تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

اسباب و ملابسات اعدام الفريق الزبير محمد صالح بقلم رائد جلال البدوي ابوحراز

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/9/2005 3:40 م

تصفية الفريق الزبير محمد صالح كانت نتاجا طبيعيا للصراع الداخلي
للجناح العسكري في تنظيم الجبهة الاسلاميه و تمثل زلك في العلاقة ما
بين الرئيس و نائبه فيما يختص عملية صناعة القرار حيث كانت تصفيته
عمليه في غاية التعقيد بالنسبة لعمر البشير و يكمن السر في ان البشير
كان يخشى ان يلقى نفس المصير ازا ما فتح الباب بمصراعية امام ظاهرة
اغتيال رجالات الدوله المهمون و خصيصا رجل دوله في وزن الفريق الزبير
لما يتمتع به من قدره قيادية فائقة و انضباط عالي المستوى و احترام
لا مثيل له بين القاده العسكريين في القياده العامه لقوات الشعب المسلحة
داخل الخرطوم و خارجها مما جعله يشعر احيانا بانه رجل المرحله
و انه الرجل الاول و الانسب لقيادة اركان الجيوش و لم يكن مستبعدا ان يجد
البشير يوما نفسه و قد رمي به في مزبلة التاريخ برصاصة قناص
اثناء رقصه العديله و الزين او النار و لعت في الساحة الخضراء امام
شعبه المسكين و لكن لحسن الحظ فقد و قف الترابي الي جانبه آنزاك
حين قال قولته المشهوره لكل زمان دولة و رجال .
و بالتالي كان حريا بالرائد شمس الدين ان يتقاسم الكعكه مع شيخه الجليل
و يقوم ببيع الفريق بثمن بخس مقابل ان تكون له الكبرياء و الطاعه
و الخلافة العسكرية على ارض الميدان بعد دفن الفريق الزبير و مواراته
الثرى و هكزا كان خيار اعدام الزبير امرا لابد منه في حسابات الجميع حتى
يتثنى لهم صناعة القرار كيفما يشاءون دون رقيب او حسيب .
وهنا يجدر بنا ان نزكر اصحاب الحظوظ و المنفعة من وراء اعدام الزبير
و نسلط الاضواء على تلكم الشخصية المتسلقه الغادره و التي نفزت الاعدام
داخل الطائرة بترتيب في غاية الدقه و السرية بين رجالات الاستخبارات
التابعون للبشير حيث اقدم الطبيب الطيب ابراهيم محمد خير باعدام
الزبير بمسدس كاتم صوت في موءخرة الجمجمه و قع على اثرها الفريق
جثة هامده و من ثم قام رجل الاستخبارات الكابتن باتمام الفاصل الرئيسي
بنجاح حيث قام بعملية الهبوط الاطراري و هو الان خارج السودان و قد
تمت مكآفاته بتعيينه ممثلا للسودان في احدى الدول المتقدمه .
فالطيب سيخه نجده هو الاخر صاحب مصلحة كبيره من وراء هزة العمليه
لان الحصول على توقيعات تحمل ملايين الدولارات من دون معرفة السبب
او الجهة التي ستدير الاموال كان امرا شبه مستحيلا في مكتب الفريق
بينما يستطيع الطيب سيخه بكل سهوله و يسر ان يمرر مثل هزة الطلبات
في مكتب البشير لانه رئيس بدون رئاسه و لانه ايضا مسير و ليس مخير.
و ايضا تمسك الجناح السياسي في الجبهة بقيادة الترابي و طه آنزاك
بضرورة تصفية هزا الرجل و الزي يمثل حجر عثرة كبيره امام تحقيق
اهدافهم الشخصيه تحت مسمى الاستراتيجيه القومية الشامله هزا البرنامج
الزي خدعوا به الشعب طيلة السنوات الماضيه.
لقد اثبت البشير باعدامه للفريق الزبير محمد صالح انه رجل ضعيف و غير
