إنها لمصيبة! إنها لكارثة! إنها لفاجعة !!!
إن القلب ليحزن، والعين تدمع، وتخنقنا العبرات وتعجز الكلمات عن التعبير عما يجيش في النفس، ولا نقول إلا ما يرضي الله: فحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه !! فالموت حق والحياة باطلة، الموت حق والحياة زائلة! الموت حق على الكبير والصغير، الموت حق على كل البشر، أبيضهم وأسودهم وأسمرهم، وما بين ذلك.
مات قرنق رائد المناضلين، مات قرنق رجل السلام، مات قرنق ركيزة السلام، مات قرنق ضمانة السلام. مات قرنق نصير المهمشين، والمظلومين، مات قرنق أمل المساكين والمستضعفين، مات قرنق أمل السودان. مات قرنق ولكن لم تمت القضية، مات قرنق ولكن لم يمت الحق. فقد مات بعد أن أرسى دعائم السلام، بعد أن أرسى دعائم العدل والمساواة، وبعد أن أرسى دعائم الحرية والديمقراطية. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يوفقنا التمسك بما أرساه والسير في خطاه.
تعازينا الحارة لأسرته المكلومة، زوجته وأبناؤه، تعازينا لإخوته، زملاء الكفاح والنضال بالحركة الشعبية، وتعازينا للشعب السوداني وللأمة السودانية قاطبة، حكومة وشعباً، بجميع فئاته المدنية والسياسية، ففقد قرنق فقد لكل الأمة السودانية.
وإذ نأسف للأحداث المؤلفة التي حدثت بالخرطوم، نرجو من جميع الإخوة ضبط النفس والسيطرة على الإنفعالات الزائدة عن الحد، والتسامي فوق الجراحات، فالفقد كبير والجرح عظيم، والألم شديد، والمصاب جلل، ولكن ما حدث حدث، وليس بالإمكان فعل شيء، فلا راد لقضاء الله وقدره، نعزي ونقدم مواساتنا لكل من تضرر من تلك الأحداث.
وحسناً فعلت الحكومة السودانية بتكوين لجان للتعامل مع الحدث والوقوف على الحقيقة ومعالجة ما يمكن معالجته حتى تطمئن النفوس وتطيب الخواطر، ونأمل مشاركة المجتمع الدولي ليخرج التحقيق نزيهاً مبرأًً من كل شبهة حتى لا يترك مجالاً للتأويلات والتخمينات، ويزيل كل شك وريبة.
ونقدم خالص تعزيتنا للإخوة قيادة وأعضاء مكتب الحركة الشعبية بالخليج في فقيد البلاد الدكتور جون قرنق دي مابيور، لله ما أعطى ولله ما أخذ، اللهم لا تفتنا بعده ونسألك اللهم العوض بأحسن منه.
م/ سليمان حسن كوكو
أمين عام الحزب القومي السوداني المتحد- أمانة الخليج