحت خط الفقر في احسن الاحوال ناهيك عن فترة المجاعة 0 --2 توزيع الغذاء والطعام والادوية على المتضررين والمحتاجين على ان يسدد القيمة لاحقا في حالة نجاح موسم الحصاد القادم, أي ان تاخذ مثلا خمس جوالات ذرة لتسدد عشرين جوالا في حالة نجاح الموسم الزراعي لكن المشكلة ماذا اذا لم ينجح موسم الحصاد القادم ؟ ان الامم المتحدة قدرت احتياجات المجاعة في النيجر حسب رواية موظفة منظمة اطباء بلا حدود ان النيجر يحتاج الى 16مليون دولار امريكي في شكل غذاء وطعام وادوية للقضاء على المجاعة وانقاذ ثلاثة مليون ونصف المليون نيجري الذين مازالوا على قيد الحياة----- وهذا الرقم صغير جدا مقارنة ببعض الكوارث الانسانية التي قد تحتاج الى مليارات الدولارات الامريكية ودائما السؤال الذي يطرح نفسه هو هل من المعقول ان 54 دولة وهو عدد اعضاء الاتحاد الافريقي غير قادرين على توفير هذا المبلغ الضئيل الذي يحتاجه المتضررون النيجريون 0 الواقع ان هذا الاتحاد لايختلف كثيرا عن غريمته جامعة الدول العربية،لانه اذا كان جادا لكان اتخذ الاجراءات اللازمة لمواجهة مجاعة النيجر منذ بدايتها،لكنه اي الاتحاد شكلي اكثر من اللازم منه للموضوعية فقد فشل في مواجهة المشكلات الأمنية في كل من/ ساحل العاج ،وعدم الاستقرار في الكنغو،والمشكلة الأمنية التي تواجه الدارفوريين والغريب في الأمر ان الاتحاد الافريقي يرفض اي تدخل دولي في القضايا الأمنية التي تواجه القارة في الوقت الذي يحتاج فيه الافارقة في كل من/ دارفور،وساحل العاج وانحاء اخرى من افريقيا الى وجود دولى لتوفير الحماية الأمنية لهم ان قادة هذا الاتحاد يجب ان يخجلوا من انفسهم ومن تصرفاتهم ومواقفهم السلبية تجاه مواطنيهم كل مرة،فقد ادى اهمال هؤلاء القادة في اتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع المجاعة الى وفاة الملايين من الأثيوبيين واليوغنديين والسودانيين في القرن الماضي،كما لم يتخذ هذا الجسم وكان يعرف وقته بمنظمة الوحدة الافريقية أية تدابير لحيلولة دون وقوع المجازر البشرية في كل من رواندا وبورندي وسيراليون،كما ان قواته لم تسطع من فرض الطوق على مليشيات الجنجويد العربية في دارفور التي تستهدف الابرياء من الافارقة الدارفوريين 0 ان افريقيا هي القارة الوحيدة ضمن قارات العالم مازال مرض الملاريا يحصد أرواح الملايين من الافارقة دون ان يتحرك اتحادهم للتخلص من هذا المرض المؤذي الذي لايوجد في القارات الاخرى الآ في كتب تاريخها،كما ان المجاعة اصبحت سمة افريقية فعندما يتحدث العالم عن المجاعات وارسال ملايين الاطنان من الطعام والغذاء انما يتحدث عن افريقيا خاصة السودان-اثيوبيا -اوغندا ،وهذا مرده فشل القادة الافارقة في تحويل الموارد الطبيعية الكامنة تحت الارض الافريقية الى حقيقة ملموسة تقنع الشعوب الافريقية 0 ان القادة الافارقة وزملاءهم العرب دائما يلقون باللائمة على الاستعمار في حالات فشلهم،وهم يعلمون جيدا ان الاستعمار It has nothing absolutely nothing to do with Africa. فالويات المتحدة الامريكية اعظم دولة اليوم كانت مستعمرة انجليزية ونالت استقلالها في يوليو 4-1776 كذلك الهند كانت مستعمرة بريطانية،تقريبا كل دول العالم كانت مستعمرات لدول أقوى منها لكنها سرعان ما تعافت بعد نيل استقلالها وتقرير مصيرها،اما الافارقة واخوانهم العرب في الفشل والهزائم الكبيرة مازالوا يشيرون باصابع الإتهام للدول الإستعمارية في تأخر افريقيا والعرب رغم ان الاستعمار ترك القارة لأكثر من خمس عقود من الزمان 0 ان افريقيا ليست بحاجة الى المطالبة بتشكيل محكمة دولية لمقاضاة الدول الإستعمارية كما يذهب بعض القادة المخمورين الذين أنجبتهم الصدف وفرضتهم الظروف القذرة على شعوبهم،لان الاستعمار لم يكن ظاهرة افريقية بحتة انما كان ظاهرة عالمية تضرر منها شعوب كثيرة ،بالعكس افريقيا بحاجة الى قادة أقوياء اصحاب ضمير يضعون شعوبهم في المقدمة يسعون بكل جد لإكتشاف الموارد الطبيعية الموجودة اصلا لإستثمارها وتوظيف الطاقات البشرية لرفاهية وسعادة الأفارقة ----فماذا يعني مثلا ان نهر النيل ثاني اطول انهار العالم والذي يعبر من الجنوب الى الشمال السوداني ويكاد يشقه الى نصفين بالإضافة الى انهار جانبية ووديان وامطار سنوية ,ان السودانيين يموتون من المجاعة وسوء التغذية؟انه العار وعدم القيادة الرشيدة ان هذه الهزائم المتتالية والمعاناة المستمرة التي تطارد الشعوب الافريقية تعني بلا شك أزمة ضمير واخلاق وانسانية لدى القادة الافارقة ويتضح ذلك من خلال البيانات الهزيلة التي تصدر عن هؤلاء القادة عقب كل مؤتمر او اجتماع لهم،فمثلا العقيد معمر القدافي الذي يدعي زعامة وقيادة افريقيا دفع ملايين الدولارات للدفاع عن زميله في الديكتاتورية والفساد صدام حسين تاركا اطفال النيجر يموتون جوعا أليس غريب امر هؤلاء القادة : [email protected]