قادر على فرض شخصيته المهزوزه امام رجالات الدوله الاقوياء و لقد ظهر
زلك جليا و بصورة و اضحة يراها كل من ساعدته الظروف يوما على دخول
القصر الرئاسي فقرارات البشير لا تعنى سوى حبر على ورق و قبل ان يجف
يكون الفريق قد اصدر مرسوما بزات الخصوص و يقوم بتمريره للجهات
المعنيه لتنفيزه على الفور و بالنسبة لي و لبقية الزملاء الضباط يهمنا
في المقام الاول ان تظل الموءسسة العسكرية شامخة و قوية و قادره على
ادارة شئون البلاد و بسط هيبتها بالاوامر العسكرية الحكيمة و الصارمة
و الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بامن البلاد
ووحدته و ليس الانقياد وراء قرارات او نزوات يصدرها صاحبها و هو يرقص
كبائعة الهوى امام اجهزة الاعلام المحلية و الدولية .
و ازكر هنا للامانة و التاريخ انه في ليلة من الليالي و بينما كنت زاهبا للقصر
لمكتب الفريق داخل القصر الجمهوري عند الساعة الواحده صباحا لانني
اعرفه جيدا يحب مزاولة شئون الدولة ليلا .
وصلت الي مكتبه فوجدته مستعدا للخروج فبادرني قائلا انا مستعجل عليك
بالقصر و شئونه و ساعود و في امان الله و بعد مرور ثلاثه او اربعة ساعات
عاد عند الفجر و الغضب يتطاير من عينيه كالشرر و هو يردد كلمة استغفر
الله العظيم على الدوام فاقتربت منه لانه لا توجد بيننا اى حواجز رسميه
ووقفت امامه حيث صاح و هو يقول بصوته زو النبرة الحادة كيف يعقل ان
نسلم امور الدولة و اركان جيشها لرجل مائع ليس له سوى الرقص و الغناء
و العربدة و المجون .
اتدري يا جلال انني عندما خرجت من هنا مسرعا كان اتصل بي طالبا
مرافقتي له لتفقد احوال الرعية عندها ظننت انه صادق فيما يقول و هرعت
اليه مسرعا كما شاهدتني فوجدته قد و ضعني بصورة مباشرة في موقف
محرج مع نفسي و ربي و تاريخي حيث و صلنا الي منزل احد الفنانين
الموسيقيين في منطقة امدرمان لا داعي لزكر اسمه و ايقظ الرجل حوالي
الساعه الثالثه صباحا قائلا له قم يا فلان و الله ياريت لو تسمعنا شيئ من
الغناء بالعود و حقيقة الامر يبدو ان المسكين متعود ان ياتيه الرئيس في
مثل هزة الاوقات لسماع الموسيقى و الطرب.
مث هزة المواقف و غيرها الكثير و التي تصدر عن شخص لحاجة في
نفس يعقوب كفيلة بان تلزمني كرجل اداري و ضابط احمل مسئولية قوات
تسهر الليالي في العراء لتكون صمام الامان لهزا الوطن الغالي تلزمني
الامانة ان اتريث قليلا ازا ما صدر منه قرار لاننا رجال تربينا على قول
الحق و معرفة نقاط الضعف في اي قرار قبل التنفيز .
و انا اقول هزا سعيا مني لابراز الحقائق التاريخية لعامة الناس حتى يعلموا
ان الزبير قد قتل و جثته الان شاهد على تلكم الجريمة لان الجمجمة
مثغوبه من الخلف و لنزاهة التحقيق المرجو المحافظة على رفاته
و اكرر ان الزي يخيف البشير حقا هو فتح ملف جرائم الحرب في الجنوب
و الغرب و الشرق و ايضا يخشى ان يكون هو الهدف ازا ما اقتنع الاخرون
انه كرت خاسر و بالله التوفيق
رائد جلال البدوي ابوحراز


للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved