تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

قبل وضع يده على القسم: سلفاكير .. إنفصالي ام وحدوي ؟! قراءة : ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/9/2005 3:45 م

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل وضع يده على القسم:

سلفاكير .. إنفصالي ام وحدوي ؟!

قراءة : ضياء الدين بلال

[email protected]

السؤال الذي ظلت تبحث له اجهزة الاعلام ، ومراكز البحوث عن إجابة «معينة» اذا لم تكن «شافية» .. ماذا يخبيء هذا الرجل الغامض تحت قبعته السوداء التي لاتفارق رأسه كثيراً ؟!!

بالقطع السؤال لايستهدف الإشارة الى «الصلعة» الأمامية التي تأخذ مساحة مقدرة من رأس القائد وزعيم الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت ولكن صمت الرجل ونأيه عن الاضواء الاعلامية اكسبه حالة من الغموض أصبحت مصدر «حيرة» الاطراف التي ستتعامل معه سياسية واعلامية.

من الإطلالات الاعلامية النادرة للقائد سلفا .. حوار تلفزيوني أجرى معه بقناة دريم المصرية في برنامج (ونسة سودانية) الذي يقدمه الاكاديمي البارز والمهتم بشؤون الحركة الشعبية دكتور ميلاد حنا .. واستطاع سلفاكير ان يجيد عرض نفسه في ذلك البرنامج ، فقد كانت إفاداته تراعي خصوصية المنبر ، فقد كان بذكاء ماهر يتجنب المواضيع والقضايا التي تثير حساسية المصريين والعرب عامة ، وحتى اذا اضطر للاقتراب من تلك المواضيع ، فإنه يقوم بفتح الحوار على العموميات ، التي يصعب الاختلاف عليها .. سلفاكير خرج من حوار ميلاد حنا ، بمكاسب وافرة ورجع ميلاد من الحوار باحترام للرجل!!

في انتظار طائرة سلفا

تهبط طائرة القائد الجديد للحركة الشعبية في مطار الخرطوم لتجد في انتظارها كثيراً من المهام الصعبة ، والملفات المشرعة .. فقد ترك الدكتور جون قرنق لخليفته شبكة معقدة من العلاقات والصلات المتقاطعة ، التي كان قرنق يبرع في إدارتها باستثنائية يحسدها عليه الكثيرون .. !!

ويبدو أن «سلفا» راغب في الإمساك بهذه الخيوط وأن يمضي في إدارتها الى نهاية «الميس» .. فقد رفع موبايله بعد يوم واحد من قبر دكتور جون قرنق ليتصل بالدكتور حسن الترابي ليبلغه ان كل شيء كما هو .. ثم اعقب ذلك بالاتصال بعبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان .. ليطمئنه بأن دارفور «في البال» الدكتور نافع علي نافع صرح للصحافيين بأن اتصال سلفاكير بدكتور الترابي لا يزعج المؤتمر الوطني .. !!

مصدر الازعاج

ومصدر الإزعاج المتوقع للمؤتمر الوطني يأتي من باب أن سلفاكير قبل أن يصل الخرطوم ويجلس على مقعد رفيقه الراحل .. يريد أن يأتي وهو متدرع بكل علاقات الحركة الشعبية ، التي ظلت تمسك بها دائما ككروت ضغط في وجه شريكها المؤتمر الوطني ، الذي لا يزال يضع في جيبه كروت الفصائل الجنوبية !!

سلفاكير يأتي للخرطوم تحاصره اشواك من الظنون ، فرغم أن الرجل لا يتحدث ولا يكتب للاعلام ولا يفضي لمجالسيه عن ما يختمر في ذهنه .. حتى يكون ذلك معيناً على الوقوف على آرائه في خياري «الوحدة والانفصال» الا أن ما هو رائج إتهام الرجل بأنه إنفصالي منغلق..!!

لماذا انفصالي؟

ويبدو أن مصدر هذا التوصيف يرد الى أن سلفاكير لا تعرف له صلات وعلاقات مع المكونات الشمالية كأفراد او احزاب .. وأكثر الادلة التي يستند إليها إتهام سلفاكير بالانفصالية أمران أضيف إليهما ثالث :

الاول : أثناء نزاعه الاخير مع جون قرنق تردد على مدى واسع حتى من بعض منسوبي الحركة الشعبية أن أبرز إعتراضات «سلفا» على إدارة قرنق للحركة الشعبية إنشغاله بقضايا خارج نطاق الجنوب ومنها قضية دارفور.. وهذا أخذ كمؤشر على إنكفائية سلفا.

الثاني : العلاقة المتميزة التي تجمع سلفاكير ببونا ملوال ، التي اتاحت للاخير على حسب إفادات ادلى بها في حوار مع رئيس تحرير صحيفة الصحافة الاستاذ عادل الباز .. اتاحت له أن يزور مناطق في بحر الغزال تابعة للحركة الشعبية تحت حماية (سلفا) دون إذن وموافقة الدكتور جون قرنق وقتها. وما يعرف عن بونا ملوال ومايعلنه هو عن نفسه انه إنفصالي ، وضد مشروع السودان الجديد .. !!

الثالث : وما يضاف للاثنين التصريحات المفاجئة التي اطلقها السيد روجر وينتر المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الامريكية ، الذي قال بالخرطوم إنه غير منزعج من «نزعات» سلفاكير الانفصالية لانه - حسب ونتر - سلفا يمثل رأي الاغلبية في الجنوب..!!

إذن رجال الادارة الامريكية الامر محسوم لديهم تماماً أن سلفا له نزعات إنفصالية ، لا تمثل لهم مصدر إزعاج.. ووصف موقف سلفا «بالنزعات» تقليل من حدة وصفه بأنه إنفصالي كامل المواصفات..!!

هذه ابرز المعطيات التي تستخدم في التأكيد بأن القادم اليوم لمطار الخرطوم والجالس على موقع النيابة الرئاسية ورئاسة الجنوب ما هو الا إنفصالي قد لا ينتظر إكتمال السنوات الست والوصول لصناديق الاقتراع.

ولكن السؤال الذي يبدو اكثر اهمية من كون «سلفا» إنفصالياً أم وحدودياً.. وهو هل كان قرنق وحدوياً صريحاً في وحدويته ، أم أن الحالة العزائية التي اعقبت وفاته وقربت من «يوم شكره» هي التي جعلته يبدو وحدوياً بلا جدال؟!!

الصورة لها وجه آخر .. وهو أن ليس من مصلحة سلفاكير كما لم تكن في مصلحة قرنق من قبله .. أن يكون خيارهما بين «الوحدة والانفصال» محسوماً تماماً ، لان منطق إتفاقية السلام قائم على أن اكبر ضامن لتطبيق كل ما جاء في الاتفاقية ، أن هنالك صندوقاً في آخر الطريق .. هو الذي سيحدد الخيار الأرجح.. فالتهديد بالانفصال ، يجعل الشماليين حريصين على جعل الوحدة خياراً جاذباً للجنوبيين ، فاذا إطمأن الشماليون بأن قيادة الحركة «وحدوية» سيكونون حريصين على الإبقاء على الاوضاع كما هي واذا تأكدت إنفصالية قيادة الحركة ، هذا ما قد يدفع بالشماليين إلى اليأس ، فلا ينفقون من جهدهم ما لا يعود عليهم بشىء ..!!

الامر معلق

إذن من المصلحة أن يظل الامر معلقاً .. قيادات الحركة الشعبية وروجر ونتر الذي قال أن 96% من الجنوبيين إنفصاليون.. جميعاً يؤكدون على أن موقف القواعد إنفصالي.. اما القيادة فهي وحدوية لكن لها نزوعاً إنفصالياً .. اي أنها الى أن تكتمل السنوات الست ستظل القيادة على الحياد ، وفي اللحظة الحاسمة إما أن تحسم الامر لصالح خيار الوحدة، او تقلب عليها نزعاتها الانفصالية فيقتطع الجنوب من خارطة السودان..!!

هذه المعادلة الغرض منها تسريع خطوات الشمال في إتجاه توفير وإقناع الجنوب بجاذبية الوحدة .. فسلفاكير مثل قرنق اذا وصفته بانه وحدودي سيبتسم.. واذا قلت انه ذو نزوع إنفصالي فلن يغضب .. !!

حدث طاريء

ما قد يغير في هذه المعادلة ان الاحداث التي اعقبت وفاة الراحل جون قرنق منحت فرصة للاصوات الانفصالية في الشمال ، لان تتمدد على مساحة واسعة وتوجد لها بعداً شعبياً ، وهذا قد يشد الاوضاع في إتجاه حالة من الاستقطاب الحاد، قد تجعل إكمال السنوات الست، أمنية صعبة المنال..!

اوزان

يدخل سلفاكير القصر الجمهوري ومن المتوقع أن يكون وزنه هنالك من حيث القوة والتأثير مترتباً على وضعه داخل الحركة الشعبية.. وعلى علاقاته بشبكة الحلفاء التي نسجها دكتور جون قرنق قبل رحيله.. فاذا ظلت الحركة الشعبية متماسكة تحت قيادته .. وظلت خيوط الحلفاء بيده مثل قرنق .. وحافظ على السند الدولي الذي إكتسبته الحركة في سنواتها الثورية ، سيتيح له كل ذلك وضعاً مريحاً داخل القصر ، اما اذا برزت نزاعات داخل الحركة على الاساس القبلي او بين المجموعة التي كانت مقربة لقرنق والصاعدين الجدد مع سلفاكير او أن ربيكا ارادت ان تضع نفسها كقيادة رمزية وإقتصادية مقابلة لسلفا.. فإن ذلك سيغري المؤتمر الوطني بان يلقي شباكه في المياه العكرة.. فقد يجد سلفا أنه في حاجة ملحة لعون الشريك لتجاوز إشكالاته الداخلية بالجنوب.. او قد يجد الشريك الفرصة للضغط على سلفا لتحقيق بعض المكاسب وتجنب كثير من الخسائر التي كانت محتملة في حال وجود قرنق..!!

واذا ضعفت علاقة الحركة الشعبية بالتجمع الديمقراطي والمجموعات المسلحة في دارفور والمؤتمر الشعبي ، فإن سلفا لن يجد ما يستطيع عبره التأثير على الاوضاع في الشمال .. !!

اما اذا افتقد «سلفاكير» السند الدولي الذي كان مرتصاً خلف قرنق ، او ضعف ذلك السند .. او انتقل الى جهة اخرى ، فإن القائد سلفاكير سيجد نفسه بالقصر الجمهوري، يهب عليه هواء المكيفات البارد ويحتسى القهوة السادة ويمضغ غيظه!!


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved